تسبب ترشح محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي للانتخابات الرئاسية، بتصدع وخلاف كبير بين أركان حكومة الرئيس حسن روحاني.

وكشفت مصادر إيرانية مطلعة، مساء السبت، أن "روحاني مارس ضغوطاً على همتي من أجل أن ينسحب من سباق الانتخابات الرئاسية المقررة في منتصف يونيو/حزيران المقبل، كونه لا يمثل الحكومة".



وكشف موقع "اقتصاد نيوز" الإيراني المقرب من الحكومة، أن "روحاني مارس ضغوطا على همتي من أجل الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية وإلا سيقوم بإقالته من منصب محافظ البنك المركزي واختيار بديل عنه".

وقالت المصادر التي تابعت مراسلة "العين الإخبارية" حديثها لوسائل إعلام إيرانية، فإن "همتي أبلغ روحاني بأنه لن ينسحب من سباق الانتخابات الرئاسية وإن قرار إقالته من منصبه متروك له"، مبيناً أن "همتي أكد لروحاني إن انشغاله بالحملة الانتخابية لن يؤثر على أداء البنك المركزي".

ووفقاً للمصادر فإن "روحاني لديه 2 من المرشحين المقربين منه لخلافة همتي هما محمد نهاونديان مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الاقتصادية، الذي أبدى معارضته لتولي منصب محافظ البنك المركزي، والمرشح الثاني هو حميد بور محمدي معاون رئيس لجنة إعداد الموازنة في الحكومة، والذي لم يبد أي معارضة لتولي المنصب".

ومع تداول وسائل الإعلام الإيرانية، السبت، معلومات عن عزم روحاني إصدار مرسوم بإقالة محافظ البنك المركزي، شهدت العملة الإيرانية انهياراً كبيراً وبلغ سعر الدولار الأمريكي الواحد في السوق الحرة بطهران 25 ألف تومان بعدما كان بقيمة 22 ألف تومان قبل يومين.

وفي أواخر يوليو/تموز 2017، عين روحاني عبد الناصر همتي بمنصب محافظ البنك المركزي بعد إقالته سلفه ولي الله سيف الذي يحاكم بتهمة فساد مالي وسوء الإدارة.

ويتعرض الاقتصاد الإيراني إلى أزمة شديدة سببها العقوبات الأمريكية الصارمة والفساد المالي وسوء الإدارة.

كما أن جائحة فيروس كورونا ألحقت أضراراً بهذا الاقتصاد الذي يعتمد في أغلبه على صادرات النفط والتي تراجعت بفعل العقوبات منذ انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي.

وفي سياق متصل، أكد همتي في حديث لوسائل إعلام إيرانية، مساء السبت، أنه لن ينسحب من سباق الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أنه "ترك قرار عزله من منصبه بيد الرئيس روحاني".

ودافع همتي عن أن "البقاء في المنافسة الانتخابية لن يؤثر على أداء البنك المركزي الإيراني، مبيناً أن نائبه يتولى إدارة شؤون البنك".

وفي سياق آخر، قالت تقارير إخبارية إن ضغط روحاني على همتي جاء بسبب رفض مجلس صيانة الدستور الإيراني للمرشح الإصلاحي "إسحاق جهانغيري" الذي يشغل حالياً منصب النائب الأول للرئيس حسن روحاني.

وذكر مصدر على صلة بالحكومة الإيرانية، لموقع "اقتصاد نيوز"، أن روحاني ممتعض من همتي بسبب عدم مشاروته وأخذ رأيه عندما أراد الترشح للانتخابات الرئاسية، كما فعل جهانغيري الذي استشاره روحاني.

وقال المصدر إن "روحاني أكد لمقربين منه إن عبد الناصر همتي دخل الساحة الانتخابية لوحدة دون أن يستشير المسؤولين في الحكومة، وإن همتي لا يمثل الحكومة في مجال الترشح بأي شكل من الأشكال ويحاول الدفاع عن أداءه بشكل مستقل عن روحاني".