يحتفل أشهر محركات البحث “جوجل”، اليوم الأربعاء الموافق 13 مايو بالذكرى الـ 127 لميلاد عالمة الزلازل الدنماركية إنجي ليمان، مكتشفة النواة الداخلية للأرض، من خلال تصميم شعارها “جوجل” في صورة فضاء وحرفي الـ “O” على شكل الأرض ونواتها الداخلية.
وفي وقت مبكر من عام 1936، كانت إنجي ليمان قادرة على فرض نفسها كعالمة للزلازل وطبقات الأرض، بعدما سجلت اكتشافها للنواة الداخلية وطبقات الأرض، وصححت مفاهيم علماء اقتنعوا لفترة طويلة بوجود قلب منصهر متجانس وقشرة خارجية فقط تختلف في خصائصها الفيزيائية عنه.
وولدت ليمان في كوبنهاجن بالدنمارك، في 13 مايو 1888، لأسرة أكاديمية تهتم بالعلم، وتلقت تعليمها الإبتدائي في مدرسة لا تسمح بأي تمييز بين التلاميذ على أساس الجنس أو اللون أو الدين أو المكانة الطبقية، ولكن لم يدم ذلك طويلاً فقد عانت ليمان من نفس التمييز عند دخولها مجالاً علمياً يسيطر عليه الرجال فيما بعد.
ودرست الرياضيات في جامعة “كوبنهاجن” و”كامبريدج”، لتحصل على درجة في الرياضيات والعلوم الفيزيائية، انتقلت بعدها إلى هامبورج بألمانيا لاستكمال دراستها، ثم عملت لفترة في المحاسبة والتأمين حتى عام 1925، ثم تحول مسار حياتها باختيارها للعمل كمساعد لمدير مؤسسة الجيوديسيا التي أنشأت حديثاً، والتي تهتم بدراسة شكل الأرض وحجمها، وتحديد المواضع الدقيقة لأي نقطة على سطحها، ووصف التغيرات في مجال جاذبيتها، والتي يعد نظام تحديد المواقع العالمي “GPS” من أحدث تطبيقاتها.
كان هدف المؤسسة إعداد شبكة محطات لرصد وقياس الزلازل، فأقامت ثلاث محطات، واحدة في كوبنهاجن واثنتين في جرينلاند، ورغم صعوبة البدايات، باشرت المحطات العمل، وبدأت مرحلة جديدة في حياتها، فدرست ليمان الجيوديسيا والجيوفيزياء لثلاثة شهور في دارمشتاد- ألمانيا مع البروفيسور الألماني بينو جوتنبرج، وأتيحت لها الفرصة لزيارة محطات قياس ورصد الزلازل في عدة دول أوربية، حين كان يعتقد في ذلك الوقت أن الأرض تتكون من طبقة داخلية سائلة تسمى اللب، وطبقة ثانية تسمى الوشاح، ثم طبقة خارجية تسمى القشرة.
وعلى الرغم من أن ليمان في أيامها الأخيرة شبه كفيفة، لكنها كانت قد رأت، بعقلها النافذ وروحها الحرة وبصيرتها، وبمساعدة الرياضيات والجيوديسا والفيزياء والجيولوجيا، في ظلام الأرض الداخلي ما لم يره الآخرون، ففي عام 1927 شاركت في مؤتمر الاتحاد الدولي للجيوديسيا والجيوفيزياء في براج بالتشيك حيث نوقشت هناك طرق حساب الزمن الذي تستغرقه موجات الزلزال في رحلتها داخل الأرض، وكانت معظم النتائج غير دقيقة بسبب عدم دقة الرصد، واختلفت ليمان مع ما قدمه أساتذتها جوتنبرج وآخرون من تفسيرات تقول بإنثناء أو حيود الموجات على حافة لب الأرض، لتبدأ رحلة جديدة في كشف أسرار باطن الأرض.
وبعد تحليل دقيق لنتائج رصد أربع محطات أوربية لزلزال حدث قرب نيوزيلندا في 1929، أصبحت ليمان أكثر اقتناعاً بأن لديها التفسير الصحيح، فاقترحت تكون لب الأرض من طبقة داخلية صلبة (اللب الداخلي)، وطبقة خارجية سائلة (اللب الخارجي)، وأن بينهما طبقة فاصلة، ونشرت خلاصة فكرتها في ورقة تحت عنوان “P”، وهو أقصر عنوان لدراسة في تاريخ العلوم، والتي نشرت في عام 1936.