قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن إدارة الرئيس جو بايدن مصممة على "الوصول إلى حقيقة" منشأ فيروس كورونا، متعهداً بمحاسبة الصين، حيث ظهر الوباء للمرة الأولى في أواخر عام 2019.

وأوضح بلينكن خلال مقابلة مع برنامج "Axios on HBO" نشرها موقع "أكسيوس"، الاثنين، أن "السبب الأهم الذي يدفعنا للوصول إلى الحقيقة هو أن هذه هي الطريقة الوحيدة لنتمكن من منع الوباء التالي، أو على الأقل القيام بعمل أفضل للتخفيف من حدته".

وأضاف أن الصين "لم تمنحنا بعد الشفافية التي نحتاجها" لتحديد أصل الفيروس، مثل إتاحة وصول المفتشين والخبراء الدوليين إلى المعلومات بعمق.



وتابع: "هذا يجب أن يحدث. في نهاية المطاف، من مصلحة الصين بشدة أن تفعل هذا أيضاً".

واعتبر بلينكن أنه إذا كانت بكين "تزعم أنها لاعب دولي مسؤول"، فسيتعين عليها "بذل كل ما في وسعها لتوفير كل المعلومات التي لديها للتأكد من أننا سنمنع تكرار ذلك "الوباء، الذي أودى بحياة الملايين حول العالم، خصوصاً الولايات المتحدة".

فرضية المختبر

وخلال الأسابيع الأخيرة، عادت فرضية منشأ كورونا في مختبر مدينة ووهان الصينية للظهور بقوة في الأوساط الأميركية، بعد صدور "أدلة" جديدة ترجح الأمر على فرضية تطوره طبيعياً.

ووجد تقرير استخباراتي أميركي أن العديد من الباحثين في "معهد ووهان لعلوم الفيروسات"، "أصيبوا بالفيروس في نوفمبر عام 2019"، أي قبل شهر من بدء تسجيل حالات الإصابة بين عموم المواطنين الصينيين.

ورغم رفض معهد ووهان نتائج التقرير الأميركي، إلا أنه لم يعلن البيانات الأولية أو سجلات الأمان، والسجلات المعملية بشأن عمل الباحثين المكثف على فيروسات كورونا في الخفافيش، التي يشاع أنها منشأ الفيروس.

والشهر الماضي، أوعز الرئيس الأميركي جو بايدن أجهزة الاستخبارات الوطنية بـ"مضاعفة جهودها" لتوضيح منشأ كورونا، وتقديم تقرير خلال 90 يوماً.

كما قال المستشار الصحي للبيت الأبيض، أنتوني فاوتشي، إنه "غير مقتنع" بأن فيروس كورونا تطور بشكل طبيعي، ودعا إلى تحقيق مفتوح في أصل الفيروس.

"تحقيق غير كافٍ"

وتبحث الحكومات حول العالم منذ عام ونصف، عن أجوبة بشأن أصل منشأ كورونا، الذي ظهر للمرة الأولى بمدينة ووهان الصينية في ديسمبر عام 2019، وأودى بحياة أكثر من 3 ملايين شخص.

وبعدما أمضى خبراء منظمة الصحة العالمية 4 أسابيع في ووهان مطلع عام 2021 للبحث عن منشأ الفيروس، خلصوا في دراسة مشتركة مع خبراء صينيين، إلى أن فرضية تسرب الفيروس جراء حادثة مختبر "مستبعدة بشكل شبه تام".

ورجح خبراء المنظمة فرضية انتقال الفيروس بشكل طبيعي من الحيوان إلى الإنسان، خصوصاً الخفافيش، أو عبر حيوان آخر لم يتم تحديده.

وواجه تقرير الخبراء انتقادات كثيرة لسرعة صدوره، وعدم قدرته على الغوص في البحث بسبب تعتيم الصين عن بعض المعلومات.

وذكر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، أن تقييم فريق البحث لم يكن "موسعاً بما فيه الكفاية" ويتطلب المزيد من التحقيق.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قدمت شكوكاً بشأن منشأ الفيروس وإمكان أن يكون تم تطويره في الصين داخل مختبر.

"سلاح بيولوجي"

وفي مايو الماضي، قالت قناة بريطانية إنها اطلعت على وثيقة "مخيفة" أعدها علماء صينيون عسكريون، ناقشوا فيها استخدام فيروسات كورونا (سارس) سلاحاً بيولوجياً، قبل 5 سنوات من ظهور الوباء الحالي المعروف علمياً باسم "كوفيد-19".

وحملت الوثيقة المكتوبة باللغة الصينية عنوان "الأصل غير الطبيعي لفيروس (سارس) والأنواع الجديدة من الفيروسات المصنعة بشرياً كأسلحة جينية بيولوجية".

ووفق القناة، تصف الوثيقة فيروسات كورونا كمبشِّر بـ"حقبة جديدة من الأسلحة الجينية"، وتقول إن هذه الفيروسات يمكن "التلاعب بها اصطناعياً لتصبح مرضاً فيروسياً إنسانياً، ثم تحويلها إلى سلاح، واستخدامها على نحو غير مسبوق".