أكد كبار المشاركين بأعمال الدورة الثانية للمنتدى العربي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة أن نجاح البحرين في استضافة أعمال المنتدى ترجمة صادقة لما أنجزته البحرين على صعيد التنمية المستدامة، وما سجلته من تطور في مجال التنمية البشرية، نتيجة ما تقوم به الحكومة على صعيد الارتقاء بالأوضاع المعيشية للمواطنين، وما توليه من دعم لتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية وخطة التنمية لما بعد عام 2015.
وأجمعوا في تصريحات لـ "بنا" أن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء للمنتدى أكدت أهتمام البحرين بدعم مسيرة العمل التنموي العربي المشترك والتنمية المستدامة.
وأشاروا إلي أن رعاية سموه أسهمت في نجاح المنتدى بشكل كبير وفي الخروج بـ "وثيقة البحرين" التي تضمنت توصيات عالية المستوى تخدم التنمية في العالم العربي.
ولفتوا إلى أن سموه كان يتابع أعمال المنتدى باهتمام، واستقبلهم شخصيا وتحدث إليهم بانفتاح عن رؤيته للتنمية المستدامة وهو ما عزز لديهم الأمل بأن الاهتمام العربي حاضر في وجود حكومة واعية تعرف مدى التحديات تعيشها المنطقة.
وفي السياق نفسه، رصد تقرير لـ "بنا" أن البحرين نجحت من خلال المنتدى أن تكون موضع أنظار المؤسسات والمنظمات الدولية ووسائل الاعلام العالمية، على مدى ثلاثة أيام متتالية، هي فترة انعقاد أعمال الدورة الثانية للمنتدى، والذي شارك فيه ممثلون حكوميون رفيعو المستوى معنيون بالتنمية المستدامة تشمل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتكنولوجيا والتخطيط وممثلو المنظمات والوكالات التابعة للأمم المتحدة وبنوك التنمية العربية وجامعة الدول العربية ومنظماتها المتخصّصة وهيئات المجتمع المدني المعنية بقضايا التنمية المستدامة والجامعات ومعاهد البحوث والبرلمانيون والقطاع الخاص.

كفاءات مؤهلة
وأشار التقرير إلي أن النجاح الذي حققته البحرين في استضافة وتنظيم المنتدى الدولي الهام كان مبعث إشادة من جميع المشاركين والحاضرين، وأثبتت البحرين من خلاله مجددا قدرتها وكفاءتها في احتضان العديد من المؤتمرات والمنتديات الدولية الهامة بما لديها من إمكانيات لوجستية متميزة وكفاءات مؤهلة وفق أعلى المستويات، خاصة وأن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء للمنتدى شكلت عنصر قوة ودعم كبيرين أسهمت في نجاحه وخروجه بمظهر مشرف، فهذه الرعاية كانت دليلا على مدى حرص البحرين قيادة وحكومة وشعبا على دعم وترسيخ مبادئ التنمية المستدامة في الوطن العربي والعالم، كما عبرت عن إيمان سموه الراسخ بأهمية دعم الجهود الدولية التي تستهدف الارتقاء بحياة الإنسان وتحقيق رفاهيته وأمنه واستقراره، وهي المبادىء التي يحرص سموه على تذكير العالم بها كل عام في رسالته السنوية بمناسبة يوم "الموئل" وغيرها من المناسبات العالمية،وآمنت البحرين بأن أي معيار للرقي يكمن في الانسان وتقدمه، وان المواطن هو المحور الذي تدور عليه هذه الفلسفة باعتباره أحقية إنسانية ضامنة لحيوية أي مجتمع. كذلك آمن سمو رئيس الوزراء أن الإدارة الكفء هي قدرتها على العمل وتطوير عملية النمو في مختلف مجالاته والاستثمار في الأصول غير المادية من معرفة وبشر لمواجهة أية تحديات متجددة تفرضها الظروف الاقليمية والدولية المتغيرة.
ولفتت سطور التقرير إلي إن منح الأمم المتحدة لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء جائزة الأهداف الانمائية عام 2010 هو تقدير دولي يوضح بجلاء الجهود المميزة التي بذلتها حكومة وشعب البحرين بالتعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق جزء كبير من الأهداف الإنمائية للألفية، وقال سموه حينها إن "مستقبل المسيرة الخيرة التي يرعاها جلالة الملك، ستعمل على تحقيق النمو والازدهار الذي نرجوه لبلدنا العزيز، وأن ما تحقق للبحرين اليوم بعون الله وتوفيقه من نجاح ننظر إليه بكل ثقة وتفاؤل"، وأكد سموه "أن التقدير الدولي يمثل حافزاً إضافياً لمواصلة المسيرة ولتحقيق المزيد من النجاحات"، ولعل هذا النجاح ظهر جليا في كلمات وتصريحات المسؤولين الدوليين والوفود المشاركة في أعمال المنتدى العربي، والذين عبروا عن تقديرهم للجهود التي تقوم بها البحرين على صعيد التنمية المستدامة، واعجابهم بالإنجازات التنموية المتميزة لمملكة البحرين في مجالات التنمية البشرية، حيث تمكنت البحرين، وفقا لتصريحات د.سيما بحوث الامين العام المساعد للأمم المتحدة المدير الاقليمي لمكتب الدول العربية لبرنامج الامم المتحدة الانمائي من تنفيذ سبعة اهداف من أصل ثمانية من الاهداف الانمائية للألفية 2015، وهو ما يمثل أعلى مستوى في تنفيذ أهداف الالفية خاصة فيما يتعلق بمجالات التنمية البشرية والتقدم في مختلف المؤشرات والقياسات.

