حضر الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم اجتماع لجنة التحقيق البرلماني بشأن ما سمي بواقعة تلحين القرآن الكريم، بحضور أعضاء اللجنة وعدد من المسئولين والمستشارين بالوزارة، حيث عبّر الوزير خلال هذا الاجتماع عن تعاون الوزارة الدائم مع مجلس النواب في جميع القضايا دون تحفظ بما يخدم المصلحة الوطنية المشتركة، وقدم عرضاً مفصلاً عن الواقعة، والإجراءات التي اتخذتها الوزارة وفقا للنظام والقانون، مشددا أن عمل الوزارة في كافة المجالات، ومنها الأنشطة التربوية التي تنظمها يقوم على أساس الضوابط الدقيقة التي تؤمن أفضل الممارسات التربوية المتفقة مع أهداف الوزارة ومع السياسة التعليمية في مملكة البحرين.
وخلال هذا العرض عبّر الوزير عن تحفظ الوزارة على العنوان الذي تبنته لجنة التحقيق البرلماني بشأن ما أسمته واقعة (تلحين القرآن الكريم) لأنه مخالف للواقع، وذلك لما قد يثيره هذا العنوان من التباس لدى الجمهور، بأن الوزارة قد قامت بتلحين القرآن الكريم أو سمحت بذلك، ولما يحمله هذا العنوان من حكم مسبق بوجود واقعه بهذا المعنى، ولما أحدثه من ردود فعل سلبية داخل البحرين وخارجها مست بسمعة التربية وسمعة مملكة البحرين في ذات الوقت، في حين أن الأمر لم يكن سوى فعل معزول قام به أحد الطلاب ضمن ابتهال ديني قدم خلال نشاط طلابي بمدرسة خاصة، واتخذت الوزارة حياله كافة الإجراءات اللازمة في حينه، بما في ذلك إجراء تحقيق إداري موسع مع جميع من له علاقة بالموضوع واتخاذ الإجراءات التي يسمح بها القانون والنظام، أما الجوانب الأخرىالمتعلقة بهذا التسجيل وما ورد فيه فقد تم تحويلهما إلى كل من النيابة العامة والجرائم الاقتصادية للاختصاص،مشيراً وزير التربية والتعليم إلى أن الوزارة تطلب إعادة صياغة العنوان بما يوافق مع الواقع، الذي هو وبكل دقةعلى النحو التالي (تضمين أحد الطلاب بعض آيات من سورة الفاتحة في ابتهال ديني في مسابقة الغناء في مهرجان طلابي بمدرسة خاصة).
وتضمنت مداخلة الوزير عرضاً مختصراً عما يحظى به القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من عناية كبيرة من قبل الوزارة والمدارس، سواء على صعيد المناهج الدراسية أو على صعيد الأنشطة المدرسية، حيث تتضمن المناهج جزءاًكبيراً من مناهج علوم القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، فضلاً عن السور المقررة للحفظ إلزامياً ومجموعها ثلاثة أجزاء من المصحف الشريف، إضافة إلى تخصيص حصة في الجدول الدراسي للقرآن الكريم يتدرب فيها الطلاب على تلاوة الأجزاء الثلاثة الأخيرة من القرآن الكريم، واستحداث مساق جديد لتجويد القرآن الكريم للمرحلة الثانوية، فضلاً عن تنظيم (222) محاضرة توعوية بأهمية القرآن الكريم وحفظه وتفسيره وتجويده، بالتعاون مع وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف استفاد منها (1266) طالباً وطالبة، إضافة إلى تنفيذ برنامج تدريب للمعلمين مدته (56) ساعة واستفاد منه (1067) معلماً ومعلمة.
أما على صعيد الأنشطة، فأوضح الوزير أن الوزارة نفذت خلال العام الدراسي الماضي (1339) نشاطاً، من بينها أكثر من (260) نشاطاً للاهتمام بالقرآن والسنة النبوية، إضافة إلى أكثر من (550) نشاطاً نفذتها المدارس بمراحلها الثلاث، بما يرفع المجموع إلى (810) أنشطة، ومنها مسابقات للحفظ والتجويد والتفسير والتلاوة بهدف غرس حب القرآن الكريم وتعظيمه، وحب الرسول عليه الصلاة والسلام في نفوس الناشئة، وتطبيق أحكام التجويد واكتشاف الأصوات الحسنة فيالتلاوة وتشجيعها ورعايتها، وتشجيع المدارس على تنظيم المسابقات الداخلية،وقدم الوزير مثالاً على ذلك بمسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية التي تنفذها الوزارة منذ أكثر من (40) عاماً،والتي بلغ عدد المشاركين في التصفيات النهائية (490) طالباً وطالبة من (165) مدرسة.
هذا وأجاب الوزير في ذات الوقت عن أسئلة رئيس وأعضاء اللجنة، معبراً عن استعداد الوزارة للتعاون مع لجنة التحقيق البرلماني لإظهار الحقيقة التي هي نصب أعين الجميع، مشيراً إلى أن الوزارة قد وفرتكافة البيانات والمعلومات المتصلة بهذا الموضوع.
هذا والجدير بالذكر أن الوزير قد استهل مداخلته بعرض الشريط المسجل للفعالية، والذي يختلف تماماً عما تم عرضه ونشره عبر الفضاء الالكتروني للإثارة، متسائلا عن الهدف الكامن وراء نشر هذا الفيلم المجتزئ، مذكراً في ذات الوقت بالشريط المبتسر الذي تم نشره لجزء من محاضرة توعوية للدكتور شريفة سوار ألقتها في إحدى المدارس الابتدائية ضمن برامج التوعية للأطفال، حيث أوحى هذا الشريط بالتطاول على أئمة المساجد، ولكن بعد الاطلاع على الشريط كاملا، تبين عدم صحة هذا الادعاء، وأن العملية لا تعدو كونها فبركة متعمدة أريد بها إثارة نوع من الفتنة.