شاركت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في المؤتمر الدولي لعمليات الفضاء (SpaceOps 2021) الذي استضافته جمهورية جنوب أفريقيا لمدة 3 أيام ابتداءً من 3 مايو 2021، والذي يتم عقده لأول مرة بشكل افتراضي منذ انطلاقته في 1990 وذلك لدواعي الجائحة. شارك في المؤتمر أكثر من 1500 مشارك من مختلف وكالات الفضاء والمؤسسات التعليمية والشركات العالمية المتخصصة في تقنيات وعلوم الفضاء والتطبيقات ذات الصلة، حيث يعد هذا المؤتمر من منصات النقاش الرئيسية حول أحدث مبادئ العمليات الفضائية وكيفيتها وأدواتها وتطبيقاتها في المهمات الفضائية، إضافة إلى أنه يمنح المهتمين والعاملين في قطاع الفضاء الفرصة لتعزيز التبادل التقني في جميع جوانب المهمات الفضائية من التصميم فالبناء إلى الإطلاق والتشغيل.

الجدير بالذكر أن المؤتمر في نسخته لها العام غطى العديد من الجوانب المتعلقة بعلوم الفضاء من قبل خبراء ومتحدثين من وكالات فضاء كبرى وشركات عالمية ذات تاريخ طويل في المجال، مثل: وكالة جنوب أفريقيا للفضاء، ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء اليابانية، وشركة فيسات، وشركة كيسات، وشركة قونهيلي. إضافة إلى جمعه بين الخبراء والمهنيين من ذوي الخبرة في قطاع الفضاء مع الشباب والطلاب من مختلف المراكز البحثية والمؤسسات التعليمية والشركات الناشئة حول العالم. حيث استعرض عدد من المتحدثين أطروحاتهم حول أحدث التقنيات التي توصلوا إليها في مجالات علوم الفضاء المختلفة، مثل: تصميم وإدارة المهمات الفضائية وإدارة البيانات الفضائية، بالإضافة إلى مفاهيم عمليات تشغيل الأقمار الصناعية ومبادئ تشغيلها. كما ناقش المؤتمر بعض الأطروحات المتعلقة بأنظمة تحديد الاتجاهات والملاحة وهندسة النظم الأرضية والتي تعتبر من المواضيع بالغة الأهمية في المجال، إضافة إلى أحدث التقنيات المستخدمة لتمكين الذكاء الاصطناعي في مجال التخطيط وبناء وتشغيل الأقمار الصناعية. كما خصص المؤتمر فقرات لعرض عدد من الأطروحات المتعلقة بالأمن السيبراني في المهمات الفضائية، ونماذج على تطبيقات انترنت الأشياء والحوسبة الكمومية والأتمتة.

من الأمثلة التي استحوذت على اهتمام المشاركين استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالبيانات المحتمل تحميلها من الأقمار الصناعية، مما يساعد في خفض مستوى استهلاك الطاقة وبالتالي إطالة عمر الأقمار الصناعية. إضافة إلى ذلك، كانت إحدى مخرجات الأطروحات المميزة تهدف إلى استخدام صور الأقمار الصناعية لتحديد دقة نظام التحكم وتحديد الاتجاهات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.



شهد مؤتمر هذا العام زخما كبيرا بشأن الثورة الصناعية الرابعة وتأثيراتها في تطوير القطاع الفضائي، حيث تمحورت معظم الأطروحات حول كيفية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطبيقات علوم الفضاء، بما يعكس التوجهات العالمية في هذا الجانب. بالإضافة إلى ذلك كانت من أهم توصيات المؤتمر كيفية الانتفاع من الدروس المستفادة في المهمات الفضائية السابقة والتقليل من مخاطر فشلها في المستقبل، وكيفية توظيف أحدث التقنيات في إيجاد حلول للتحديات المتعلقة بقلة سعة تحميل البيانات الفضائية الكبيرة ومحدودية مستوى الطاقة إضافة إلى التواصل الآمن مع الأقمار الصناعية وتوفير الوقت والجهد في تحليل البيانات الفضائية ذات الحجم الكبير.

عن المشاركة الناجحة للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في هذا المؤتمر الدولي، قال الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور محمد إبراهيم العسيري: "مؤتمر هذا العام تم تنظيمه بعناية، وقد شهد الكثير من المشاركات المتميزة في مختلف المحاور الرئيسية والفرعية. مشاركة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء كانت كبيرة، حيث شارك عدد من فريق البحرين للفضاء في العديد من الندوات والمحاضرات في مجالات تخصصهم وفي مجالات أخرى ذات صلة بالمشاريع التي يعملون على تنفيذها. ان مثل هذه المشاركات تساهم في تعزيز التعاون الدولي للهيئة في مجالات علوم الفضاء وتبرز أسم مملكة البحرين في المحافل العالمية وتدعم جهود الهيئة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية."

عضوة فريق البحرين للفضاء مهندسة الفضاء عائشة الحرم كانت من بين المشاركين في هذا المؤتمر، حيث قالت: "تعتبر هذه المؤتمرات فرصة مميزة لتبادل الخبرات والاطلاع على أحدث التقنيات المستخدمة عالمياً في مجالات علوم الفضاء. حيث ساهمت مشاركتي في هذا المؤتمر في إيجاد حلول متطورة للتحديات التي واجهتنا في بعض المشاريع الحالية، على سبيل المثال: مراقبة وتحديد الأخطار المحتملة التي تواجه القمر الصناعي في مداره باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتعامل مع تحديات البيانات الفضائية الكبيرة، وكيفية تفعيل أحدث التقنيات في تنظيم تحميل البيانات مع محدودية مستوى الطاقة في الأقمار الصناعية. إضافة إلى ذلك، عززت بعض الأطروحات التي تم عرضها نتائج وتوصيات عدد من الأبحاث العلمية التي يتم العمل عليها حالياً في الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء".

وبدوره أضاف عضو فريق البحرين للفضاء مهندس الفضاء يعقوب القصاب قائلاً: "كانت مشاركتي في هذا المؤتمر مثمرة جداً، حيث اطلعت على أحدث التقنيات المستخدمة في تطبيقات علوم الفضاء وخصوصا أن بعض الأطروحات تمركزت حول عدد من التحديات التي تواجهنا في عملية بناء وتشغيل الأقمار الصناعية، من أبرزها تحديد دقة نظام التحكم وتحديد الاتجاهات ومحدودية مستوى الطاقة في الأقمار الصناعية، مما فتح أمامي آفاقاً واسعة لتوظيف هذه التقنيات الحديثة في المشاريع المستقبلية للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، والذي سوف يساهم في تعزيز الأبحاث العلمية المتعلقة بمجالات علوم الفضاء الحديثة".

الجدير بالذكر ان هيئة الفضاء شاركت بوفد برئاسة الدكتور محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي، والدكتور محمد جاسم العثمان مستشار الهيئة، وعدد من أعضاء فريق البحرين للفضاء.