سكاي نيوز

لاحت في الأفق مؤخرا أنباء رسمية من موسكو عن قرب عودة السياحة الروسية إلى مصر قريبا بعد توقف دام لمدة 6 سنوات.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، الجمعة، عن رئيس شركة إيروفلوت الروسية قوله إنه من المتوقع استئناف رحلات الطيران إلى المنتجعات المصرية في غضون أيام.

موقع "سكاي نيوز عربية" تواصل مع عدد من المسؤولين والناشطين في القطاع السياحي المصري لنقل المزيد من التفاصيل عن هذا الأمر وكذلك مردوده على السياحة المصرية.

وعلقت موسكو الرحلات إلى الوجهات السياحية في شرم الشيخ والغردقة، بعد تحطم طائرة ركاب روسية فوق سيناء في أكتوبر 2015، مما أسفر عن مقتل 224 شخصا.

من جانبها قالت المتحدث باسم وزارة السياحة والآثار المصرية سها بهجت إنه رغم عدم تحديد موعد قاطع لعودة السياح الروس لمصر وهو قرار سياسي في المقام الأول، لكن كل الأجواء التي تؤشر بقرب تلك العودة جاءت نتيجة جهود وتعاون متبادل بين مصر وروسيا وهو تعاون مستمر ومتطور في هذا الخصوص.

وأضافت لموقع "سكاي نيوز عربية" أن السياحة الروسية مرحب بها بشكل كبير في مصر مثلها مثل كل الأسواق السياحية المصدرة للسياحة، مشيرة إلى أنه قبل حادث الطائرة الروسية في 2015 بلغ عدد السياح الروس إلى مصر 6 ملايين سائح، ولكن هذا الأرقام اندثرت تماما بعد توقف الطيران الشارتر الروسي لمصر عقب الحادث.

وشددت على أن المنتجعات المصرية بما تشمله من فنادق ومنشآت سياحية على أتم استعداد لاستقبال السياح من روسيا ومن جميع دول العالم.

وتوقع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أن يتم رفع القيود المفروضة على رحلات الطيران الروسي "التشارتر" إلى المنتجعات المصرية في المنظور القريب، لكن موسكو والقاهرة تحتاجان إلى توضيح بعض التفاصيل.

وأردف قائلا: "العمل يتواصل، لم يتبق سوى بعض التفاصيل، بما في ذلك تلك المتعلقة بفيروس كورونا. آمل أن يطير سياحنا قريبا إلى شرم الشيخ والغردقة".

إجراءات احترازية

كما قالت المتحدث باسم وزارة السياحة والآثار المصرية إن الاستعدادات في المنشآت السياحية المصرية تشمل مجموعة من الإجراءات الاحترازية لموجهة فيروس كورونا، تم وضعها بعناية شديدة وبالتعاون مع وزارة الصحة والسكان وطبقا لتعليمات منظمة الصحة العالمية، بشأن دخول الزائرين لمصر وضرورة عمل فحص كورونا وتواجد أجهزة الاختبارات في المطارات، مما يسهل على السائحين عمل المسحة ويتم إرجاءها بأسعار رمزية، وهو ما وفرته مصر بالفعل.

وأشارت إلى تشديد الإجراءات الرقابية في المنشآت السياحية وضرورة حصول الفنادق على شهادة السلامة الصحية التي لا يتم منحها إلا بعد فحص دقيق من جانب الجهات الصحية المختصة التي تتابع كذلك بشكل دوري مدى الالتزام بتلك الإجراءات وتوافر الخدمات الصحية اللازمة في جميع المنشآت السياحية للتعامل مع أي طارئ.

وأوضحت أنه تم تدريب العاملين بالقطاع السياحي على تطبيق الإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة كورونا بشكل دقيق وصحيح، وكذلك تم تطعيم جميع العاملين بالسياحة في الغردقة وشرم الشيخ ويتم تطعيم العاملين ببقية المقاصد السياحية في مختلف المحافظات من أجل الحفاظ على سلامة العاملين في المقام الأول وطمأنة الزائرين.

