العين الاخبارية

ما بين قرار الإقالة الرسمي والإعلان عن المرشح لمنصب محافظ البنك المركزي الإيراني حوالي 20 دقيقة فقط، هي مدة ظهور حالة عدم الترابط بين النظام والتنسيق خاصة في القرارات الهامة.

وتضاربت الأنباء والمعلومات التي أوردتها وسائل الإعلام الخاضعة للنظام الإيراني، بشأن الشخصية التي ستتولى منصب محافظ البنك المركزي بعد إقالة عبد الناصر همتي من منصبه كونه مرشح للانتخابات الرئاسية المقررة في منتصف يونيو/حزيران المقبل.

وقرب العاشرة "9.50" من صباح اليوم الأحد قالت وكالة أنباء "جوان" الخاضعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومي، إن روحاني أقال همتي من منصب محافظ البنك المركزي الإيراني، لترشحه للانتخابات الرئاسية وانشغاله بالحملات الدعائية.

وقال همتي في اجتماع أمس السبت على تطبيق كلوب هاوس للتواصل الاجتماعي "أبلغني "روحاني" أنه في حالة خوضي الانتخابات، لا أستطيع الاستمرار في منصب محافظ البنك المركزي لأن ذلك يؤثر على السياسة النقدية وسياسة سعر الصرف".

وأضاف "أجبته أنه ليس لي اعتراض على قراره".

ويتوقع ألا يكون للانتخابات أثر يذكر على المسار السياسي والدبلوماسي، إذ أن الرؤساء المنتخبين يديرون الشؤون اليومية للبلاد فحسب، بينما يدير الزعيم الأعلى علي خامنئي القضاء وقوات الأمن والإعلام ومؤسسات تسيطر على جانب كبير من الاقتصاد.

الرئيس الجديد للمركزي

وبعد دقائق نقلت الوكالة عن مصادر إن "الرئيس حسن روحاني أقال همتي وعين حميد بور محمدي النائب الاقتصادي لمنظمة إعداد الموازنة بدلاً منه".

ولم تصمد هذه المعلومات إلا 20 دقيقة، عند "10.10" حتى نفى بور محمدي تعيين بهذا المنصب، وفقاً لما نقلت عنه وكالة أنباء "فارس نيوز" المقربة من الحرس الثوري.

فيما قالت الوكالة نفسها إن "أكبر كميجاني" حل محل عبد الناصر همتي في رئاسة البنك المركزي الإيراني، وكميجاني هو نائب همتي قبل أن يتم إقالة الأخيرة.

وكان أكبر كميجاني قد شارك في اجتماع للجنة الاقتصادية في حكومة الرئيس حسن روحاني بدلاً من عبد الناصر همتي المرشح للانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أن "كيمجاني سيتولى المنصب كما تشير المعلومات".

ويعمل أكبر كميجاني أستاذًا للاقتصاد في جامعة طهران، وكان النائب الاقتصادي للبنك المركزي في حكومة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي.

وتسبب هذا التناقض في التخطيط الإعلامي للحكومة الإيرانية باضطراب في سوق الصرف الأجنبي الأمر الذي أدى إلى انهيار العملة المحلية.

العملة تسدد الثمن

سجلت العملة الإيرانية، اليوم السبت، انهيارا جديدا أمام العملات الأجنبية، متأثرة بشائعات إقالة رئيس البنك المركزي عبدالناصر همتي.

ورصدت "العين الإخبارية" في طهران، تداول سعر الدولار الأمريكي الواحد بنحو 42 ألف تومان إيراني بالسوق الحرة في شوارع طهران.

وقال أحمد سلطاني رئيس أحد مراكز الصيرفة في طهران، إن "عدد المشترين في سوق الصرف الأجنبي قد زاد خلال اليوم أو اليومين الماضيين، وأن أولئك الذين كانوا بالفعل في قائمة الانتظار لشراء العملات الأجنبية دخلوا السوق بعد أن لاحظوا عدم حدوث أي شيء مميز".

من هو حميد بور محمدي؟

وحميد بور محمدي هو من مواليد عام 1967 من مقاطعة "أردل" التابعة لمحافظة تشاهارمحال وبختياري، وشغل منصب نائب محافظ البنك المركزي الإيراني خلال رئاسة محمود بهمني الذي تولى هذا المنصب في الولاية الثانية عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد عام 2009 وحتى 2013.

كما يعد حميد بور محمدي من كبير مستشاري "طهماسبي مظاهري"، محافظ البنك المركزي الأسبق في حكومة الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي في 1997 –2005.

كما شغل محمدي منصب نائب وزير الاقتصاد والمالية للبنك المركزي في عهد صفدار حسيني خلال توليه هذا المنصب في حكومة خاتمي.

وفي حكومة حسن روحاني يشغل حميد بور محمدي منصب نائب مدير منظمة الإدارة والتخطيط التي يرأسها محمد باقر نوبخت.

وفي عام 2011 جرى اعتقاله بتهمة اختلاس مبلغ قدره 3 مليارات تومان إيراني وجرى الإفراج عنه بكفالة.