قبل مباراة منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام المنتخب الإيراني، أطلق سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، شعار «عشان_هذا_العلم» والذي تفاعل معه جميع المواطنين والمقيمين على جميع مستوياتهم، فلم يكن مجرد شعار رنان من أجل مناسبة معينة، بل هو شعار أعمق بكثير من كل الاعتبارات والتنبؤات، وهو شعار من أجل تكاتف الجميع لنصرة ومحبة هذا الوطن الغالي الذي يجب أن يجتمع الجميع من أجله ومن أجل الدفاع عن مكتسباته. ليست الرياضة اليوم مجرد ألعاب تمارس، بل هي قيم تزرع في نفوس الجميع، ومهارات يجب أن تدرس، فالرياضة اليوم أصبحت في مقدمة الشعارات التي ترفع من أجل الدفاع عن ألوان الوطن بروح عالية، وهي التي تجمع القلوب وتقرب المسافات من أجل أهداف سامية.

من أجل هذا الوطن الذي لم يظل مكتوف اليدين في ظل هذا الجائحة، بل وقف مع الجميع بلا استثناء من المواطنين والمقيمين ومن كافة الأطياف، فلم يفرق يوماً بين أي أحد، وسهل الطريق أمام الجميع من أجل أن يخفف عن المتضررين بعض الآثار المترتبة من جائحة كورونا، ومن أجل أن تعود الحياة مجدداً إلى أرض الوطن جميلة وهادئة كما كانت، نمارس فيها كل جمال الحياة.

من أجل هذا الوطن الذي تربى الجميع بين أكنافه وعاشوا دهوراً يتناولون لقمة عيشهم من صحفة من ذهب نقش عليها ألوان هذا الوطن الحبيب، فعاشوا يعمرون وطنهم بالخير، ويسعون لصالحه، ويخافون عليه من غدر الأعداء ومن طعن الحساد. هم كذلك عاشوا يتذوقون الخير في كل مساحاته، ويساهمون مع قيادتهم من أجل إعماره وازدهاره، فلم يلتفتوا يوماً إلى تلك الأبواق المرجفة التي تصطاد في الماء العكر، والتي تتعمد تحويل المسائل الحياتية البسيطة إلى مواقف معقدة تهلهل فيها بسائط الأمن والأمان التي نعيش فوق نسائهما الهادئة.

من أجل ألوان هذا العلم وحب هذا الوطن وحب أرضه وسمائه وكل فرجانه، يجب أن نؤسس لفكر جديد يقود الأجيال لحب هذه الأرض والعطاء بلا مقابل، فكر يقود لتعزيز الولاء لهذه الأرض والوقوف جنباً إلى جنب مع قيادته من أجل أن ننشد الخير والطمأنينة والسلام على هذه الأرض الغالية. يجب أن نمضي قدماً لنؤسس لبرامج ومشروعات تنمي قيم الحياة السعيدة في نفوس الأجيال، وتعطيهم الأمل لكي يعيشوا في رغد من العيش وبسلام، يتعايشون مع الجميع، ويحبون الجميع، ولا ينقادون لذلك الشرود الفكري الذي يزرعه البعض ويحاول فيه التشكيك في إنجازات الوطن وقيادته. قد تطفح على السطح بعض القصور في جمال الوطن، ولكن لن يكتمل البناء ويعالج ذلك الخلل إلا بقلوب متكاتفة تحب الخير وتسعى لسعادة الجميع بلا استثناء.

من أجل هذا الوطن يجب أن نعمل لإشراقة مستقبله الزاهر ونضع أيادينا في يد الجميع من أجل ولادة مشروعات منتجة أكثر فائدة للمجتمع، لا من أجل أن نبرز أنفسنا على حساب الآخرين، ومن أجل تزعم المواقف، ولا نحتاج لذلك مطلقاً فالمرحلة التي نمر فيها يجب أن تفعل فيها قيادة القيم ودافعية العطاء وتوليد قادة يساهمون في قيادة برامج المجتمع على كافة الصعد.

حبي لهذا الوطن ليس وليد اللحظة، وليس وليد المواقف الحياتية المتضادة أحياناً، بل هو الحب النابع من العطاء الدائم في كافة مناحي الحياة، العطاء الذي لا يقف عند لحظة معينة من العمر، والذي يجب أن لا يتأثر بأي عراقيل أو معتقدات بالية.

* ومضة أمل:

أحبك يا وطني وحفظك من كيد الكائدين.