على الرغم من أن مسؤولاً أميركياً كبيراً كان أفاد بعد القمة التي جمعت بين الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين في جنيف، الأربعاء، بأن الولايات المتحدة لم تحصل على التزام من روسيا بشأن عمليات مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود في سوريا، إلا أن البيت الأبيض أكد أن هناك إمكانية لتعاون أميركي روسي لفتح ممرات إنسانية في ذاك البلد.

وشدد في بيان، صباح الخميس، على أن اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لم ينته قبل أوانه، بل بحث الكثير من القضايا.

وكان المسؤول قد أوضح أنه لا يوجد التزام بشأن الممرات، إلا أن أميركا أوضحت أن لهذا الأمر أهمية كبيرة بالنسبة لها.



محادثات بناءة

كما أشار إلى أن لهجة المحادثات بين الجانبين كانت مباشرة وبناءة وغير جدلية وواقعية بشكل كبير، مبينا أن هذه المحادثات لن تؤدي إلى تغيير العلاقات بـ"كبسة زر"، وفق تعبيره.

واعتبر أن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت لمعرفة ما إذا كانت مجالات التعاون المحتملة هذه تؤدي بالفعل إلى نتائج.

ضرورة إيصال المساعدات

الجدير ذكره أنه سبق أن أكدت روسيا مرارا على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى كافة مناطق سوريا بما في ذلك تلك التي تخضع لسيطرة الحكومة، وهي تمثل نحو 90% من أراضي البلاد.

ودعت بشكل متكرر إلى رفع العقوبات الغربية عن سوريا خاصة في ظل جائحة فيروس كورونا، الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، معتبرة أن هذا الأمر يتطلب إطلاق العملية السياسية الانتقالية في البلاد.

أكثر من 75% من السكان بحاجة لمساعدات

يذكر الأمم المتحدة كانت أكدت في أبريل/نيسان الفائت، وصول عشرات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية من تركيا إلى المناطق الواقعة في شمال غرب سوريا، عبر معبر باب الهوى.

كما تقدر المنظمة أن المساعدات عبر الحدود تمثّل ما يصل إلى 50% من جميع عمليات تسليم المساعدات الإنسانية عبر الحدود.

ويحتاج 4.2 مليون شخص في شمال غرب سوريا، أي أكثر من 75% من السكان، للمساعدات الإنسانية.

وتعيش سوريا أزمة اقتصادية قاسية بعد تهاوي سعر صرف الليرة أمام الدولار، كما ساهم فيروس كورونا المستجد إلى حد كبير في تدهور كبير في الأمن الغذائي في البلاد، وبات أكثر من 80% من السكان يعيشون في فقر.

كما أدت أيضاً الأزمة المالية في لبنان، حيث يحتفظ العديد من السوريين بأموالهم في البنوك اللبنانية، وقانون قيصر الذي يفرض عقوبات أميركية على أي شخص في جميع أنحاء العالم يتعامل مع المسؤولين السوريين أو مؤسسات النظام، إلى انهيار العملة المحلية، مما أدى إلى إلقاء المزيد من الناس في هوة الفقر.