وشددت سها بهجت على أن أهمية عودة السياحة الروسية لمصر ليست في الجانب الاقتصادي فقط ولكن لتحسين الصورة الذهنية للمقصد السياحي المصري أمام جميع الأسواق المصدرة للسياحة، باعتبار مصر الوجهة السياحية الأولى للسياحة الروسية وكدليل على التطور والاستقرار والامان الذي يسمح بعودة الزائرين من كل دول العالم.

وقال رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة المنشآت الفندقية بمصر علاء عاقل إنه حتى الآن لم يتم تسجيل أي حجز لوفود سياحية من روسيا بمنتجعي الغردقة وشرم الشيخ، مشيرا إلى أن القطاع السياحي المصري شهد انتعاشه خلال الفترة الماضية معتمدا في الأساس على السياحة الداخلية التي كانت تتوجه لأسواق خارجية.

وأشار في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن عودة السياحة الروسية مثلها مثل السياحة من شتى الأسواق الأخرى مهمة جدا للنهوض بالقطاع السياحي المصري مرة أخرى بعد الأحداث التي أثرت عليه منذ عام 2011 وحتى الآن، ولذلك فكل المنشآت الفندقية على اتم استعداد لاستقبال السياحة الروسية في أي وقت يتم تحديده، ولن تكون هناك العراقيل السابقة الخاصة بفكرة أن يكون الحجز قبل المجيء بعدة أشهر لأن الظروف الآن اختلفت في العالم كله خاصة بسبب تأثيرات فيروس كورونا.

ويقول علاء السويدي، صاحب شركة سياحة، ومؤسس المبادرة السياحية "أموالنا في أوطاننا" لتشجيع العرب على السياحة في مصر، لموقع "سكاي نيوز عربية" إن القطاع السياحي كله شهد معاناة كبيرة خلال الفترة الماضية نتيجة الأحداث السياسية والإرهابية ثم جائحة كورونا.

وأضاف "لذلك أطلقنا مبادرة أموالنا في أوطاننا لتشجيع السياحة في مصر والوطن العربي خلال السنة الماضية لمحاولة تعويض غياب السياحة الأجنبية ومنها الروسية".

وأوضح أنه بصدد تدشين مبادرة جديدة هدفها تسليط الضوء على الأماكن والمزارات السياحية في مصر وما شهدته من تطوير كبير جدا وتحديثات على كل المستويات لجذب السائح من الداخل والخارج.

وأشار إلى أن إبراز كل هذه الأمور مهمة جدا مع وجود أنباء وتأكيدات عن قرب عودة السياحة الروسية، موضحا أن السلطات وفرت إجراءات أمنية مشددة بالمطارات وكل المنشآت والمزارات السياحية وكذلك تم توفير إجراء المسحة السريعة لاختبارات فيروس كورونا والنتائج تخرج في دقائق معدودة وهذا يظهر مدى حجم الأمان المتوفر للزائرين.

وأكد أن الزائر الروسي ليس غريبا عن مصر وأنه من أكثر المحبين للمزارات والمنتجعات المصرية حتى أنه بعد وقف الطيران الروسي لمصر عقب الحادث في 2015 كان السياح الروس يجيئون عبر خطوط طيران أخرى حتى تم اتخاذ قرار سياسي روسي بالمنع التام لمجيء السياح الروس لمصر.

وأشار إلى أنه فور صدور القرار المرتقب بعود السياحة الروسية سيجد الزائرون الروس كل ما يسرهم في مصر التي يعشقونها، ومصر تولي أهمية كبيرة للسياحة الروس لأن 25 بالمئة من دخل القطاع السياحي المصري كان يأتي من السياحة الروسية على وجه الخصوص.

يشار إلى أن وفدا جديدا من الخبراء الروس ممن شاركوا في فحص أمن المطارات المصرية كان قد غادر مصر الأيام الماضية، وهو ما أكده المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.

وأوضح بيسكوف أنه سيتم إعداد تقرير يحتوي على نتائج ما سجله الخبراء الروس خلال زيارتهم على أن يرسل للدراسة إلى الإدارات المسؤولة بعدها، وعلى أساس ما ستخلص إليه تلك الإدارات، سيتقرر إطلاق رحلات السفر الروسية إلى المنتجعات المصرية من عدمه بشكل نهائي.