أكد سياسيون ورجال دين ومواطنون بحرينيون أن " أمن المملكة العربية السعودية مقدم على أمن مملكة البحرين لما تمثله الشقيقة السعودية من ثقل في الحفاظ على أمن منظومة دول الخليج العربية بل والأمن القومي العربي بكامله"، مشيدين في الوقت نفسه بالتنسيق الأمني المشترك بين أجهزة الامن البحريني والسعودي من اجل الحفاظ على امن وسلامة البلاد من تلك الحفنة من الارهابيين عديمي الانسانية والدين.
وفي حديثهم لوكالة أنباء البحرين استنكروا بأقوى العبارات العملية الارهابية الفاشلة التي حاولت ادخال مادة (RDX) شديدة الانفجار وصواعق مخصصة لتفجيرها لزعزعة الأمن والاستقرار في المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وفي هذا السياق أعرب رجل الدين الشيخ د. عبد الله احمد المقابي عن شجبه واستنكاره لتلك الأعمال الارهابية بمجملها، قائلا "نستنكر محاولة تهريب المواد المتفجرة، والتي اكتشفتها الجارة المملكة العربية السعودية، في محاولة يائسة لتمكين الإرهاب ودعوة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة " ، مؤكدا أن مثل هذه الأعمال لا ترقى للإنسانية ولا يقبلها شرع أو ملة ، مشيدا في الوقت ذاته بالدور الكبير لرجال الامن في البلدين قائلا " نشد على أيدي رجال الأمن من كلى الجانبين ، دروع العروبة ومهدها في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين.
كما اشاد ايضا بالتعاون والتنسيق المهني والاحترافي بين الاجهزة الامنية في الدولتين، والذي يثبت يوماً بعد يوم قوته ومصداقيته كنظام أمني محترف في صد أي هجوم إرهابي ، وقد تمثل جليا في القبض على عناصر الإرهاب والتخريب ، مضيفا " نؤكد للمجتمع العربي والسعودي والبحريني بوجه خاص بأننا نرفض كافة الأعمال الإرهابية وتوابعها، ومحاولات زعزعة الأمن واستقرار المنطقة، وندعو الجميع للتكاتف خلف الوحدة الوطنية، وتوحيد الصفوف خلف قائد السفينة ملك البلاد المفدى، ونجدد التأكيد بحرمة استعمال كل ما يخدم الأجندات الداخلية والخارجية ، وحرمة التعاون مع كل المعتدين والأيادي الإرهابية ، وندعو الجميع للالتزام بالمواثيق الإسلامية من حرمة سفك الدماء والتخريب والإرهاب، وان يحفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين.
ومن جانبه أكد المستشار بوزارة الخارجية د.ابراهيم الدوسري الرفض التام لأي محاولات من شأنها زعزعة الامن في الشقيقة المملكة العربية السعودية لأن ذلك يعتبر استهدافا مباشرا للبحرين وكل الدول الخليجية والعربية، لافتا إلى "أن ايران تحاول ضرب السعودية عن طريق عملائها في البحرين بعد فشل عملاؤها من الحوثيين في اليمن"، موضحا بأن جسر الملك فهد باعتباره المنفذ البري الوحيد للبحرين تزايدت التهديدات بتخريبه ، ولذا استراتيجيا يجب أن تسارع البحرين في اقامة جسر آخر.
وطالب الدوسري بضرورة الكشف عمن يحركوا ويقفوا وراء هؤ?ء المخربين، وضرورة تطوير تكنولوجيا التفتيش على جميع المنافذ بالمملكة، وأهمية معرفة الطرق التي من خلالها تصنع تلك المتفجرات وكيفية دخول المواد الأولية لها إلى البحرين، مناديا بضرورة تشديد الحراسات على الأماكن الحساسة ?نها باتت مستهدفة من المخربين، وتشديد القبضة ا?منية على المخربين، ?نه يتضح من استهدافهم لجسر الملك فهد وجود مخطط تخريبي ممنهج وفق اهدافهم التخريبية ، وفي حالة ا?دانة لابد من استغلال هذه القضية في ايصال حقيقة ا?نقلابيين في البحرين إلى العالم، ولكي يعرف بأن هؤ?ء مخربون وليسوا معارضة وطنية.
بدوره أدان النائب مجيد العصفور المحاولة الإرهابية التي تم ضبطها على الحدود مع المملكة العربية السعودية ، مؤكدا أن أمن البلد أولوية تأتي على رأس قائمة الأولويات للحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وقال " لا يمكن القبول بمس أمن المملكة بأي شكل من الاشكال، خاصة مع تزايد وانتشار الجماعات الإرهابية في كثير من الدول العربية ، التي أصبحت ظاهرة خطيرة تحتاج التصدي لها بقوة ، والتكاتف بين جميع الجهات الامنية في الدول العربية لوأدها".
