عادة من يروج للشائعات في فترات الحروب، هم الأعداء وليس الأصدقاء. فمن استراتيجية الحروب، هو بث الذعر والخوف والشائعات في صفوف العدو، لأجل إضعافهم معنوياً، ومن ثم غزوهم بكل أريحية، لأن بإضعافهم «نفسياً»، يستطيع العدو هزيمتهم حتى ولو كانت عدتهم ضعيفة.

قبل نحو عام ونيف، ومع بدء الجائحة، كنت أتحدث مع معالي وزيرة الصحة سعادة السيدة فائقة بنت سعيد الصالح عن ما يمكننا فعله لمواجهة (كوفيد19)، وما يجب علينا فعله، فردت علي قائلة: «نحن اليوم في حالة حرب، وعلى الجميع أن يقفوا صفاً واحداً لمواجهة هذه المعركة، ولا معنى للخلافات الجانبية الصغيرة».

وقتها، كنتُ أشعر بأن الوزيرة ربما بالغت في توصيف الحالة، ولكن اليوم، وبعد مرور أكثر من عام على هذه الجائحة، عرفت أننا بالفعل في حالة حرب مع العدو (كوفيد19).

نرجع من حيث بدأنا لنقول، بأن من يعيش حالة حرب مع المرض «العدو»، يكون من الضروري له أن ينتبه إلى أهمية الدفع على تهدئة النفوس وطمأنتها، وإدخال الأمل في قلوب الجميع، لا أن يتجه بعض أبناء هذا الوطن لبث الرعب والفزع والهلع في أفئدة الناس عبر ترويج الشائعات، وتخويف الناس من المضي قُدماً لأجل تحفيزهم على عدم اتباع التعليمات والبروتوكولات الصحية لضمان أمنهم النفسي والجسدي والصحي الصادر من «فريق البحرين».

إن بث الذعر والشائعات بدل نشر الأفكار الإيجابية خلال هذه المرحلة، لن يخدم أبناء هذا الوطن، ولن يخدم العاملين في الصفوف الأمامية. فنحن في حالة حرب حقيقية. حرب استنزفت مواردنا وطاقاتنا وصحتنا وأعصابنا وحتى أرواحنا، وبدل أن يقوم الجميع بالوقوف صفاً واحداً لدحر هذا العدو، يقوم بعضهم بالعمل على تثبيط الناس، ونشر اليأس في نفوسهم.

ربما يقول البعض، أن هناك بعض الأخطاء قد حدثت في معالجة ملف كورونا في البحرين، ونحن نقول لهم، بأن هذا الأمر طبيعي جداً، فمن يعمل فإنه لابد أن يخطأ، ومن لا يعمل لا يخطأ أبداً. إضافة أن تجربة الحرب على الفيروس، هي تجربة جديدة جداً لم تخضها أيٌّ من الدول، ولهذا فالأخطاء واردة، وربما تكون نافعة، لنتعلم منها الدروس.

يمكن للجميع تأجيل «النقد» -إن وُجد- في هذا الموضوع حتى نقضي على العدو «الكوروني» لأننا في حالة حرب مصيرية معه، والأهم أن نبدي تكاتفنا والوقوف خلف «فريق البحرين» ومساندته، وأن نقول لكل الفريق «عساك ع القوة»، بدل الكلمات السامة والمؤذية.