استقرت سفينة لورد كليف الانكليزية قبل 252 عاما في قعر الخور الفاصل بين الاوروغواي والارجنتين بعدما اغرقتها المدافع الاسبانية، واليوم يسعى شغوف بحطام السفن لاخراج حطام هذه السفينة المزودة بستين مدفعا والمحملة بكنز من الذهب من المياه.
ويبلغ طول هذه السفينة خمسين مترا، وهي مؤلفة من ست طبقات يعلوها 64 مدفعا، وهي سقطت تحت وابل من القذائف الاسبانية اثناء محاولة الغزو الانكليزية البرتغالية المشتركة في العام 1763، وانتهى بها الامر في قاع البحر.
وتحمل هذه السفينة ايضا براميل من الزئبق، و100 الف قطعة ذهبية.
وحدد مكان غرق سفينة لورد كليف في العام 2004 بفضل الغطاس الارجنتيني روبن كولادو.
ولكن الاذن الرسمي ببدء العمل لاخراجها من المياه صدر في شهر شباط/فبراير من العام الجاري.
وقد وضع كولادو البالغ من العمر نحو سبعين عاما خطة لتحقيق حلمه الذي يصر عليه منذ سنوات طويلة، وهو يدرك ان دونه صعوبات كثيرة، اهمها التيارات المائية القوية والمياه العكرة، بحسب ما يشرح لوكالة فرانس برس.
وهذه ليست التجربة الاولى لهذا الغطاس الارجنتيني الشغوف بحطام السفن، بل سبق ان اخرج نحو عشرة منها من المياه.
ففي التسعينات، نجح في "اصطياد" سفينة برتغالية من قاع خليج مونتيفيديو، وكان على متنها قطع نقدية وكميات كبيرة جدا من البضائع، وقد بيعت هذه الكنوز في مزاد علني.
وتحولت منطقة ريو دي لا بلاتا، حيث يلتقي نهران على الحدود بين الارجنتين واوروغواي على ضفاف الاطلسي، الى مقبرة حقيقية للسفن، اذ يرقد في قاعها نحو الف حطام لسفن اوروبية.
ففي الحقبة الاستعمارية، كانت مونتيفيديو ممرا الزاميا للسفن المنطلقة من البيرو الى اوروبا.
وكانت سفن كثيرة تغرق بسبب الرياح العاتية، او لاصدامها باجزاء رملية من اليابسة لم تكن واضحة المعالم على الخرائط.
ويرقد حطام لورد كليف قبالة مدينة كولونيا ديل ساكرامنتو في اوروغواي، على بعد 180 كيلومترا من العاصمة مونتيفيديو.
ومن المقرر ان يبدأ العمل لاستخراج الحطام في شهر آب/اغسطس.
ووفقا لروبن كولادو، فان الحطام يقع على مسافة 350 كيلومترا من الشاطئ، وعلى عمق ستة امتار.
وكان الناجون من المعارك التي اغرقت السفينة، عمدوا الى تغطيتها بالحجارة ليحولوا بذلك دون العثور عليها ونهبها.
ولذا، فان الوصول الى الحطام يقتضي رفع ما بين ثمانين طنا الى مئة من الحجارة.
وينبغي ايضا حفر انفاق تحت الحطام لتوصيل التمديدات اللازمة لرفع حطام السفينة دون اصابة هيكلها الخشبي باضرار.
بعد ذلك، ينبغي نقل السفنية الى اليابسة.
وردا على سؤال حول كلفة هذه العملية والوقت الذي تستغرقه يفضل روبن كولادو الاشارة الى القيمة التاريخية التي لا تقدر بثمن لهذه السفينة.
ويشير بحماس الى ان السفينة تحتوي على كنز من مئة الف قطعة ذهبية، وان كان ينبغي عليه ان يتقاسمها مع سلطات اوروغواي.