كتبت - هدى عبدالحميد: أكد معلمون وطلبة أن أساليب التدريس الجديدة المتبعة خلال تحسين الزمن المدرسي تمنح الطلبة فرصة أكبر للتفاعل الصفي من خلال الجمع بين زيادة زمن التعلم وتحسين جودة التعلم لتوفير المزيد من فرص التعلم النوعي أمام طلبة المدارس الثانوية الحكومية في مملكة البحرين. وقالت وزارة التربية والتعليم إن الهدف الأساسي من زيادة الزمن المدرسي جاء ليعطي الوقت اللازم للطالب والمعلم لاستيعاب المناهج بشكل كامل وليس التقليل منها، ويعمل التوجه كذلك على إصلاح التعليم نحو زيادة كم ونوع المعارف والمهارات التي يتصل عليها الطالب وفقاً للمعايير العالمية. وأوضحت أن الهدف من وراء ذلك هو مواكبة التعليم بالدول المتقدمة، بما فيها المفاهيم والقيم والمهارات، ليكون البحريني الخيار الأفضل في سوق العمل المحلي والإقليمي أيضاً. وأضافت «تأتي هذه الأساليب إيماناً بأن الوزارة تسعى دائماً إلى تجويد المخرجات التعليمية حيث تطمح إلى تزويد الطلبة البحرينيين بالمهارات الأساسية اللازمة لتلبية احتياجات سوق العمل، ويعد برنامج تحسين الزمن المدرسي خطوة مهمة وجادة في رحلة الوزارة نحو تحقيق هذا الهدف الطموح». وأكدت الوزارة أن أكبر دليل على نجاح المشروع هو تجربة مدرسة المحرق الثانوية للبنات، إذ أثبتت نجاحها عندما حققت نسبة رضا مرتفعة، وأظهرت الدراسة أن 89% من الطالبات تمكّنّ من استيعاب المناهج التعليمية بشكل أفضل في ظل الجدول الدراسي الجديد، فيما أكدت 79% من المعلمات أن الجدول الجديد أتاح لهن استخدام أساليب تدريس أكثر فاعلية مع الطالبات، إلى جانب ما أظهرته نتائج الامتحانات من تحسن ملحوظ في جميع المواد بعد أن أصبحت الطالبات محور عملية التدريس والتعلم وشريكاً فاعلاً في التقدم الأكاديمي والشخصي وفق ما قالته قيادات مدرسة المحرق الثانوية للبنات، وهذا ما أدى إلى حصول المدرسة على تقدير امتياز في مراجعات هيئة ضمان الجودة كأول مدرسة ثانوية تحقق هذا المستوى الرفيع. رفع لمستوى التحصيل الدراسي للطلبة وقال شريك تحسين الأداء محمد عبادي إن تحسين الزمن المدرسي أصبح ضرورة ويعد من أفضل المشاريع لما يسهم به من رفع لمستوى التحصيل الدراسي لدى الطلبة. وأشار العبادي إلى أنه من خلال عمله السابق في الميدان كمعلم أول وكمدير سابق كان يشتكي من قصر زمن الحصة الدراسية والذي كان يحول دون تطبيق استراتيجيات التعليم والتعلم، «المعلم يشعر أنه مع سباق مع الزمن مما يضعه تحت ضغط إذ مع انتهاء الحصة بمعدل 45 دقيقة كان يشعر أنه لم يستطع أن يعطي الطالب حقه في الشرح». وأضاف «التحسين يصب في مصلحة الطالب والتي من شأنها أن ترفع من مستوى التعليم في المملكة، أما من جهة التفاعل بين المعلم والطالب فإن تمديد وقت الحصة يزيد من تقوية الترابط بين الطالب والمعلم لما يتيحه للطالب من وقت للتعبير عن رأيه وفكره ومناقشة ما يجول بخاطره من تساؤلات مما سينتج عنه إعداد جيل مثقف واع». وأكد العبادي أن وجود المعلم المساعد داخل الصف فرصة للطلبة بأن المعلم الثاني يدعم المعلم الموجود في الصف فكثير من الطلبة بينهم تفاوت من القدرة على الاستيعاب وقد أوصت هيئة ضمان الجودة بأنه يجب أن يكون هناك مراعاة الفروق الفردية ووجود المعلم المساعد يسهم في تعزيز هذا الجانب مشيراً إلى أن هذه التجربة قد طبقت في بريطانيا في أستراليا وكان لها تأثير جيد جداً. أنشطة لإثراء الدروس وقال مدرس المحاسبة بمدرسة الشيخ عيسى بن علي الثانوية للبنين عبدالجليل عليوي إن تحسين الزمن المدرسي سيساهم بشكل فعّال في الاستفادة من توصيل كافة المعلومات والخبرات للطلبة مدعمةً بالأنشطة التي تثري الدروس. موضحاً أن قلق المعلمين من عدم إنهاء المناهج الدراسية في وقتها تلاشى بشكل كبير نتيجة حصول المعلمين على وقت كاف في الحصة الدراسية الواحدة يسد الحاجة إلى أخذ حصص دراسية أخرى، وهو ما سيعمل على راحة المعلم والطالب معاً. وأضاف عليوي «وجود المعلم المساعد يعتبر كذلك خطوة إيجابية في مساعدة المدرس الأساسي عبر ضبط الصف وتوفير الأنشطة المختلفة لاستخدامها داخل الغرفة الصفية، إضافة إلى قيامه بعمليات التصحيح والتقييم والتوجيه». حل الواجبات والتدريبات الذاتية بالصف وأشار الطالب عبدالله عباس الليث بمدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنين إلى أن تحسين الزمن المدرسي وما يتعبه من تغير في أساليب التدريس نتج عنه بيئة تعليمية مفيد للطلبة باعتبار أنهم سيتمكنون من حل واجباتهم وتدريباتهم الذاتية داخل الغرفة الصفية، وتقليل الوقت المستغرق من أجل حلها في المنزل، مما سيعطي وقتاً أكبر لمذاكرة الدروس والاستعداد ليوم دراسي جديد. مبيناً أن العمل وفق خطة مدروسة من قبل المعلمين لشرح الدروس وتعزيز ذلك بالأنشطة الصفية والإثرائية والعلاجية سيساهم كذلك في رفع مستوى فهم المادة، عبر هذه التعزيزات الإيجابية وذلك من خلال امتلاك المعلمين الفرصة الكافية من الوقت لشرح وتعزيز كل هذه الأمور. ويذكر أن وزارة التربية والتعليم استكملت كافة التجهيزات اللازمة لتطبيق برنامج التحسين عبر توفير البيئة المدرسية الصحية الآمنة، وتزويد المعلمين بمواد الدعم للمناهج الدراسية، و تدريب 3200 معلم ومعلمة على كيفية إدارة واستخدام الوقت، وعقد عدد من الاجتماعات واللقاءات مع المعلمين وأولياء الأمور في المدارس والمحافظات الخمس للإجابة على الأسئلة المطروحة بشأن برنامج تحسين أداء المدارس عموماً وتحسين الزمن المدرسي. كما التزمت الوزارة بالارتقاء بالبيئة المدرسية وجودة المخرجات التعليمية ضمن باقة من التحسينات لضمان جودة الحياة في المدرسة وجعلها مريحة وجاذبة وآمنة للطلبة، عبر تخصيص مساحات للصلاة، وتحسين التكييف، وزيادة عدد المظلات وتحسين خدمات النظافة.