المشروب الأكثر استهلاكاً في العالم بعد المياه، يواجه مخاطر حقيقية في الزراعة والإنتاج، وهو ما يهدد عشاقه بصداع حقيقي.. ما السبب؟

منذ اكتشاف الشاي لأول مرة في الصين عام 2737 قبل الميلاد، أصبح أكثر المشروبات شعبية في جميع أنحاء العالم.

فبحسب الروايات، تم اكتشافه في عهد الإمبراطور الصيني شين نونغ، الذي تذوق المشروب لأول مرة عندما كان هو وجنوده مشغولين بالاحتماء تحت شجرة، وسقطت أوراق الشاي وتجربته آنذاك.



الآن، تعاني زراعة الشاي في كينيا ثالث أكبر منتج له في العالم، وأكبر منتج للشاي الأسود من مخاطر التغيرات المناخية التي تهدد المساحات المزروعة.

تنتج كينيا 305 آلاف طن من الشاي وفق تقديرات شركة "FARRES'S" البريطانية المتخصصة في تجارة الشاي والقهوة.

ولكن هذا الإنتاج معرض للتدمير نتيجة ارتفاع متزايد في درجات الحرارة وأمطار غير منتظمة والجفاف وغزو الحشرات، وفق تحليل صادر عن جمعية "كريستشن إيد" الخيرية.

وتوقع التحليل أن تدمر هذه العوامل الأربعة 26,2% من مناطق زراعة الشاي المثالية في البلاد بحلول العام 2050.

وحذّر التقرير من أن سبل عيش أكثر من ثلاثة ملايين شخص في قطاع صناعة الشاي الكيني ستتعرض للتهديد خلال العقدين المقبلين.

ووفق وكالة تنمية الشاي الكينية، فواحد من كل 10 كينيين يعتمد على هذه الصناعة.

هناك أنواع عديدة من محصول الشاي، أشهرها على الإطلاق الشاي الأسود المصنوع من نبات الكاميليا، ثم الشاي الأخضر الذي يتم تصنيعه بتجفيف الأوراق الخضراء لنفس النبات.

كما يوجد الشاي الصيني الأسود، والشاي الأبيض، وشاي الأعشاب، والشاي المنكه، وشاي الميرمية أو الشاي الأحمر.

تطور حجم سوق الشاي العالمي خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث كان يبلغ 171.3 مليار دولار في عام 2016، ثم سجل 185.97 مليار دولار في العام التالي، بحسب بيانات موقع الإحصاءات العالمي "Statista".

وواصل السوق النمو في عام 2018 حتى تخطى حاجز 200 مليون دولار، قبل أن يسجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 215.15 مليار دولار في عام 2019.

ونتيجة وباء كورونا وتأثر سلاسل الإمدادات وحركة التجارة العالمية في عام 2020، تراجعت مبيعات الشاي إلى 199.38 مليار دولار.

وبحسب الإحصاءات، من المتوقع أن يستعيد سوق الشاي قوته خلال العام الجاري 2021 ليصل إلى مستوى قياسي عند 232.38 مليار دولار، وصولا إلى 260.1 مليار دولار بحلول عام 2022.

يقدر حجم إنتاج الشاي العالمي بنحو 6 ملايين طن سنويا، وفق بيانات شركة "FARRES'S".

تستحوذ الصين على 40% من الإنتاج العالمي أو ما يعادل 2.4 مليون طن، وتأتي الهند في مرتبة الوصافة بإنتاج قدره 900 ألف طن.

وتظهر كينيا في القائمة كممثل عن القارة الإفريقية بإنتاج يصل إلى 305 ألف طن، ثم سيرلانكا التي تسهم بنحو 300 ألف طن من الإنتاج العالمي للشاي.

وتحل تركيا في المرتبة الخامسة بإنتاج يبلغ 175 ألف طن، لتسبق إندونيسيا المقدر إنتاجها بنحو 157 ألف طن، ثم فيتنام بإنتاج يبلغ 117 ألف طن.

وتحل اليابان في المرتبة الثامنة بإنتاج يقدر بـ 89 ألف طن ثم إيران بحجم إنتاج قدره 84 ألف طن، وتتذيل الأرجنتين القائمة العشرة الكبار بإنتاج يبلغ 70 ألف طن.

حجم الصادرات

أفادت منظمة "worldstopexports" أن حجم صادرات الشاي في عام 2019 بلغ 6.4 مليار دولار أمريكي بنسبة انخفاض قدرها 18.8% عن عام 2018.

تتصدر الصين قائمة الدول المصدر بحصة سوقية تبلغ 31.8% بما يوازي 2 مليار دولار، ثم الهند التي بلغت صادراتها 803 مليون دولار.

وتحل سيرلانكا في المركز الثالث عالميا بصادرات قدرها 721 مليون دولار، تلتها كينيا بصادرات بلغت 360.9 مليون دولار.

الدول الأكثر استيرادا للشاي

تحتل باكستان صدارة قائمة الدول المستوردة للشاي بقيمة 496 مليون دولار في عام 2019، بحسب بيانات "Statista".

حلت الولايات المتحدة في مركز الوصافة بواردات بلغت 488.4 مليون دولار، ثم روسيا التي استوردت كميات من الشاي بقيمة 425.9 مليون دولار.

وجاءت المملكة المتحدة في المركز الرابع بواردات بلغت 356.1 مليون دولار، لتسبق مصر التي حلت في المرتبة الخامسة بواردات قيمتها 276.5 مليون دولار.

(العين الاخبارية)