قد يكون من أهم مخرجات 2020م أنها قدمت لنا «الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد19)، وكيف أن هذا الفريق مكون من خيرة أهل الاختصاص وأصحاب الشأن بالجائحة، وبعيداً عن المعتاد «فلان يستاهل».

وكم نتمنى أن تكون هناك فرق منوعة تتنافس في دوري الوطن، أيّنا يحقق المركز الأول في خدمة الوطن والمواطن.

إلا إننا الآن بحاجة إلى فريق إضافي وبشكل عاجل في مملكتنا الغالية، فريق وطني يتصدى لفيروسات المجتمع، والتي هي أخطر بمراحل من فيروس كورونا.

فيروس في هيئة بشر إلا أنهم أسباب لتقسيم المجتمع وتحويله إلى أحزاب وجماعات وأفراد. فيروسات لا تحب أن ترى البحرين بخير، كل ما يهمها أن تبقى نار الفتنة قائمة في هذا الوطن حتى تبقى قدورهم دافئة. هم مجموعة من المرتزقة يوهمون الناس بأنهم أصحاب قضية ورأي، وما هم سوى متسولين لأي لقمة ترمى عليهم من أي جهة، من يدفع أكثر هو زعيمهم ومخلصهم.

هذه الفيروسات لا تنتمي لدين ولا لطائفة ولا لأصل، بل تشذ عن المجتمع دوماً وتصف نفسها بأنها من جنود الوطن والمدافع عنه، وهي بعيدة كل البعد عن هذا الشرف وفضيلة الدفاع عن الوطن.

فحسب علمي البسيط فإن أول ما يقسم عليه أي جندي لوطنه هو الوفاء والأمانة، وهي صفات نبيلة يناقضها الغدر الخيانة، والتي تتجلى في عدة أشكال وأصناف بين فيروسات المجتمع، الذين لا يرونها في تصرفاتهم ليس لجهل في تصرفاتهم بل لأن ضمائرهم الرخيصة قُبِضت وقَبضت المقابل، وأصبحت ترى كل إنسان سوي شريف عدواً يجب أن يلتزم الصمت، فأسلوب المباغتة والغوغائية والسوقية هو هجوم استباقي في سبيل أن تبقى كلمتهم الأعلى والأكثر سماعاً.

لذا الوطن بحاجة إلى فريق مخلص متخصص في القضاء على هؤلاء، فكل ما نقول إن الجراح تلتئم ترى بعض القوارض والفيروسات تخرج لتعيد الوطن للمربع الأول. فئة تتفنن في تقسيم المجتمع بين طائفة وطائفة بين أيديولوجيات وأفكار، تعلم متى تصب الزيت على النار. وللأسف بأنها تفلت دوماً من العقاب والحساب.

البحرين اليوم بحاجة إلى توحيد الصفوف والتلاحم بين أبنائه جميعاً دون تمييز، فكلنا يعلم مهما أنكر البعض، أن الجميع في هذا الوطن يحب البحرين، فقط تختلف فينا أساليب التعبير، الجندي يحب البحرين، المواطن العادي يحب البحرين، رجل الدين يحب البحرين، الملحد يحب البحرين، المعارض يحب البحرين، كلنا نحب البحرين إلا أنتم يا فيروسات المجتمع.