واختتم النائب مجيد العصفور كلامه بالقول : لا عبادة من دون أمن ولا تربية بدون أمن ولن نجامل أحدا في سبيل تحقيق الأمن لوطننا ومواطنينا، ونشد على ايادي رجال الأمن لما يبذلونه من جهود جبارة في تحقيق الأمن الذي نلمسه في الاستقرار الحالي بجميع مناحي الحياة بالمملكة.
من جانبها أشادت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس الشورى سوسن تقوي بالتنسيق الأمني البحريني السعودي والذي أسفر عنه العديد من العمليات الأمنية الاستباقية لكشف العديد من المخالفات والجرائم والتجاوزات بمختلف الأنواع ، مؤكدة " أن تعزيز الجبهة الأمنية الخليجية ضرورة وأولوية في المرحلة الراهنة من تاريخ دول الخليج العربي وبخاصة في ظل ما تشهده المنطقة العربية من توترات أمنية متزايدة وذلك بسبب الحركات الارهابية والمتطرفة والمتشددة التي تتوغل من أجل إفساد أمن واستقرار مختلف البلدان العربية ، مستقوية بالدعم الخارجي وعلى رأسه الدعم الايراني الذي لا يريد تحقيق الأمن والاستقرار للدول العربية عموما والدول الخليجية تحديدا".
ونوهت تقوي بالجهود التنسيقية الأمنية المشتركة بين البحرين والسعودية وهو ما يبدو جليا من خلال نجاح عدد من الإجراءات الأمنية التي سقط فيها متهمون بقضايا جنائية يعاقب عليها القانون وذلك من أجل بث الفوضى والرعب والدمار في البلدان الخليجية ، مشيرة إلى أن " قانون العقوبات وقانون حماية المجتمع من الأعمال الارهابية يتضمن عددا من المواد القانونية التي تؤثم مثل هذه الجرائم الدخيلة على أخلاقيات الشعب الخليجي وهو ما يستوجب تشديد العقوبات على المتهمين في القضايا الارهابية وبخاصة من يصدر أو يستورد الأسلحة أو المتفجرات أو غيرها من المواد القابلة للاستخدام لأغراض ارهابية".
من جهته قال النائب عادل حميد جعفر "أن أي مسلم عاقل ويعرف دينه وما به من سماحة لا يرضى أو يقبل بتلك المحاولات الدنيئة لزعزعة استقرار البلاد وأمن العباد، ولا يمكن أن يفكر إنسان في المساس بأرواح الآمنين وتعريض حياتهم وممتلكاتهم للخطر"، مشددا على إدانته لكل العمليات الإرهابية"، واصفا إياها بالجرائم التي لا يمكن التهاون معها أو العفو عن أصحابها مهما بلغت الظروف والملابسات التي استندوا عليها في تفكيرهم الإجرامي، وطالب المسؤولين في أجهزة الأمن بدول مجلس التعاون باتخاذ إجراءات رادعة لمثل هؤلاء، وتفعيل المزيد من الإجراءات الاحترازية لمنع عمليات إرهابية في المستقبل.
ومن جانبه قال رئيس وحدة الحدود الالكترونية بإدارة الهجرة والجوازات بوزارة الداخلية ثابت الشروقي " إن العملية الجبانة والفاشلة التي استهدفت هذا الجزء العزيز من منطقتنا لم يكن المستهدف منه المملكة العربية السعودية فحسب بل كان يستهدف كل منظومة دول مجلس التعاون الخليجي العربية في أمنها واستقرارها وتطورها ومجتمعاتها الآمنة، وكان يستهدف بشكل رئيسي ما تشهده المنطقة من تقدم في كافة المجالات، وتحويل هذا الواقع إلى الدمار والموت وزرع الفتنة بين شعوب المنطقة".
وأكد الشروقي أن " أمن المملكة العربية السعودية مقدما على أمن مملكة البحرين لما تمثله الشقيقة السعودية من ثقل في الحفاظ على أمن دول المنطقة الخليجية بل والأمن القومي العربي بكامله ، لأن الشقيقة الكبرى تمثل صمام الأمان ضد كل من يريد العبث بالمنطقة وافشال المخططات التي تريد ضرب وحدة أهل المنطقة ، وتكاتفهم وتعاونهم "، قائلا " أمن السعودية ليس مكان اهتمام القيادة في البحرين فحسب بل اهتمام كل الشعب البحريني وبجميع طوائفه، فإن قناعاتنا جميعا تؤكد بأن البحرين والسعودية جزء لا يتجزأ".
