العين الاخبارية

تسعى مليشيا الحوثي إلى تطبيق نظام السُخرة بإرغام الموظفين الحكوميين في المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرتها على العمل القسري.

وتمارس مليشيا الحوثي الإرهابية منذ انقلابها على الدولة شتى أساليب الابتزاز والقمع لمصادرة حقوق موظفي القطاع العام وتحويلهم إلى عمالة قسرية دون رواتب لخدمة أجندة المليشيا.

وأرغمت قيادات المليشيا التابعة لإيران الموظفين في المؤسسات الحكومية على التعهد بالالتزام بقرارات تعسفية ضمنها التعهد بعدم "التلميح عبر فيسبوك أو باقي وسائل التواصل الاجتماعي بأي مطالبات للحصول على مستحقات". وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة من وثيقة التعهد لموظفي شركة النفط اليمنية، وُصفت بأنها "صك عبودية" لاحتوائها على بنود تحرم الموظف حتى من حق التعبير عن وضعه في العمل دون إذن خطي مسبق.

واعتبر مسؤولون نقابيون هذه الوثيقة امتهانًا صارخًا لكرامة الموظفين ومصادرةً لأبسط حقوقهم بهدف حماية القيادات الحوثية الفاسدة المتحكمة بالأسواق السوداء للوقود.

امتهان الكرامة

بدأ امتهان كرامة الموظف في المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي منذ بداية الانقلاب، وازدادت وتيرته في الآونة الأخيرة ليصل لحد الاستعباد.

ووفقًا لمسؤول دائرة الإعلام في النقابة الفرعية لشركة النفط والغاز اليمنية، محمد الحمزي، فقد سبقت وثيقة التعهد التعسفية توجيهات حوثية لموظفي الشركة لطلب المشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي والنشر بحسب تعليمات الإدارة.



وأشار الحمزي إلى أن توجيهات مليشيا الحوثي للشركة تنص على نشر التغريدات والمنشورات اليومية المؤيدة لسياسات المليشيا الانقلابية، كشرط لحصول الموظف على أية مستحقات مالية.

وأضاف أن وثيقة التعهد هي جزء من الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي ضد الموظف، وهي جريمة ضد الإنسانية والحرية والكرامة.

وقال محمد الحمزي، إننا في النقابة ندين هذا التصرف الأرعن والذي يحرم الموظفين من ممارسة حقهم المكفول دستورياً وفي كل الشرائع والقوانين البشرية، وهذا الانتهاك يجب أن يتوقف وأن يدينه الجميع.

وتعددت أساليب المليشيا في امتهان كرامة الموظف، بحسب المسؤول النقابي، فبدأت بقطع الراتب وحظر تداول الطبعة الجديدة من العملة ما أدى إلى توقف الرواتب التي بدأت الحكومة اليمنية بصرفها من العاصمة المؤقتة عدن.

وأضاف الحمزي أن الانتهاكات الحوثية بحق الموظفين الحكوميين تضمنت السجن والملاحقة والاختطافات والتعذيب.

حماية الفساد

وتهدف قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية من هذه الإجراءات إلى حماية عملية الفساد الممنهج خاصة في شركة النفط والغاز اليمنية والتي تحولت إلى واجهة لتمرير الفساد.



الناشط إبراهيم بكيرة، موظف في شركة النفط والغاز فرع محافظة الحديدة، تم إيقاف راتبه بسبب مناهضته لسياسات إدارة الشركة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، يؤكد أن الشركة أصبحت وكرًا لأضخم صفقات الفساد وشرعنة السوق السوداء.

وقال بكيرة، إن الإجراءات الحوثية التعسفية المشددة على عدم تناول أي أخبار تتعلق بالعمل تعبر عن قلق المليشيا من تسرب قضايا الفساد الضخمة والمتعلقة بالتحكم بالسوق السوداء.

وأكد الناشط في الحراك التهامي بالحديدة، أن مليشيا الحوثي تعيش على امتصاص دماء الموظفين وشفط الإيرادات النفطية لمحافظة الحديدة والتي تدر المليارات لخزينة المليشيا.