في مطلع الاعتداءات الصهيونية في حي «الشيخ جراح» وفي المسجد الأقصى ازداد حجم التضامن الخليجي مع المقدسيين على المستويين الرسمي والشعبي. حتى كدت أن أقول لم ينصر الفلسطينيين أحد مثل إخوانهم الخليجيين. لكن يبدو أن هناك من لايتفق معي. وفي منصات التواصل الاجتماعي تغريد كرصاص يدعم الصامدين في فلسطين، لكن كان هناك أيضاً تغريد كالسم الزعاف ضد الخليجيين، من موتورين مؤدلجين وأصحاب ولاءات بدائية حيث وصفونا بكثير يعف اللسان عن ذكره، ولسنا في باب فتح الشك في الموقف الخليجي من القضية الفلسطينية وتسطير حقيقة ما فعلناه لأهلنا هناك فليس لنا في ذلك منة، لكن نقوله لننبه جيلاً جديداً عاش في فترة ضمور الروح الرفاقية والأخوة العربية أن الخليج كان البيئة التي احتضنت الثورة الفلسطينية منذ أن كانت بذرة في ذهن الشقيري وعرفات وحواتمة وأبو جهاد وهم يعملون في الكويت وبقية دول الخليج العربي، وحين لم يكن للفلسطينيين صوت بالأمم المتحدة كانت دول الخليج في المنظمة الدولية تتبنى المقترحات الفلسطينية ويرفعونها باسم الخليج ويقاتلون ويناورون حتى ترى النور. ولو نطقت أرض فلسطين لقالت إنها معطرة بدماء الشهداء الخليجيين في الحروب 48-76-73.

في الأزمة الراهنة لم يتأخر أو يتوقف التحرك الخليجي لمواجهة الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على حياة ومقدسات وممتلكات الشعب الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، بدءاً من الأمين العام لمجلس التعاون الذي أدان استمرار إسرائيل في عمليات التهجير والاستيطان بالقدس مروراً بالكويت التي ندد أميرها بتصعيد الاحتلال الإسرائيلي في الأقصى، ثم الموقف السعودي الذي أدان بأشد العبارات الاعتداءات السافرة التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، لحرمة المسجد الأقصى الشريف، وأمن وسلامة المصلين. والبحريني الذي رافق شجبه للقمع تظاهرة شعبية دعماً للمقدسيين، كما كان هناك موقف إماراتي وعماني وقطري واتفقت مضامين موقفهم على دعوة المجتمع الدولي لتحميل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية هذا التصعيد، وضرورة وقفه الفوري.

* بالعجمي الفصيح:

لم تخرج فلسطين من قلب الخليج حتى تعيدها جولة العنف الجديدة إليه، فهي مسرى رسولنا محمد وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. نقول ذلك لنعري الحاقدين أصحاب الصيد في المياه العكرة، ولوضع انتقاداتهم في سياقها.

* كاتب وأكاديمي كويتي