من أكثر النكات السمجة التي يرددها فلول 2011 كلمة «تبييض السجون» خوفاً من كورونا نكتة «بايخه حتى ما تضحك»

يقولون تبييضها فقط بإطلاق سراح قائمة معينة؟ طيب والباقي؟ لا الباقي غير مهمين ليصابوا بكورونا، فالناس أجناس وطبقات عند فلول 2011، وحياة «بعض» الناس هي المهمة فقط، أما باقي من في السجون «في الطقاق»!!

قبل أن أسترسل للتذكير فقط كم عفو تمتع به من تطالبون بإخراجهم طوال العشرين عاماً؟ كم مرة بيضت السجون؟ كم مرة أطلق سراحهم من بعد كورونا؟ كم واحد تمتع بفرصة العقوبات البديلة؟ أصلاً كلما قبض على أحدهم ردة فعل الناس «يومين ويهدونهم» وبعد هذا كله يأتيك من يقول كنا نتمنى تبييض السجون، عندي تعليق لكن احتراماً للقارئ سأتجاوزه!

سؤال لهؤلاء هل تقرؤون تعليقات الناس العادية على وسائل التواصل الاجتماعي في الحسابات التي نشرت صور المسيرة التي خرجت بعد وفاة أحد المصابين بكورونا؟ هل قستم حجم السخط الشعبي على من دعا ومن سار ومن شجع على تلك المسيرة... هذا السخط الشعبي ليس من رجال الأمن أو القانون أو من المطبلين أو المرتزقة أو أو، هذا سخط وغضب شعبي طبيعي وعفوي وتلقائي ومتوقع وهو أخطر من أي عقوبة قانونية.

الغضب ليس من المسيرة ومما قيل فيها فقط، الغضب من توقيتها الذي استهان بأرواح الناس وبظروفهم الحرجة، لذلك نحن على يقين بأن من يقف وراء هذه المسيرات أما غبي سياسياً إلى درجة الفقر المدقع في الذكاء، أو أنه يعرف ردة فعل العامة على ذلك التصرف وهو يزج بهذه المجموعة لتحدث مصادمات أهلية بين الناس والناس لابين المجموعة والأمن.

أن تتحدى المجتمع بأسره وتستفزه وتعرضه للخطر، فإنك وضعت نفسك في موضع من عرض الناس للموت بلا أي إحساس بالمسؤولية.

فمن هم هؤلاء الذين غضبوا وتم استفزازهم بهذا التجمع العلني؟ الغاضبون الذين تحسبوا أي دعوا بحسبي الله ونعم الوكيل، هم من المتضررين من الوباء وانتشاره ومتضررين من الإجراءات الاحترازية وهم غالبية شعب البحرين بلا تمييز بينهم، ومع ذلك ملتزمون بالاحترازات المطلوبة من أجل سلامة الجميع.

أمهات وآباء وجدات وأجداد منعتهم الاحترازات من رؤية أبنائهم وأحفادهم، بنات وأبناء منعتهم الاحترازات من رؤية والديهم، أمهات محبوسات وأبناءهن تعبت نفسياتهم من الجلوس في البيت والتدريس والعمل عن بُعد والضغوط النفسية التي يتعرضون لها وصابرون من أجل سلامة الجميع وملتزمون، أصحاب محلات تجارية بسيطة ورواد أعمال يتعرضون لخسائر فادحة وليس لديهم دخل آخر، يعيشون من مدخولهم شهراً بشهر أغلقوا محلاتهم وجلسوا في البيت قبولاً بالإجراءات الاحترازية، أطباء وممرضون من الفريق الوطني يتعرضون لإجهاد فظيع نتيجة زيادة الحالات، عوائل لحالات موجودة الآن في العناية المركزة ويطلبون من الله أن لا تزيد الحالات حتى لا يزيد الضغط على الطاقم الطبي ولا يسعفهم الوقت لمراعاة من هم موجودون حالياً في العناية، أهالي لمتوفين يؤلمهم ما حدث ولا يريدون مزيداً من آلام الفراق، كل هؤلاء تم استفزازهم بتحدي هذه المجموعة للإجراءات الاحترازية، وكلهم يعانون وصابرون ويحتسبون ويلتزمون بالإجراءات من أجل سلامة الجميع، ومئات دفنوا أحبتهم بصمت وتقبلوا العزاء عن بُعد وتحملوا ذلك وهو مؤلم من أجل سلامة الجميع.

في النهاية هذه المجموعة التي خرجت بتجمع لم تراعِ فيه أي احتراز، لم تتحدَ الدولة ولا القانون ولا رجال الأمن بل تحدت هؤلاء الناس جميعاً وتحدت صبرهم الذي نفذ، أي تحدت شعب البحرين بأسره يتعرض لخسائر بشرية ومادية وصابر ومحتسب، لذلك صب الناس سخطهم في التعليقات التي كتبت تحت كل صورة نشرت لهذه المجموعة، وليت من خرج في هذه المجاميع يقرأ و يسأل نفسه، هل هؤلاء الذين تحسبوا عليهم وعبروا عن غضبهم جميعهم مرتزقة؟ مطبلون؟ منافقون؟ مدفوعون من السلطة؟

ليتهم يسألون من دعاهم وأمرهم بالخروج أليس في خروجنا خطر على أهلنا؟ فمن دعاه لا يهمه لا سلامة شعب البحرين بل لا تهمه حتى سلامتهم ولا يهمه أن تنبذ هذه الفئة وتتعرض لهذا الغضب من الناس، ما يهمه هو إرباك الدولة وإرباك الجهود المبذولة لمحاصرة الوباء .. ويأتيك من امتلأت خدوده واحمرت وجنتاه من خير هذه الدولة ليقول «تبييض سجون» العالم «ويين وانتوا وين»؟