لم يكن غريباً على سمو ولي العهد رئيس الوزراء تكريمه لجميع العاملين بالصفوف الأمامية دونما استثناء، قبيل حتى انتهاء الجائحة التي نتمنى زوالها سريعاً بإذن الله.

هذا التكريم هو دأب البحرين وعادة أصيلة لدى قيادتها الرشيدة، فالمنجز يكرم، ومن يحتاج إلى الدعم يحصل عليه إلى حين ما أن يصبح شخصاً ناجحاً.

ما أدهشني حقاً هي طريقة التكريم، كونها ستستمر مع كل شخص منهم حتى وصوله إلى سن التقاعد وما بعدها، فنحن هنا نتحدث عن ترفيع رتبتين، وليس عن مبلغ مقطوع يعطى مرة واحدة وينسى كما فعلت بعض الدول.

وهذا هو الجزء المادي من التكريم، أما الجزء المعنوي، فإن إشادة القيادة الدائمة بأعمالهم وما قام به العاملون في الصفوف الأمامية، وتكاتف أهل البحرين معهم، يعادل أرفع الأوسمة، وأعلى الدرجات.

وفي ذات اليوم الذي أمر به سمو ولي العهد رئيس الوزراء بتكريم العاملين في الصفوف الأمامية، أمر أيضاً بإحالة تقارير تحمل مخالفات قد تكون حدثت في ثلاث وزارات إلى الجهات المختصة، وهي دلالة تحمل رسائل واضحة من لدن سموه.

أول هذه الدلائل أن المسيء لن يفلت من الحساب، وأن الدولة مهما كانت الظروف التي تمر بها، مستمرة بسياسة التكريم لكل منجز والعقاب على كل مخالف، وأن البحرين تسير في طريق التقدم على كافة المستويات، دونما تراجع ودون أن يوقف قطارها أي أمر.

ولنعود إلى التكريم مجدداً، فإن العاملين في الصفوف الأمامية، وكل عضو من أعضاء فريق البحرين، قدموا كل ما بوسعهم، وكل ما يمكن تقديمه للحفاظ على صحة المجتمع، وبشفافية ودون أي تزوير في الحقائق بل عرضوها كما هي، وهذا ما يشهد له القاصي والداني.

وبإذن الله، معاً قريباً سنطوي هذه الصفحة المؤلمة، ولكن نحن بحال أفضل بكثير، فالبعض يتمنى أن نعود لحياة ما قبل كورونا، إلا أن البحرين ستخرج بحال أقوى وأفضل وأكثر رفاهية، والدلائل على ذلك كثيرة لا يتسع المقام لذكرها الآن.

* آخر لمحة:

أعمل، وقم بما هو عليك في البحرين، ولا تحمل هم أي أمر، فالقيادة تعرف كل شخص وما أنجزه وما قام به.