دون توقعات واستنتاجات أقولها الأكيد أن حديث العالم والساعة هو القضية الفلسطينية، فلا تجد وسيلة من وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي إلا وتتناول قضية حي الشيخ جراح أو تدنيس واقتحام المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية.

فأي متابع لمختلف الوسائل سيجد كم التضامن والتعاطف غير المسبوق مع القضية الفلسطينية، من مختلف جنسيات وديانات العالم، مواقف تبين أن الإنسانية لا تزال تعيش بين هذا العالم المتصارع والمتغلب على بعضه البعض.

مواقف كثيرة لشخصيات عالمية لا علاقة لها بالإسلام أو بالعرب كان لها آثار كبيرة في إظهار الحقائق وإيصال رسائل ضغط على المجتمع الدولي بضرورة الوقوف إلى جانب الحق والحقيقة، الحق المسلوب منذ سنوات رغم القرارات الدولية التي أكدتها واعترف بها الجميع، والحقيقة التي لطالما غيبت أو حرفت بأن الضحية تعادل الجلاد.

فأين المقارنة العادلة بين رابع جيش على مستوى العالم وشعب مشتت وسلطة لا سلطة لها، وشعب يقاوم الظلم والاحتلال بأبسط الإمكانيات وبتجهيزات ذاتية؟! والمضحك المبكي أن هناك من يساوي الطرفين ويسمي ما يحصل بالصراع!

أتعلمون متى يكون هناك صراع؟ حينما يكون هناك طرفين متساويين في القوة والدعم، حينما يكون هناك طرفان يلتقيان في قضية واحدة ويكون الحق بينها لا في جهة واحدة. حينما لا يميل العالم للظالم والغشاش، هنا يكون صراع.

من باب الانتماء الديني والعربي ليس هناك تفضيل في هذه القضية، وهذا ما أكدته مواقف مملكة البحرين في المحافل الإقليمية والدولية، حق إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس أمر لا يقبل المساومة. ولعل البيان الأخير للبحرين وموقف وزير الخارجية الذي أبداه خلال اتصاله بوزير الخارجية والمغتربين بدولة فلسطين كان أكبر دليل على الموقف المشرف والمعبر عن جموع أهالي البحرين.

فلسطين قضيتنا للأبد، هذا الموقف الذي لم ولن يتغير سياسياً أو اجتماعياً مهما حصل، عكس ما روج له البعض بعد اتفاق السلام الذي وقعته المملكة مع إسرائيل، فلم تستبدل البحرين أشقاءها بأشخاص آخرين ولم تبدل موقفها من القضية الفلسطينية.

فأي خسارة هي أن تضع نفسك في مكان لا يليق بك؟ لم تطلب الدولة من أي جهة أن تتسابق في طلب ود الإسرائيليين، وتخسر ورقة مهمة معبرة عن رفض العنف والقتل كموقف المؤسسات الأهلية أو الشخصيات المجتمعية بشكل مجاني.

وأي خسارة أن تقول قولاً وأنت تجهل معناه، فقول إن التجريدات والكتابات مضيعة للوقت ولا تحرك شيئاً في مواقف الاحتلال ينم عن جهل أو استغباء للمجتمع، ألا تعلم يا هذا أن التجريدات التي استصغرتها وحدت أمم وفرقتها؟! ألا تعلم أنها أحرجت دولاً مثل الولايات المتحدة وأرغمتها على تغيير كثير من سياساتها الداخلية والخارجية؟! فإذا كنت لا تزال تصر على ما تقول فحينها أؤكد لك أن ما يكتب في صحفنا من مقالات وآراء وتحليلات يصب في نفس الخانة، فحين لا تحترم قوة الكلمة لا تستحق أن تكتبها.