لم يكن غريباً على جلالة الملك المفدى أن يطمئن شعبه، فمن عادة جلالته التواصل المستمر مع المواطنين وإضفاء مزيد من السلام على الجو العام في المملكة، لكن جلالته فاجأنا الأسبوع الماضي وأفرحنا وأثلج قلوبنا، بتصريح سامٍ خرج بالتزامن مع بيان اللجنة التنسيقية، والقرارات الخاصة باتخاذ تدابير أكثر احترازية لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد19).

نعم كان المجتمع البحريني يرى الأرقام ترتفع بصورة غير مسبوقة سواء في الإصابات أو الوفيات، حتى أصبحنا نراقب وننتظر نتائج منتصف الليل، ونضع أيدينا على قلوبنا من الرعب، لتأتي كلمات جلالة الملك الحنونة، لتطمئن القلوب وترفع الهمم وتواسي المكلومين، وتحث الجميع على المساعدة في عودة الحياة لطبيعتها.

وقد بدأ جلالته بتقديم العزاء والتعبير عن الحزن والأسى على الضحايا، وفي ذلك معانٍ كثيرة، فمن يقرأ النص يجد ملكاً يمد يده ليواسي كل عائلة حدثت لديها حالة وفاة، ويمسح بيده الكريمة على ذويهم داعياً الله أن يتغمد موتاهم بواسع رحمته، ويدعو أيضاً للمصابين بأن يمن الله عليهم بالصحة والعافية، وكأن جلالته قد زار كل مريض منهم.

وحين يوجه جلالته الدعوة بضرورة التكاتف، بعد مواساة جلالته للناس، فقد كان لزاماً على الجميع أن يستجيب لدعوة الوالد دون تردد، خاصة حين يعود جلالته ليطمئن ويؤكد أن البحرين ستتخطى هذه الأزمة بقوة وبتضافر جهود الجميع، وهو ما يزيد العزم عندنا بتحمل المسؤولية والاستجابة لدعوة القائد الذي جاءت كلماته التالية لتمنحنا المزيد من الثقة في تجاوز هذه الأزمة، حيث أكد جلالته على أن الدولة تضع إمكانياتها كافة تحت تصرف فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لمحاربة الفيروس.

هذه الكلمات الذهبية التي قرأناها جميعاً، كان لها أثر مباشر وغير مباشر في كافة المجالات، خاصة مع شعور الناس بالغموض والقلق، ولا ألوم أحداً في ذلك، لكن الأثر المباشر ظهر في استجابة الناس للقرارات الصعبة لمكافحة الوباء، وشعور الجميع بالمسؤولية الملقاة على عاتق كل منهم، وبدأت مؤسسات الدولة في تنفيذ عدة إجراءات لحماية المجتمع.

أما الأثر غير المباشر فقد يلاحظه المختصون في الشأن الاقتصادي، من ارتفاع للأداء العام للحركة الاقتصادية التي تعتمد على مؤشرات الثقة في السوق، وكذلك على قرارات الدولة، فلقد أضفت كلمات مليكنا تفاؤلاً على مستقبل المملكة والحركة الاقتصادية فيها.