مع بدء مرحلة إعادة افتتاح المواقع السياحية والترفيهية خلال جائحة كورونا طالعتنا الجرائد بخبر تسيير جولات سياحية برمائية في محيط المرفأ المالي بإشراف هيئة البحرين للسياحة والمعارض. وستكون مدة الجولات ساعة واحدة وبوجود مرشدين سياحيين.

وأرى ذلك خطوة إيجابية لتنويع الأنشطة السياحية في البحرين وQuick Win بمفهوم الإدارة أي «انتصار سريع» بحيث تنجز المؤسسة مشاريع صغيرة نسبياً تحقق من خلالها بعض الأهداف في فترة زمنية وجيزة وبذلك تعطي نفسها ثقة للقيام بالمزيد ومن جانب آخر تعطي المتابعين ثقة بأن العمل جارٍ على قدم وساق. كما أن الانتصارات السريعة مطلوبة ومهمة كي تبعد المشككين وتخفت أصوات المنتقدين.

لكن يبقى الأهم هو التركيز على الصورة الأكبر والأشمل والتي تحددها استراتيجية المؤسسة. وبالنسبة لهيئة البحرين للسياحة، فالاستراتيجية التي اعتمدت قبل عدة أعوام أما أنها تحتاج إلى مراجعة وتجديد أو تنفيذ لكل ما ورد فيها. وهذا أمر متروك للقيادة التنفيذية الجديدة للهيئة لترى ما هو أنسب.

وبعد الاستقرار على الخيار الأمثل حول الاستراتيجية يبدأ العمل على التنفيذ والتطبيق خاصة بعد التوقف المؤقت الذي طال الأنشطة السياحية خلال الجائحة. ولا حاجة للتذكير أن كل جزء من الاستراتيجية يجب أن يقاس بمؤشر واضح ليعرف القائمون عليها مدى التقدم الحاصل. ولا مانع من تغيير بعض الأهداف بعد الظروف الصحية السلبية التي مر بها العالم وبعد التغيرات التي نشهدها في دول الجوار من تعزيز للأنشطة السياحية لديها.

أتحدث اليوم عن السياحة لأنها من أبرز ركائز الاقتصاد الوطني وكان لها نسبة معقولة في حساب الناتج المحلي الإجمالي وصلت إلى 7% حسب بعض الإحصائيات في 2019. فعودة هذا القطاع إلى الحركة والنشاط أمر يعول عليه الكثيرون لما له من تأثير مهم على قطاعات أخرى مثل قطاع البيع بالتجزئة والقطاع العقاري، كما أن نشاطه ينعش خزينة الدولة ومن المؤمل -إذا نجحنا في تحفيزه مرة أخرى- أن يبعدنا القطاع السياحي وغيره شيئاً فشيئاً عن الاعتماد على النفط كمصدر شبه وحيد للمدخول.

في النهاية، أستفيد مما تبقى من مساحة لتهنئة هيئة البحرين للثقافة والآثار على افتتاح «سوق القيصيرية» القديم في قلب المحرق وهو بلا شك إضافة أخرى للمواقع التي ستضيف لرصيد البحرين من مواقع يقبل عليها الزائر. وأتمنى أن تتضافر جميع الجهود الرسمية لتصب في مجرى واحد.