هدى عبدالحميد


قال الشيخ د. هشام الرميثي، إن صيام المسلم بعد انقضاء شهر رمضان دليل على قبول صيام شهر رمضان؛ فتوفيق المسلم إلى أداء الطاعة بعد طاعة علامة على قبولها من الله -سبحانه وتعالى-، ولا يُوفَّق إلى أداء هذه الطاعة إلّا من قُبِلت منه الطاعة الأولى، وفي المقابل فإنّ مَن يُتبِع طاعته بمعصية، فإنّ ذلك يُعَدّ دلالة على عدم قبول الطاعة التي سبقتها.

وأضاف "يُعدّ صيام المسلم بعد انتهاء شهر رمضان من باب شُكر العبد لربّه -سبحانه وتعالى- على إعانته على صيام رمضان المبارك، ورغبته في الاستمرار في التقرُّب إليه، والإكثار من أداء الطاعات والقُربات؛ قال -سبحانه وتعالى-: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

وأكد أنها فرصة للتقرُّب إلى الله.


ويُعَدّ صيام التطوُّع دليلاً على حُبّ العبد أداءَ الطاعات، ودليلاً على رغبته في مواصلة أدائها؛ إذ يُعَدّ صيام هذه الأيّام الستّة فرصةً للمسلم إن أراد الارتقاء بمنزلته عند الله -سبحانه وتعالى-، وقد جاء في الحديث القدسيّ الذي يرويه النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- عن الله -سبحانه وتعالى-، إذ قال: (وما تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدي بِشيءٍ أحبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عليهِ، وما زالَ عَبدي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ، فإذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يسمعُ بهِ، و بَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بهِ، و يَدَهُ التي يَبْطِشُ بِها، و رِجْلَهُ التي يَمْشِي بِها، و إنْ سألَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ)

وقال "شرع الله -سبحانه وتعالى- صيام 6 أيام من شهر شوّال بعد انتهاء شهر رمضان المبارك؛ وذلك ليُواصل العبد أداء العبادات والطاعات، كما أنّ في ذلك استكمال نَيل المزيد من الأجر والثواب، والتقرُّب إلى الله -سبحانه وتعالى-، والحصول على مغفرته ورضوانه، إلى جانب أنّ لصيامها فضائل عظيمة

وأوضح الشيخ د. الرميثي وقد ورد الأجر العظيم: يدلّ ما ورد في حديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الذي قال فيه: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ)،[١] على عِظَم الأجر المُترتِّب على صيام ستّة أيّام من شهر شوّال، وفي ذلك زيادة من الخير، ويُشار إلى أنّ الله -سبحانه وتعالى- منحَ ذلك لكلّ مسلم بعد فراغه من صيام شهر رمضان المبارك نسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال وان يختم لنا بالصالحات والحمد لله ربي العالمين

وقال الشيخ زياد سعدون، إن صيام الست من شوال فيها أجر كبير وهي ثابتة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي مسلم الأنصاري "من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر" والمقصود بصيام الدهر صيام سنة 360 يوماً، 30 يوماً شهر رمضان والحسنة بعشرة أمثالها أي يعادل 300 يوم، والست أيام من شهر شوال والحسنة بعشر أمثالها أي يعادل 60 يوماً فيكون كأنه صام سنة كاملة.

وأكد أن أفضل الصيام في الست السرد "الصوم مباشرة بعد انتهاء شهر رمضان" باستثناء يوم العيد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يوم العيد، حيث يمكن البدء في الصوم من ثاني أو ثالث يوم العيد، ولكن يجب أن ينظر المرء هل أن عليه قضاء فيشرع أولاً في القضاء حتى ينطبق عليه الحديث من صام رمضان أي يتم صيام رمضان كامل.

وأشار إلى أن بعض الناس يتراخى في البدء بالصيام وإذا به ينقضي شوال وهو لم يصم، لافتاً إلى أنها بلا شك سنة وليست بواجب ولكن للخير فيها يجب الإسراع في صيامها إذ ربما تقابل المرء عوارض كالمرض لا فلا يستطيع الصيام فيفضل المبادرة بالصيام وإحياء السنة ليكسب الأجر.

وفيما إذا ضاق الوقت على الشخص وعليه قضاء ولم يستطع أن يقضي، هل يصوم الست من شوال أم يقدم الفرض القضاء؟ قال سعدون "إذا تزاحم القضاء مع صيام الست في آخر شوال يقدم صيام الست من شوال لأنها لا عوض لها بينما القضاء ممتد إلى طول العام ما دام لم يأتِ رمضان الآخر ففي هذه الحالة فيحرص في البدء بصيام الست من شوال ليطمئن أنه أحيا السنة وكسب الأجر".