شجبت كتلة الأصالة الإسلامية وبشدة قيام الحكومة السيريلانكية بإغلاق الجامع الوحيد بمدينة دامبولا الواقعة بوسط سيرلانكا تمهيداً لهدمه، خضوعاً لتهديدات عدد من متطرفي الديانة البوذية ومحاولتهم اقتحام الجامع، حيث احتشدوا أمام الجامع وهددوا بهدمه بأنفسهم، ما أدى إلى قيام رئيس الوزراء السيرلانكي بإصدار أمر بهدم الجامع ونقله إلى مكان آخر. وأكدت الأصالة أن “الجامع هو الجامع الوحيد بالمدينة وبني منذ حوالي نصف قرن على نفقة أحد التجار المسلمين الذي أوقف جزءاً خاصاً من أرضه لبنائه وتم تسجيله بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بسيريلانكا، ولا توجد مخالفات قانونية بشأنه”. وعبرت “الأصالة” عن استغرابها من خضوع الحكومة السيرلانكية لتهديدات المتطرفين البوذيين، والتي كثرت هجماتهم وتضييقاتهم على المسلمين في الآونة الأخيرة، فهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مسجد لتهديدات الرهبان، بل كثر التضييق على المسلمين ومطاردتهم في مصادر أرزاقهم وشحن النفوس عليهم. وطالبت “الأصالة” من الحكومة السيريلانكية سرعة اتخاذ ما يلزم وتطبيق القانون وحماية مواطنيها المسلمين، وحماية جامع دامبولا، وإن كانت جميع المحاولات فشلت والحكومة السيريلانكية عازمة على هدمه بالفعل فإنه على أقل تقدير لابد من وضع جدول زمني واضح واستشارة المسلمين في موقع الجامع الجديد وبنائه بأسرع وقت ممكن. وخاطبت “الأصالة” الحكومة السيرلانكية أن تقطع دابر الفتنة بالسرعة الممكنة، وأن تحافظ على علاقتها بالعالم الإسلامي الذي يضم أكثر من مليار مسلم ، فالمسلمون بسيريلانكا هم مواطنون سيرلانكيون ينتمون لبلادهم ولهم حقوق يجب الوفاء بها أولها حقهم في العبادة وممارسة شعائرهم الدينية بأمن وحرية وسلام. إلى ذلك استنكر عضو كتلة المنبر الوطني الإسلامي المهندس محمد العمادي إغلاق الحكومة السيريلانكية الجامع الوحيد بمدينة دامبولا الواقعة بوسط سيرلانكا تمهيداً لهدمه دون أسباب واضحة سوى العداء الكامن للإسلام والمسلمين ورضوخاً للمتطرفين أصحاب الديانة البوذية الذين حاولوا الاعتداء على الجامع واقتحامه. وأضاف العمادي أن “رضوخ رئيس الوزراء السيرلانكي لمثل هذه الضغوط والعمل الإجرامي من هؤلاء المتطرفين خطوة لا تصب أبداً في صالح سيرلانكا فيما يتعلق بالعلاقات مع الدول العربية والإسلامية”. وأعرب العمادي عن استغرابه من إقدام هؤلاء المتطرفين على مثل هذه الخطوة، وكذلك موقف الحكومة السيرلانكية التي رضخت للضغوط، رغم أن الجامع هو الوحيد بالمدينة ولا توجد أية مخالفات متعلقة به، وبالتالي ما يحدث هو نوع من الإرهاب والتطرف والمغالاة التي يجب أن يتم التصدي لها من الحكومة السيرلانكية”. ودعا العمادي الحكومة السيرلانكية بسرعة التصرف بحكمة ووأد الفتنة قبل أن تستفحل، وأن من واجباتها حماية الأقلية المسلمة هناك من أي تصرفات حمقاء يرتكبها هؤلاء المتطرفون وأنها يجب أن تكفل حرية الرأي والتعبير وحق العبادة لكل المواطنين . وأضاف أن “على الحكومة السيرلانكية أن تدرك أن هناك ملياراً ونصف المليار مسلم مستاء من هذه الخطوة ويجب عليها مراعاة ذلك وتصحيح الأوضاع حتى لا تسوء العلاقات بين المسلمين في شتى انحاء العالم وبين سيرلانكا وهذا لن يكون أبداً في مصلحتها”.