محيط: قال الدكتور أكرم غزال عضو الجمعية الأمريكية لطب الإدمان، إن الأدوية التقليدية لمرض الاكتئاب والموجودة بسوق الأدوية يستجيب لها فقط نصف من يصاب بالمرض، مشيراً إلى أن فاعلية الأدوية التقليدية المستخدمة تدفع المريض للانتظار مدة تزيد عن 4 أسابيع قبل أن يشعرو بالارتياح.
وأكد غزال أن العالم يتعامل مع الاكتئاب بنوع جديد من العلاج عن طريق الحقن الوريدي بالكيتامين، حيث أنه يعمل على تخفيف أشد أعراض الاكتئاب حدة في غضون دقائق أو ساعات، حتى مع المرضى الذين يحملون سجلًا بالغ السوء في الاستجابة للعلاجات الأخرى.
وأشار غزال إلى أن حوالي 70? من المرضى استجابوا إيجابياً للحقن الوريدي بالكيتامين وانخفضت أعراض الاكتئاب لديهم في غضون ساعتين من الحقن بالكيتامين، مضيفاً أنه وفي غضون يوم واحد سيتحرر ثلث المرضى من كل الأعراض تقريباً، بالإضافة إلى أن التفكير في الانتحار يتضاءل لديهم بعد أربعين دقيقة فقط من تلقي الحقن في الوريد بهذا العقار، فيما قد يستمر تأثير جرعة واحدة لأكثر من ثمانية أسابيع كاملة علي بعض المرضي.
وأضاف غزال أنه وخلافاً لمضادات الاكتئاب التقليدية، والتي تستخدم لرفع تركيزات الناقلات العصبية مثل السيروتونين أو الدوبامين أو النورادرينالين، يؤثر الكيتامين على نظام “الجلوتامات” - الناقل العصبي الاستثاري الرئيسي - ويلعب دوراً محورياً في الوساطة بين كافة أشكال عمل الدماغ تقريباً، بما في ذلك التعلم والذاكرة والإدراك والعاطفة، حيث يأتي ذلك من خلال منع “الجلوتامات” من الارتباط بمستقبلات الحمض الأميني NMDA، حيث يعمل الكيتامين على زيادة إطلاق “الجلوتامات”، ويؤدي هذا بدوره إلى تنشيط أنواع أخرى من المستقبلات وتعزيز وظيفة وكثافة الوصلات بين الخلايا العصبية في مناطق الدماغ، وهو ما يشكل ضرورة أساسية لوظيفة الدماغ السليمة، والسبب العصبي الحيوي وراء التأثير العلاجي الواضح للحقن بالكيتامين.
وأكد أن الحالة المتبدلة في الوعي نتيجة لاستخدام الكيتامين وبوجه خاص ذوبان وانحلال حدود الذات وتجربة التوحد مع العالم، قد تشكل خبرة عميقة وذات مغزى بالنسبة للمريض، إضافة إلى أن دمج هذه الخبرة في عملية العلاج النفسي قد يسهل تغيرات سلوكية لاحقة، مشيراً إلى أن العقاقير مثل الكيتامين التي تحدث زيادة سريعة في المرونة العصبية قد تكون فعّالة بشكل خاص في مجال العلاج السريري في مجموعة متنوعة من تدخلات العلاج النفسي.