أصبح المحامي والبرلماني والوزير السابق يتسحاق هرتسوغ (60 عاماً) رئيساً لإسرائيل، الأربعاء، بعدما انتخبه الكنيست بغالبية 85 صوتاً من أصل 120، خلفاً لرؤوفين ريفلين.

وولد يتسحاق هرتسوغ في تل أبيب بتاريخ 22 سبتمبر 1960، لأب مولود بإيرلندا وأم مولودة في مصر، وتعود جذور كليهما إلى أوروبا الشرقية، بولندا وليتوانيا وروسيا.

والده هو الميجر جنرال حاييم هرتسوغ الذي أصبح لاحقاً الرئيس السادس لإسرائيل بين عامي 1983و1993.



أما والدته أورا، فخدمت في صفوف منظمة "هاغاناه "الصهيونية، وهي تكتل عسكري خلال الانتداب البريطاني على فلسطين، وكانت ضابطة في سلاح العلم أثناء حرب 1948، وأسست لاحقاً جمعية بيئية.

عمه، أبا إيبان، كان وزير خارجية إسرائيل، وخاله يعقوب هرتسوغ، شغل منصب المدير العام لمكتب رئيس الحكومة كما عمل دبلوماسياً.

ويعود اسم يتسحاق هرتسوغ إلى جده، يتسحاق أيزيك هليفي، وهو أول حاخام رئيسي لدولة إسرائيل.

ويُلقب بـ"بوجي"، نسبة إلى اسم تدليلي أطلقته عليه أمه حين كان طفلاً، ورافقه طوال حياته، ويستخدمه اليمين الإسرائيلي (خصوصاً بنيامين نتنياهو) في محاوله للإيحاء بأنه مدلل لا يقوى على تحمل المسؤوليات المترتبة على توليه منصب رئيس الحكومة.

جندي ومحامٍ

في صيف عام 1975، بعدما تم تعيين والده في منصب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، انتقلت العائلة للإقامة في نيويورك، حيث تابع تحصيله العلمي وحصل على شهادة الثانوية والتعليم الأكاديمي في جامعتي كورنيل ونيويورك.

ومع عودته إلى إسرائيل في نهاية عام 1978، تجند في الجيش الإسرائيلي وخدم كضابط في وحدة 8200 من سلاح الاستخبارات. وسُرح من خدمة الاحتياط برتبة ميجر.

وفي عام 1985، خلال دراسته القانون في جامعة تل أبيب، انضم الى حزب "العمل". ومنذ عام 1987، بدأ عمله في المحاماة، ثم أصبح بعد سنوات قليلة شريكاً بارزاً في مكتب محاماة في قطاعي التجارة والاتصالات.

مستشار رؤساء الحكومة

دخل يتسحاق هرتسوغ المعترك السياسي في عام 1988 حين شغل منصب وزير المجلس الاقتصادي والاجتماعي لمدة عامين من قبل وزير المال شمعون بيرس.

وفي عام 1992، كان واحداً من المبادرين إلى إجراء الانتخابات التمهيدية في حزب "العمل"، كما ساعد في كتابة الدستور وشغل منصب المستشار القانوني للجنة الانتخابات.

وخلال حملة الانتخابات العامة لعام 1992، عمل مستشاراً خاصاً لإسحاق رابين وساعده في انتخابه لرئاسة الوزراء. وفي عام 1994، انتُخب عضواً في مكتب حزب "العمل".

وبعد عامين، في حملة الانتخابات العامة 1996، عمل هرتسوغ مستشاراً خاصاً لرئيس الوزراء شمعون بيريس، وشغل منصب رئيس لجنة الانتخابات للائحة حزب "العمل" لانتخابات الكنيست.

وبين عامي 1998 و1999، عمل مستشاراً خاصاً لرئيس حزب "العمل" إيهود باراك. وبعد انتخاب باراك رئيساً للوزراء في عام 1999، عيّن هرتسوغ في منصب سكرتير الحكومة، وشغل هذا المنصب حتى انتخابات رئاسة الوزراء في فبراير 2001، حين خسر باراك في التنافس أمام أريئيل شارون واستقال من منصبه كرئيس للحزب.

وبين عامي 2000 و2003، شغل هرتسوغ، من بين مناصب أخرى، منصب رئيس سلطة مكافحة المخدرات.

وفي عام 2002، ترك عمله كمحامٍ ليتنافس ضمن قائمة حزب "العمل" لانتخابات الكنيست، وفاز بمقعد نيابي.

عضو كنيست معارض

في الكنيست، وبين عامي 2003 و2006، شغل منسق شؤون المعارضة في لجنة المالية، وكافح ضد خطة التدابير الاقتصادية لبنيامين نتنياهو الذي كان يومها وزيراً للمالية. وشغل أيضاً منصب عضو في لجنة الداخلية وحماية البيئة التابعة للكنيست.

وبحلول عام 2005، وبعد انسحاب رئيس الوزراء أريئيل شارون من قطاع غزة وانضمام حزب "العمل" إلى الحكومة، انتُخب هرتسوغ في مركز الحزب كوزير للبناء والإسكان.

وفي عام 2006، حصل على المرتبة الأولى في الانتخابات التمهيدية بحزب "العمل" للقائمة الانتخابية للكنيست، وتولى منصب وزير السياحة في حكومة إيهود أولمرت، إذ ساعد في إعادة بناء القطاع المتضرر إثر "حرب تموز" ضد "حزب الله" اللبناني.

وخلال "حرب تموز" وبعد انتهائها، شغل منصب عضو في "المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية" (الكابينيت)، وكان من أبرز الناطقين الرسميين في وسائل الإعلام العالمية.

وأثناء الحرب على غزة عام 2008، عيَّنه أولمرت كمنسق أعمال الحكومة الخاصة بتقديم المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة.

معارض لنتنياهو.. ومؤيد للسلام

خلال سنوات عضويته في الكنيست، كان يتسحاق هرتسوغ، من أشد معارضي التوجهات اليمينية المتطرفة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ومع بدء الاستعداد للانتخابات الإسرائيلية المبكرة في عام 2015، تحالف هرتسوغ مع وزيرة العدل السابقة تسيبي ليفني في قائمة واحدة أطلق عليها اسم "المعسكر الصهيوني"، واتفقا في حال الفوز بتشكيل الحكومة، على تناوب رئاستها.

ودعا في صلب برنامجه إلى إسقاط حزب "ليكود" بزعامة نتنياهو، منتقداً سياسته في إعاقة عملية السلام مع الفلسطينيين، وفشله في التعامل بإيجابية مع الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما، في ما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.

لكن هريستوغ لم ينجح في الوصول إلى السلطة، وخسر أمام نتنياهو بفارق 6 مقاعد في الانتخابات التي جرت في مارس 2015.

وفي عام 2017 خسر الانتخابات الداخلية لحزب "المعكسر الصهيوني" أمام أفي غاباي، وقدم استقالته من الكنيست للانتقال إلى منصب رئيس الوكالة اليهودية عام 2018.