أ ف ب


خففت السلطات الألمانية، الأحد، التدابير الصحية الصارمة عن أكثر من 7 ملايين شخص تلقوا اللقاح المضاد لكورونا، فيما تنفس السكان في إسبانيا الصعداء بعد رفع جزئي للتدابير الصحية.

شملت الإجراءات الألمانية الجديدة التي تدخل حيز التنفيذ، بعد تبنيها من قبل البرلمان، الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح المضاد للفيروس، والبالغ عددهم أكثر من 7 ملايين شخص.

وتسمح الإجراءات لهم بالدخول إلى أي متجر من دون الحاجة إلى إبراز اختبار نتيجته سلبية، كما يسري الآن على بقية السكان، باستثناء المتاجر الأساسية مثل محال بيع المواد الغذائية، أو الصيدليات.


تدخل هذه التدابير الجديدة على المستوى الوطني حيز التنفيذ بعد أن اتخذت عدة أقاليم ألمانية بالفعل هذه الخطوة استجابة للاستياء الذي عم في هذا البلد الحريص على الحريات الفردية والحقوق الأساسية.

وأظهر استطلاع أجراه معهد "فورسا" لتلفزيون "آر تي أل" أن 64% من الألمان يؤيدون تخفيف التدابير لمن تم تطعيمهم أو تعافوا، مثل دخول الفنادق والمطاعم ودور السينما.

وبعد بداية بطيئة، تسارعت حملة التلقيح في ألمانيا، وبات عدد الجرعات اليومية يتجاوز أحياناً مليون الجرعة، إذ تلقى أكثر من 26 مليون شخص بالفعل الجرعة الأولى من اللقاح، وتتوقع السلطات الصحية تقديم التطعيم لجميع الذين تزيد أعمارهم على 12 عاماً، بحلول نهاية أغسطس المقبل.

وأعلن وزير الصحة الألماني، ينس شبان، الجمعة الماضي، أن ألمانيا تجاوزت كما يبدو الموجة الثالثة من الوباء، مشيراً إلى تراجع طفيف في عدد الإصابات.

وتوفي حوالي 85 ألف شخص في ألمانيا منذ بدء الوباء، بحسب معهد "روبرت كوخ".

إسبانيا

وفي إسبانيا تنفس السكان الصعداء، الأحد، حيث سُمح لهم أخيراً بمغادرة مناطقهم لاستنشاق الهواء، ولقاء أحبائهم الذين لم يروهم منذ شهور.

وفي معظم المناطق، شمل انتهاء الإجراء الاستثنائي عند منتصف ليل السبت إلى الأحد، رفع حظر التجول أيضاً كما هي الحال في برشلونة، حيث عبر السكان عن ابتهاجهم بالهتاف والتصفيق وعزف الموسيقى.

قال أوريول كوربيّا (28 عاماً) الذي خرج إلى الشارع للاحتفال مثل مئات الشباب: "يبدو الأمر وكأنه رأس السنة، نستعيد نوعاً ما الحياة الطبيعية والحرية، لكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن الفيروس لا يزال موجوداً".

وحذرت السلطات السكان الذين سئموا من القيود السارية منذ أكثر من عام، من خطر الإفراط في تخفيف التدابير، في ما أكد كبير علماء الأوبئة في وزارة الصحة فرناندو سيمون، أنه "يجب ألا يتكون لدينا تصور خاطئ ... هذا لا يعني نهاية القيود الصحية".

وأضاف: "يجب أن يعي الناس أنه ينبغي لهم الاستمرار في تطبيق التدابير، لا يمكن استبعاد أي شيء يتعلق بتطور الوباء".

وباستثناء فترة عطلة عيد الميلاد عندما تم تخفيف القيود لبضعة أيام للسماح بلم شمل العائلات، لم يتمكن الإسبان من مغادرة مناطقهم منذ فرض حالة الطوارئ في نهاية أكتوبر الماضي.

واُجبرت السلطات، بعد ارتفاع الإصابات عقب عيد الميلاد، على مواصلة إغلاق المناطق في أسبوع الآلام قبل عيد الفصح الذي تجتمع خلاله العائلات.

وعانى الإسبان بشكل خاص من الإغلاق، إذ مُنعوا من الذهاب للقاء عائلاتهم في منطقة أخرى، بينما ظلت البلاد مفتوحة أمام السياح الأجانب.