يحتفل العالم باليوم العالمي لمرض الربو في أول يوم ثلاثاء من شهر مايو كل عام تحت شعار (يمكنك التحكم بالربو)، وذلك لتسليط الضوء على أحد أهم أمراض العصر، والتي تهدد الصحة العامة في العالم.
وقال أخصائي علاج تنفسي أول بمجمع السلمانية الطبي حسين جاسم إن الربو هو مرض في الجهاز التنفسي يتميز بتضيق في الشعب الهوائية و يُسبب زيادة في الافرازات المخاطية، مع تقلص في العضلات وتضيق في القصبات الهوائية، ويكثر شيوعه عند الأطفال، ومن سماته إصابة المريض بصعوبة في التنفس و بكحه وبنوبات اختناق وأزيز متكرّرة تختلف من شخص إلى آخر، وربما يكون هناك زرقة في الشفتين نتيجة لنقص الاكسجين . وتتمثل أقوى عوامل الإصابة به في استنشاق المواد والجزيئات التي يمكن أن تهيج المسالك التنفسية.
وأشار جاسم إلى أنه وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية فإن نسبة الإصابة بالربو تبلغ نحو 300 مليون نسمة حول العالم. كما تشير الاحصاءات إلى أن نسبة الإصابة بالربو في البحرين من 10% إلى 20% من السكان. ومن المتوقع أن ترتفع نسبة وفيات الربو بزيادة 20% في الأعوام العشرة المقبلة إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة للحيلولة دون ذلك. كما تجدر الإشارة إلى أن 50 % من الأطفال المصابين بالربو بسبب تدخين أحد الأبوين، لافتاً إلى أن الربو مرض غير مستعصٍ على العلاج، وذلك إذا تم اتباع النصائح الطبية، والبعد عن مسبباته المتمثلة في الأتربة والغبار والحيوانات المنزلية الأليفة.
وعن أسباب مرض الربو، فهي تتمثل في جملة من الاستعدادات الوراثية المقترنة بالتعرض لاستنشاق المواد والجزيئات التي يمكن أن تثير ردود فعل أو تهيج المسالك التنفسية، مثل الغبار، والعث الموجود في المفروشات والسجاد، ووبر الحيوانات الأليفة، غبار الطلع، دخان التبغ، المهيجات الكيميائية في محل العمل، وتلوث الهواء. و قد تشمل المهيجات أيضا الهواء البارد والانفعال العاطفي الشديد كالغضب أو الخوف، والتمارين البدنية. ويمكن لبعض الأدوية أن تسبب تهيجاً للجهاز التنفسي كالأسبرين والعقاقير الأخرى الخالية من الستيرويد والمضادة للالتهابات. وتابع: " أنه ومن المؤسف أن يتم أحياناً إغفال تشخيص الربو، بالتحديد في الأطفال، والواقع أن الربو أصبح أكثر شيوعاً خصوصاً في البلدان الصناعية، حيث المؤثرات التي تتواجد في البيئة العمرانية. ولحسن الحظ أن المصاب بالربو يمكنه السيطرة على هذا المرض، وذلك بالعلاج المناسب ويمكِّن الأشخاص من التمتع بنوعية حياة جيدة، حيث توجد هناك أدوية تستخدم لفترة قصيرة من أجل تخفيف الأعراض، والأدوية التي تحتوي على الستيرويدات المستنشقة لفترة طويلة من أجل السيطرة على تقدم الربو الشديد.
وأضاف جاسم: "إن الأدوية هي ليست الوسيلة الوحيدة لمكافحة الربو، حيث أنه من المهم تجنب مهيجات المرض التي تهيج المسالك التنفسية وتسبب التهابها، ويجب أن يعرف كل مريض مصاب بالربو، بعد مساعدته طبياً، المهيجات التي ينبغي أن يتجنبها". وأفاد بأن مختبر وظائف الرئة في مجمع السلمانية الطبي بإمكانه المساهمة في تشخيص المرض وعلاج حالات الربو وحساسية الجهاز التنفسي، والمرضى الذين يعانون من أمراض مشتركة بين الرئة والقلب، وتقديم الفحص الدوري لمجرى التنفس، وتحديد مدى الضيقة لدى المرضى المصابين بالربو، حيث يتم قياس حجم الرئة وحجم التهوية وعرضهما في شكل مخطط بياني، وهكذا يمكن اكتشاف ما إذا كانت المسالك الهوائية ضيقة، مثلاً مع حالات الربو أو النُفَاخ الرئوي أو تضيّقات المسالك الهوائية. كما يتم أيضاً سحب عينة من الدم الشرياني وذلك لمعرفة نسبة الاوكسجين ونسبة ثاني أكسيد الكربون ونسبة حمضية أو قلوية الدم. وتابع: "وبرغم أن الربو لا يسبب الوفاة كما تفعله الأمراض الرئوية الانسدادية المزمنة أو غيرها من الأمراض المزمنة، فإن عدم استعمال الأدوية المناسبة أو التقيد بالعلاج يمكن أن يودي بحياة المريض، كما أن تشخيص المرض وعلاجه وتثقيف المصابين به على النحو المناسب من العمليات الكفيلة بالسيطرة على المرض وتحسين حياة المرضى".
يذكر انه بمناسبة اليوم العالمي لمرض الربو والذي يُصادف 5 مايو من كل عام نظمت وحدة العلاج التنفسي وبالتعاون مع إدارة العلاقات العامة والدولية وقسم الصيدلة يوم الربو العالمي، حيث خصصت هذه الفعالية لتوعية الجمهور حول طبيعة هذا المرض وكيفية التحكم فيه إضافة إلى طرق استخدام مختلف الأدوية والبخاخات التي غالباً ما يجد المرضى صعوبة في طريقة أخذها.