في سعيه المستمر لتوثيق الحركة الفنية التشكيلية في مملكة البحرين، استضاف مركز الفنون مساء اليوم الاثنين الموافق 11 مايو 2015م، في أمسية ثقافية ضمن مشروع “الفنان يحكي”، التشكيلي الشاب زهير السعيد، الذي قدّم خلال الأمسية خلاصة تجاربه الفنية وحكايته مع الفن.
وتطرق الفنان السعيد إلى أبرز مراحل تجربته الفنية التي بدأت مع الرسم الأكاديمي خلال مراحل درساته، إضافة إلى المدارس الفنية التي عمل تحت مظلتها كالمدرسة التعبيرية التي تحاكي مواضيعها الطبيعية، والمدرسة السريالية التي تدمج الواقع بالخيال، وصولا إلى المدرسة التجريدية التي يتخذها الفنان زهير السعيد طريقة لانجاز معظم أعماله في الوقت الراهن.
كما وتناول الفنان في حديثه بعضاً من التقنيات التي يستخدمها في أعماله كتقنية إعادة التدوير التي يستخدم فيها مواد مستعملة، وتقنية “المحو”، حسب تعبيره، والتي يعمل من خلالها على رسم موضوع ما في لوحة و من ثم إزالة بعض أجزاءه من أجل ايصال رسالة معينة.
وحول المواضيع التي تتناولها أعمال الفنان السعيد، قال إن أغلب لوحاته وأعماله الفنية تتناول القضايا الاجتماعية والثقافية الراهنة، كانت محلية، إقليمية أو عالمية. وللفنان زهير السعيد مشاركات عديدة في معارض فنية مختلفة، كان آخرها مشاركة أعماله في معرض “Art Dubai” خلال شهر مارس الماضي، إضافة إلى معرض خاص استضافه "البارح" للفنون التشكيلية عام 2013م.
الفنان زهير السعيد ينتمى إلى جيل الفنانين البحرينيين الحديث، وهو رائد في مجاله حيث يستخدم تقنيات خارجة عن المألوف لتشكيل لوحات وأعمال فنية معاصرة. ولد الفنان سنة 1980م ودرس الفن التشكيلي في جامعة البحرين. تتنوع أعماله الفنية ما بين لوحات، تصوير فوتوغرافي، رسم بالألوان المائية، استعراضات وأعمال تركيبية، والتي عرضت في البحرين، الكويت والمملكة المغربية.
ومن الجدير ذكره أن مشروع "الفنان يحكي"، مشروع توثيق مسجل لذاكرة الفن التشكيلي في البحرين، يرويه الفنانون أنفسهم، متناولين بداياتهم، تشكل أساليبهم، ثم نضوج الأساليب والممارسات الفنية، وذلك عبر رصد تفاعل فنهم مع محيطه الثقافي والاجتماعي، المحلي، العربي والعالمي. وعبر جلسات دورية تقام في مركز الفنون، يقوم خلالها الفنان بسرد تفاصيل تجربته للجمهور. سردٌ مصحوب بالصور ونماذج الأعمال التي تشكل كل منها مرحلة أو تمنح دلالة للحكاية التي يرويها الفنان عن نفسه، فيما يعمل القائمون على المشروع على تسجيل وتوثيق الحديث، صحبة المواد الفلميّة أو الفوتوغرافية، إضافة إلى تسجيل الحوار الدائر بين الفنان والجمهور، لتعد هذه الجلسة والمادة مرجعًا، لذاكرة فنان تشكيلي بحريني يمكن الرجوع لها باعتبار كل فنان مشارك، هو جزء من ذاكرة البحرين التشكيليّة.