في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم جراء تفشي الجائحة، بات اللجوء إلى التعلم الرقمي والتعلم عن بعد في جميع المراحل الدراسية خياراً أساسياً لا غنى عنه، لضمان استدامة الخدمة التعليمية بشكل مرض قدر الإمكان، ورفع جودة التعليم وفعاليته، وتطوير التوجهات التربوية، بما ينعكس إيجاباً على تطور قدرات ومهارات الطلبة والمعلمين.

وقد حققت مملكة البحرين إنجازات عديدة على صعيد مواجهة تبعات الجائحة في القطاع التعليمي، بما في ذلك توفير وزارة التربية والتعليم لوسائل تعلّم عديدة مناسبة لجميع الطلبة، بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة، إذ حصدت البوابة التعليمية ملايين الزيارات، تأكيداً على حجم التفاعل معها من داخل مملكة البحرين وخارجها، إلى جانب تحويل 402 كتاب دراسي إلى الصيغة الرقمية، وتطوير 60 كتاب مدرسي في جميع المراحل التعليمية، وتنفيذ 149 برنامجاً تدريبياً استفاد منها 24 ألف تربوي، وتناولت أحدث المستجدات والاستراتيجيات التربوية والتعليمية في جميع المجالات.

أدلة منهجية



هذا وقد وأشادت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالإنجازات التي حققتها مملكة البحرين في توفير التعليم للجميع خلال فترة الجائحة، بمن فيهم الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال اعتماد آلية التعلم عن بعد، وحث الطلبة على استخدام الأجهزة الرقمية، إضافة إلى تزويد ذوي الدخل المحدود بالأجهزة الرقمية. ومن أبرز الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لضمان استمرار العملية التعليمية في ظل المتغيرات هي تنفيذ العديد من البرامج التدريبية عن بعد للمعلمين ولمنتسبي الوزارة لاستيعاب تحولات المرحلة الحالية وتنفيذ متطلبات التمهن للترقي، وتنفيذ اختبارات تقويمية رقمية لقياس كفايات ومهارات تعليمية محددة، وتنفيذ الاختبارات الدولية في المدارس بالحضور الشخصي وفق الضوابط الاحترازية، إلى جانب توظيف البوابة التعليمية الإلكترونية، والحصص التعليمية التلفزيونية بالتعاون مع وزارة شئون الإعلام، وقنوات اليوتيوب، لضمان عدم تأثر العملية التعليمية واستدامة تعلم الطلبة، إضافة إلى إصدار الأدلة المنهجية المرجعية التي تغطي كافة الجوانب المرتبطة بالتعلم عن بعد والتعلم المدمج .

التربية للمواطنة

كما أن الوزارة قامت بتأليف 24 سلسلة حول قيم المواطنة والانتماء والولاء والتسامح والتعايش وقبول التعدد والحوار والعمل التطوعي والديمقراطية والتعدد في إطار الوحدة وإدامة السلام وإدارة الأزمات، من خلال تدعيم المناهج الدراسية للطلبة بقيم الانتماء والمواطنة وبناء الشخصية الوطنية، إضافة إلى التطويرات الكمية والنوعية في المناهج الدراسية، لتعزيز الاتجاه نحو احترام القانون واحترام الرأي والرأي الآخر، وبناء نموذج المدرسة المعززة للمواطنة وحقوق الإنسان وفق معايير عالمية بالتعاون مع بيوت خبرة دولية، واستحداث مناهج لجميع المراحل الدراسية تحت مسمى التربية للمواطنة .

تطلعات مستقبلية

وتتطلع الوزارة إلى رفع الكفاءة وتحسين الجودة في نظام التعليم عن بعد، وذلك من خلال طرح مساقات جديدة للمرحلتين الإعدادية والثانوية، وتطوير مساقات المواد التجارية، وتعزيز التمكين الرقمي لتوظيف تقنية المعلومات في التعلم، وتنفيذ مشروع "ستيم" المعزز للقدرات والإبداعات الطلابية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة.