لصحتك النفسية ولسلامتك العقلية نصيحتي لك هي أن تبتعد عن قراءة التعليقات في أي منشور يتعلق بجائحة كورونا (كوفيد19) في تطبيق الإنستغرام، لأنك ستجد العجب العجاب، فالكل هناك فلاسفة وأطباء، والدلو أصبح بيد الجميع ينثر به سمومه وضحالة أفكاره على مرأى من الجميع، وكما قال أحدهم قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي لم يكن أحد مدرك «لهبالتك» إلا دائرتك المغلقة.

من خلال متابعة بسيطة لمنصات التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع المنصرم وردود الأفعال المختلفة حول تصاعد أعداد الإصابات بفيروس كورونا وارتفاع عدد الوفيات كانت هناك الكثير من الأصوات المطالبة بفرض حظر للتجول غير مدركين لما تعني هذه الكلمة، ولكنهم في الغالب يظنون أن الحظر هو لعبة بسيطة وقرار يأخذه فرد وهو يحتسي القهوة، ومعظم من يطالب بفرض الحظر تجده يرسل التغريدة أو يكتب تعليقه وهو يحتسي قهوته في ضاحية السيف أو ينتظر دوره في طابور أحد مطاعم العدلية.

مع انطلاق مؤتمر الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا والقرارات المتخذة بدأت أصوات النشاز تنتشر مرة أخرى معترضين على قرارات الإغلاق للمحلات والأندية ومراكز التجميل، ومن عجائب الدنيا أن هذه الأصوات هي ذاتها الأصوات التي كانت تطالب بفرض حظر للتجول متهمين المعنيين بقصر نظرهم وأنهم سبب في انتشار الفيروس!

ما لا يدركه هؤلاء أن القرارات تأتي بعد دراسة عميقة للبيانات والمعلومات وكمية عظيمة من الـ DATA يتم تحليلها من قبل مختصين من جميع التخصصات، مع وجود فرق تعمل ليل نهار من الصفوف الأولى وحتى المكاتب الخلفية ولا تأتي بشكل عبثي غير مدروس، ولذلك هي أقوم وأصوب من مصادرك المرتبطة بـ»واتساب الوالدة».

كنت قد لمحت تغريدة مفادها أن التخبطات أعادتنا لنقطة الصفر، بطريقة تجعلك تظن أن ما نمر به في البحرين هو أزمة داخلية وليس وباء اجتاح العالم كله وهدد منظمات العالم الصحية بأجمعها، ومع ذلك أثبتت البحرين بفريقها الوطني وقيادته علو كعبها في التعامل المحترف بشهادة العالم أجمع لتقول لهم اننا لم نعد لنقطة الصفر، بل نحن في منعطف حاد سيحدد بوصلة المستقبل في مواجهة الجائحة، وهذه التضحيات على كماليات الحياة أبسط ما نقدمه لخدمة الوطن ودعم الصفوف الأولى والفريق الوطني.