سوف أبدأ بعرض بعض من سيرة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حتى أستطيع أن أبني عليها بعض التحليلات والآراء المتعلقة بهذه الشخصية الكبيرة التي استلمت زمام الحكم بعد وفاة أخيه العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، طيب الله ثراه.

فالملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، هو الملك السابع من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، وهو الابن الخامس والعشرون من الأبناء الذكور للملك عبد العزيز.. ولد في 31 ديسمبر من عام 1935م..

في عام 1954م عين أميراً للرياض بالنيابة عن أخيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، وفي عام 1955م عين أميراً لمنطقة الرياض.. وعينه الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وزيراً للدفاع بعد وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود.. وبعد وفاة ولي العهد السعودي الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه، عينه الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 2012م ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع.

هذه مقتطفات موجزة من سيرة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وهي إن دلت على شيء فإنها تدل على الخبرة التراكمية التي اكتسبها الملك سلمان بن عبد العزيز من المناصب المتعددة التي تولاها منذ بواكير شبابه الأولى.. فتوليه إمارة الرياض سنوات طويلة حولت مدينة الرياض إلى مدينة حديثة عصرية تمتلئ بالكباري والجسور والعمارات الفارهة. فإذا أضفنا إلى ذلك أن الملك سلمان يعتبر أمين سر العائلة الحاكمة ورئيس مجلسها والمستشار الشخصي لملوك المملكة فإن ذلك يدل دلالة واضحة على ثقة الأسرة المالكة في شخص الملك سلمان واعتدادها بآرائه.

كما أن توليه وزارة الدفاع بعد وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، طيب الله ثراه، جعله يهتم بتحديث الجيش السعودي بمختلف الأسلحة الحديثة والاهتمام بالحرس الوطني، وقام من أجل هذه الأهداف بزيارات متعددة لدول الشرق والغرب بهدف شراء السلاح المتطور حتى أصبح الجيش السعودي من أقوى الجيوش في المنطقة.

أما توليه ولاية العهد عام 2012م فقد جعلته في مركز الصدارة في اتخاذ القرارات خاصة بعد اعتلال صحة الملك عبد الله بن عبد العزيز.

ومن أشهر الألقاب التي عرف بها الملك سلمان بن عبد العزيز أنه ملك الحزم والعزم، كما أن مواقفه الحازمة من الصراع في اليمن بعد استيلاء الحوثيين عليها، ومواقفه الحاسمة من التدخلات الإيرانية في المنطقة وخاصة في العراق ولبنان وسوريا واليمن جعلته يكتسب هذه الزعامة والريادة. وعلى الصعيد العالمي، ووفق مسارات صنع القرار الدولي والإقليمي، شهدت المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين المزيد من الرفعة والمكانة السياسية، حيث أضحت الرياض قبلة لصناع القرار السياسي والإقليمي الذين ينشدون صوت الحكمة ورشد صنع القرار، وفقاً للسياسة الخارجية الحصيفة التي تنتهجها حكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.