وعلى ذات الصعيد عبر عضو مجلس النواب النائب ناصر القصير عن إدانته الشديدة لتلك العمليات الإرهابية ومن يقف وراءها وكل من يحاول وضع المواطنين في حالة من عدم الاستقرار والشعور بعدم الأمن ، قائلا " إن مثل هؤلاء الذين يروجون لتلك الاعمال الارهابية لا يتصفون بالإنسانية ولا يمكن اعتبارهم آدميين تربوا في بلد مسلم وفي بيئة تتمتع بالخلق السمح للدين الحنيف " ، مؤكدا أن جهود رجال الأمن تتواصل لتحقيق الاستقرار في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، وقال أنه رغم خطورة العملية الإرهابية التي تم ضبطها مؤخرا إلا أن التنسيق الأمني بين الأجهزة المسؤولة بدول التعاون الخليجي قد حالت دون وقوع العديد من الكوارث المماثلة وربما لم يتم الإعلان عنها للرأي العام حفاظا على الاستقرار الاجتماعي وللتنسيق في تتبع منابعها.
وشدد القصير على ضرورة تواصل الأجهزة الأمنية بدول مجلس التعاون الخليجي خاصة في الوقت الحالي من أجل الحفاظ على الاستقرار الذي ننعم به بفضل جهودهم المتواصلة بالسهر على حماية الوطن ومكتسباته.
ومن جانبه استنكر الموظف عبدالعزيز يوسف الكواري بشدة محاولات ضرب الاستقرار في المملكة العربية السعودية وقال " إنها المكان الوحيد في العالم الذي يحج إليه الناس بالملايين ومن كل بقاع العالم ليعبدوا الله ويتقربوا إليه بالأعمال الصالحة متسائلا " لمصلحة من تستهدف السعودية وهي التي تمتد أياديها الخيرة لكل البشر في العالم ، وهي التي تمثل السند الحقيقي والفعلي لكل العرب والمسلمين".
وأكد الكواري " أن الذين يقومون بتنفيذ الاستراتيجيات الإرهابية هم جهلة ولا يفقهون شيئا عن الدين ولا عن سوء أفعالهم، وتم استغلالهم لتحقيق أجندة لا يعرفون عن مضامينها شيئا غير انهم وُعدوا بالأوهام، كما يعد الشيطان أولياءه ، وهم في خسران مبين"، مشددا الكواري على أن أمن السعودية والبحرين واحد ولا فرق بينهما، وأن ما يربط بين القيادتين الشقيقتين والشعبين الشقيقين لا يمكن بأي حال من الأحوال مهما حاولوا من محاولات، وأن البحرين قيادة وشعبا ستظل وفية للمملكة العربية السعودية الشقيقة لأن المصير واحد.
وبدوره أعرب النائب جلال كاظم عن شكره وتقديره للجهود الأمنية سواء في مملكة البحرين أو المملكة العربية السعودية الشقيقة، على دورها الكبير في ضبط العملية الإرهابية الأخيرة، وقال: لا نعلم إلى اي مدى كنا سنواجه من أخطار في حال إدخال تلك الشحنة من المتفجرات شديدة الخطورة لولا يقظة رجال الأمن.
وقال النائب كاظم أنها سابقة خطيرة في ضبط شحنة متفجرات تدخل للمملكة العربية السعودية من البحرين حيث كان يحدث العكس ، في السابق ويجب علينا نحن كنواب للشعب أن نستخدم جميع أدواتنا التشريعية للحد من مثل تلك العمليات الخطيرة التي تهدد مجتمعاتنا ومكتسبات بلادنا، مشيرا إلى أن رجال الأمن بوزارة الداخلية أثبتوا طيلة السنوات الماضية أنهم حماة الوطن والقادرين على حفظ أمنه واستقراره.
وقال الاستاذ بجامعة البحرين الكاتب محمد محمود المرباطي " أن أي عمل يمس المملكة العربية السعودية ويهدد أمنها مرفوض ومستنكر ونحن في البحرين نرفض ذلك بشدة لأن المساس بالمملكة العربية السعودية مساس بكل دول الخليج العربي، ويهدد التعايش والسلم والأمن في المنطقة وفي العالم ، ويدخل المنطقة بكاملها في حالة من عدم الاستقرار"، مضيفا " أن محاولة ادخال متفجرات واسلحة خطيرة من هذا النوع للسعودية يجب أن يقابل برد فعل قوي من الجهات المعنية بين البلدين، حتى لا تتكرر مرة أخرى".
وكانت قد أعلنت السلطات السعودية يوم امس عن إحباط محاولة تهريب مواد متفجرة في سيارة قادمة من مملكة البحرين ومتوجهة الى المملكة العربية السعودية عبر جسر الملك فهد.