كل عام وأنتم بخير أولاً، أعاد الله أعيادنا علينا بالخير واليمن والبركات، وأبعد الله عنا وباء «كورونا»، والاحتلال بشتى أنواعه.

أمور كثيرة حدثت خلال الأسبوع الماضي، ولكن ربما كان الأكثر أهمية هو التطور في الملف الفلسطيني، والمواجهات التي شهدتها الأراضي المقدسة.

أعان الله الفلسطينيين على ابتلائهم، وأعاد الحقوق لأصحابها، وحقن دماء المسلمين أينما كانوا، سواء في فلسطين أو العراق أو سوريا أو اليمن أو ليبيا أو غيرها في شتى بقاع الأرض.

منذ اليوم الأول للأحداث والعرب يهاجمون العرب، ويحملونهم مسؤولية ما يجري، وانتهج القادة الفلسطينيون ذات النهج.

ولكن السؤال، ماذا قدمتم أنتم يا قادة لشعبكم وقضيتكم؟ ما هي مواقفكم تجاه ما حدث في الدول العربية من قتل وتشريد على أيدي حلفائكم المرشد الإيراني والسلطان العثماني؟

هل أدنتم إطلاق الصواريخ على مكة أو جازان أو استهداف منشأة بقيق؟ أم أدنتم تهجير أكثر من 5 ملايين عراقي من مناطقهم؟ أم أدنتم تهجير ملايين السوريين وتشريد مثلهم في اليمن، وليبيا، وغيرها؟.

الأخ إسماعيل هنية كتب تغريدة ليزيد الانقسام العربي، مدح ثلاث دول، وكأنها الدول الوحيدة التي تساندهم، ونسي مليارات ودعم ومساندة السعودية والبحرين والإمارات وغيرها من الدول لهم عبر التاريخ.

وبدل مواقفه كما يبدل ثيابه، فبعد أن زار البحرين عام 2012، وأشاد بموقفها تجاه القضية، اليوم يتنكر لها.

هنية ذاته، الذي واسى ونعى الإرهابي قاسم سليماني، الذي قتل ودمر خلال 17 عاماً ما لم تقم به إسرائيل خلال 73 عاماً، وهو ذاته الذي يعظم ويمجد أردوغان، ولن تسعني الصحيفة كلها لذكر جرائمه تجاه العرب.

بكل تأكيد لن نشبهه في أن نتخلى عن العرب لمصالحنا الشخصية، ولكن عليه أن يصحح مساره إن بقي له قليل من المصداقية أساساً، وستبقى فلسطين قضية عربية، ضمن قضايا العرب المهمة، كباقي القضايا مثل العراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن، ولا كما يسوقون لها، ويسترزقون لمصالحهم الشخصية من ورائها.

* آخر لمحة:

يبدو أن معظم قادة فلسطين تنطبق عليهم الآيتان «104 و105» من سورة الكهف، «قلْ هلْ ننبئكمْ بالأَخسرِينَ أَعمالًا * الذِينَ ضلَّ سعيهمْ في الْحياةِ الدُّنيا وَهمْ يحسبونَ أَنهمْ يحسنونَ صنعاً».