مشاهدات حية
وكشف التقرير أن من أبرز المشاهدات على نجاح المنتدى هو التغطية الإعلامية الواسعة لجلساته ومناقشاته من وسائل الاعلام ووكالات الأنباء الدولية ومنها "سي ان ان، قناة العربية، وصحيفة الشرق الاوسط وغيرها "، وقد كانت "وثيقة البحرين" حدثاً مهماً لدى هذه المواقع ووسائل الاعلام، إلى جانب اكتظاظ جلسات المؤتمر خلال أيامه الثلاث بأكثر من 200 مشارك بالاضافة إلى ممثلي وسائل الاعلام المحلي والدولي، وهو ما يدلل على مدى الاهتمام بالمنتدى ومخرجاته، أما المشاهدة الثانية، فتتعلق بما أبداه كبار المشاركين حيث أشادوا بحرية النقاش والطرح التي جرت جلسات المنتدى خلالها ومساحة الحرية والانفتاح التي تعاملت بها وسائل الاعلام البحرينية مع مناقشات المنتدى خاصة في البرنامج الخاص الذي عرض على تلفزيون البحرين، فضلا عن تغطيات الصحف المحلية اليومية، حيث أسهمت مساحة حرية النقاش عن الخروج بتوصيات تهم الشأن العربي وتدعم مواقفه في المحافل الدولية، لاسيما وأن المنتدى شهد مناقشة مواضيع هامة كحقوق الانسان والحريات والفقر وغيرها، وهو ما يؤكد على احترام البحرين لمثل هذه المبادئ ودعمها وترسيخها على كافة المستويات، وهناك مشاهدة ثالثة ظهرت خلال المنتدى تتمثل في أن الـ 19 توصية التي تضمنتها "وثيقة البحرين" في ختام المنتدى لم يكن الاتفاق عليها بالأمر البسيط أو السهل لكنه جاء ذلك بعد نقاشات واختلافات في وجهات النظر في الجلسات المغلقة ووصلت حدتها الى خارج قاعة المنتدى، وهو ما يدل على حرص المشاركين في المؤتمر وممثلي منظمات الامم المتحدة على الوصول الى كل ما من شانه أن يدعم التنمية المستدامة في العالم العربي.

تقدير دولي
وذكر التقرير أن انعقاد المنتدى بالبحرين بذلك الزخم يتأتي تقديرا من المجتمع الدولي للبحرين، فهي من أوائل الدول التي نجحت في تحقيق أهداف الألفية الإنمائية بسبب ما توليه من أهمية كبرى لقضايا التنمية المستدامة وزيادة الانفاق على الخدمات التعليمية والصحية والاسكانية والاجتماعية لإيمانها بأهمية دور الأمم المتحدة وخاصة المجلس الاقتصادي والاجتماعي في دعم التعاون الدولي وتحقيق أهداف الألفية الإنمائية بكامل بنودها، والبحرين اليوم في ظل هذه السياسة الانمائية تشعر بالرضا إذ أنها قطعت أشواطا في تحقيق هذه الأهداف، واستطاعت أن تسبق العديد من الدول على صعيد التنمية المستدامة، كما إن البحرين كانت من أوائل الدول التي أنجزت معظم الأهداف الانمائية للألفية قبل موعدها من حيث توفير العليم المجاني في المراحل الأساسية وتمكين المرأة والتركيز على تكافؤ الفرص بين الجنسين وتوسيع نطاق الضمان الاجتماعي للفئات غير القادرة ورفع مستوى الرعاية الصحية وبخاصة الأطفال، ولهذا احتلت البحرين مكانة متقدمة على المستوى العالمي في تقارير التنمية البشرية الدولية لسنوات عديدة، ورغم التحديات الكبيرة وحالة عدم الاستقرار التي تمر بها المنطقة العربية، إلا أن البحرين تواصل عبر عمل دءوب لتحافظ على مكانتها المصنفة في قائمة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جدا وهي المكانة التي تبوأتها بعمل جاد ومتواصل وما زالت تسير في هذا الطريق، وقد جاءت تقارير برنامج الأمم المتحدة الانمائي للتنمية البشرية كشاهد على هذا النجاح الذي حققته المملكة والذي اعتمد على معايير احصائية أهمها الرعاية الصحية والتعليم ومستوى الدخل وتمكين المرأة، غير أن تلك الأهداف لم تكن هي الغاية وإنما الغاية الأولى هي تحقيق رفاهية المواطن ورعاية كل من يعيش على أرض المملكة كواحة أمن وتعايش دون تفرقة أو تمييز، كذلك فإن الإنجازات التي حققتها البحرين كان لها صدى واسعا بسبب الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بالتنمية المستدامة ومتابعة سموه اللصيقة والمستمرة للشأن التنموي، كما أنه وفقا لرؤية سموه فإن تجربة البحرين وما أنجزته في هذا المجال يمكن أن يشكل قوة دفع ومصدر إلهام للجهود العربية الرامية إلى بلوغ ما تبقى من الأهداف الإنمائية.