بفكرة أن المبدع لا يموت ما دامت أفكاره تحيا في ذاكرة الوطن والإنسان، احتفت كل من هيئة البحرين للثقافة والآثار، هيئة شؤون الإعلام وأسرة الأدباء والكتاب، بالشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن رفيع عبر أمسية في الصالة الثقافية مساء اليوم الأحد الموافق 10 مايو 2015م، وذلك تكريماً لإبداعاته التي تشهد لها صفحات النتاج الأدبي في مملكة البحرين، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية، الثقافية، الإعلامية ومحبي الشاعر الراحل عبد الرحمن رفيع.

وأكدت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار أن البحرين فقدت برحيل الشاعر الكبير عبدالرحمن رفيع، قامة أدبية اتّخذت من الجمال طريقاً وأسلوباً للكتابة والحياة، مشيرة إلى أن النتاج الإبداعي للشاعر سيتذكره التاريخ وستبقى أفكاره وكلماته محفورة في ذاكرة الوطن. وأوضحت معاليها أن الإبداع البحريني الأدبي استطاع على مدى عقود، وحتى اليوم، أن يبرز للبحرين، أسماءً أدبية ساهمت في إثراء المشهد الفكري في العالم العربي، مؤكدة أن الشاعر عبدالرحمن رفيع، استطاع أن يرفع بإبداعه وقدرته على التجديد في عالم الكلمة اسم البحرين عالياً. وأردفت معاليها: "اليوم نحتفي بشاعر وإنسان أثرى بالحب الذي حمله في قلبه للناس والبحرين حياتنا، أماكننا وتراثنا الشعري"، مؤكدة، في ذات السياق، أن للشعر والشعراء دوراً بارزاً في إثراء الحراك الثقافي البحريني الذي يلقى احتراماً وتقديراً من قبل المتلقّين في كافة الدول العربية والعالم.

كما وصرّح سعادة وزير شؤون الإعلام السيد عيسى بن عبد الرحمن الحمادي بهذه المناسبة أن تكريم المبدعين يقع على عاتق كافة الجهات الرسمية، قائلاً: “يسعدنا أن نشارك في إحياء تكريم الراحل شاعر البحرين عبد الرحمن رفيع الذي نستذكر مناقبه وما قدمه من إبداع كي يضع اسم البحرين عاليا في كافة المحافل. كما وأضاف سعادة وزير شؤون الإعلام أن تاريخ البحرين الحديث يفخر أن يضع بصمة الشاعر الراحل في سجله الذهبي والذي تسهر عليه قيادة حكيمة تعمل على دعم الفن بشتى أشكاله.

بدوره قال السيد إبراهيم بوهندي في كلمة أسرة الأدباء والكتاب: “إننا في هذه الأمسية لا نؤبِّنُ عبدالرحمن رفيع وإنّما نحتفي به لأن مثله ذكراهُ الجميلةُ لا تغادر وطنه مهما تباعدت عن يومِ رحيله الأيامُ والسنون.”، مؤكداً أن روح الشاعر تتجلى في المفردات الأصيلةِ والصور الحيّةِ التي تُجسِّد حركةَ الحياةِ في التنقُّلِ بين أجيال الزمنِ الجميل وما بعدها. كما وأشار السيد بوهندي إلى أن الشاعر عبد الرحمن رفيع لن يغيب لأنه لم يكن بعيداً عن محيطه بما كان يستوحيه في تجاربه الشعرية، وليس في قصائده الشعبية فقط، بل في شعره العمودي الفصيح وفي قصيدة التفعيلة التي بدأت الكتابة بها قبل الشعراء الآخرين على مستوى الحركة الأدبية الحديثة في البحرين. كما عبّر السيد بوهندي عن تشرف الحركة الأدبية البحرينية أن يقترن اسمها باسم الشاعر رفيع، متوجّها له بالتقدير على إسهاماته الأدبية التي أثرت المشهد الثقافي البحريني ضمن مسيرته الإبداعية الخالدة. كذلك أعرب رئيس أسرة الأدباء والكتاب عن شكره لهيئة البحرين للثقافة والآثار، هيئة شؤون الإعلام وكل العاملين على إنجاح “هذه الفعالية الهامة”.

الحضور في الصالة الثقافية، والذي بدأ بالتوافد قبل موعد الاحتفالية، كان على موعد مع إبداعات الشاعر وبعض من كلماته التي خطّها بيده مصحوبة بأشعار مسجلة بصوته وذلك ضمن معرض في بهو الصالة، كذلك استمع الجمهور إلى موسيقى أغنية “خضر نشلج” من عزف مجموعة من فرقة البحرين للموسيقى التي أضافت على الحفل لونا مختلفاً لتترك في الحاضرين أثراً جميلا مشابهاً لذلك الأثر الذي تصنعه كلمات رفيع. أما الشاعران حسن كمال والدكتور عبد الله منصور، فألقيا أشعاراً في الشاعر الراحل عبد الرحمن رفيع، حيث أهدى الشاعر حسن كمال كلمات قصيدته لصديق حياته ورحلته الإبداعية الشاعر رفيع. من بعدها قدمت هيئة شؤون الإعلام فيلما وثائقيا عن حياة الشاعر الكبير وسيرته الاجتماعية، مسيرته الإبداعية وحضوره الإعلامي.

الشاعر عبدالرحمن رفيع اسمٌ من أهم الأسماء الشعرية على مستوى الساحة الأدبية البحرينية والعربية، وله إصدارات جعلت من اسمه مرجعاً في مجاله كما فاز بمجموعة من الجوائز الأدبية تفخر بها الحركة الثقافية المحليّة والخليجيّة. شارك الشاعر الراحل بالعديد من الأمسيات الشعرية محلياً وعربياً ومن أبرزها أمسيات في القاهرة وخلال مهرجان هلا فبراير وغيرها الكثير وله العديد من المقابلات التلفزيونية والإذاعية كما شغل عدداً من المناصب الرسمية.