وليد صبري




* مشاركة 8 آلاف عسكري من 8 بلدان مختلفة في التمرين


* المغرب حليف رئيس لأمريكا لا غنى عنه

* واشنطن متحمسة لمشاركة مصر في "الأسد الأفريقي 22"

أكد نائب القائد العام للجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا، وقائد فرقة العمل الخاصة بجنوب أوروبا وأفريقيا في الجيش الأمريكي الجنرال أندرو روهلينغ، أن "مناورات "الأسد الأفريقي 21"، هي مناورة مشتركة بقيادة فرقة العمل في جنوب أوروبا-أفريقيا التابعة للجيش الأمريكي، أو SETAF-AF، برعاية القيادة الأمريكية في إفريقيا، ويتمّ إجراؤها في المملكة المغربية وتونس والسنغال، والتي تؤكد على التزام الولايات المتحدة بالاستقرار الإقليمي في شمال إفريقيا".

وأضاف الجنرال الأمريكي في رد على سؤال لـ"الوطن" في الإيجاز الصحفي الهاتفي الذي عقده لمناقشة مناورات "الأسد الأفريقي 21"، "الحقيقة أن ما نحن فيه مع القتال ضد المتطرفين هو جزء من السبب الذي يجعلنا نجري مثل هذه المناورات، إن هذه المناورات التي نجريها، "الأسد الأفريقي"، تقترب قدر الإمكان من نطاق العمليات العسكرية التي نتوقعها ويجب أن نكون مستعدّين لها في هذه البيئة الأمنية المعقدة وغير المؤكّدة في جميع أنحاء إفريقيا".

وأوضح أنه "لذا فإن هذه المناورات تتضمّن، كما أسلفت، مناورات جوية وبرية وبحرية من الأفراد إلى المجموعات، وصولاً إلى مستوى فرقة العمل المشتركة التي تضم الآلاف من العسكريين، مرة أخرى، من بلدان متعددة، لذلك أعتقد أن هذه المناورات هي بالضبط ما تمّ تصميمه لنكون مستعدّين لمواجهة هذا التهديد المتطرف الموجود هنا عبر القارة الأفريقية".

وذكر أن "مناورات الأسد الأفريقي لهذا العام، والتي تقام للمرة السابعة عشرة، هي الأكبر والأكثر تعقيداً من سابقاتها حتى الآن، حيث تضم 8 آلاف فرد من 8 بلدان مختلفة شاركوا بشكل مباشر في هذه المناورات، وراقبتها 15 دولة أخرى مع إمكانية انضمامها إلى مناورات الأسد الإفريقي العام المقبل".

ونوه الجنرال الأمريكي إلى أنه "على مدار الأسبوعين الماضيين، أجرت القوات الأمريكية العديد من الدورات التدريبية في جميع أنحاء المغرب وتونس في البر والبحر والجو، واختبرت بناء الجاهزية وقابلية التشغيل البيني للفرق المشتركة ومتعددة الجنسيات".

وشدد الجنرال أندرو روهلينغ على أن "القتال ضد المتطرفين هو جزء من السبب الذي يجعل الولايات المتحدة تجري مثل هذه المناورات، وهذه المناورات التي لم تنته بعد، تقترب قدر الإمكان من نطاق العمليات العسكرية التي تتوقعها الولايات المتحدة ضد المتطرفين، وبالتالي على القوات الأمريكية وشركائها أن يكونوا مستعدين لها في هذه البيئة الأمنية المعقدة وغير المؤكدة في جميع أنحاء إفريقيا".

وفي رد على سؤال حول تقييم واشنطن للأنشطة الإيرانية في شمال إفريقيا وردع الولايات المتحدة لمثل هذه الأنشطة، أفاد الجنرال الأمريكي بأن "المناورات إجراء مجدول سنويا – أو مناورات مجدولة بشكل سنوي – وفي ضوء البيئات السياسية والأمنية الحالية، من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نتدرّب مع شركائنا حتى نكون مستعدين للتعاون بشكل فعال لترويج تفاهماتنا المتبادلة والأمن الدولي بغض النظر عن التهديد".

وتطرق الجنرال الأمريكي إلى إجراء المناورات في المغرب، موضحاً أنه "هذه هي النسخة السابعة عشرة لمناورات الأسد الأفريقي، وهذه السلسلة من التدريبات كانت تُجرى دائما هنا في المغرب، لقد كان المغرب مضيفا كريما لهذه التدريبات، لكن من المهم أن نلاحظ، أنه ليس المغرب والولايات المتحدة هما وحدهما من يتدرّب هنا، بل إن عدد الشركاء الذين يتدربون بالفعل – يتجاوز – بل هو 8 مشاركين فعليين مختلفين في المناورات، مع عدد كبير من المراقبين الذين كانوا هنا أيضا. لذا، بينما يظل التمرين في المغرب، كما حدث في المرّات الشبع عشرة الماضي، فإنه ليس تمرينا ثنائيا بين الولايات المتحدة والمغرب، بل نحاول أن نجعله شاملاً. ومن هنا من يريد المشاركة في المناورات فهي مفتوحة للجميع، وبينما نخطّط لمناورات العام المقبل، فهذه الدعوة موجّهة لجميع الأفارقة – لجميع البلدان الأفريقية لتكون جزءا منها، وأنا أتطلع إلى انضمام الجميع إليها وسوف يرون فوائد هذا التمرين الرائع".

وشدد على أن "أهمية شراكة الولايات المتحدة والمغرب التي تتعدى 200 سنة"، واصفا قدرات وشراكة البلدين بأنهما "بلا حدود وأنها ستبقى قوية، وأن المغرب حليف رئيسي للولايات المتحدة وجزء أساسي من الاستقرار والأمن لإفريقيا"، مؤكداً أن "الدور الذي يضطلع به المغرب كحليف "لا غنى عنه" في منطقة شمال إفريقيا بفضل مساهمته الفعالة في الحفاظ على السلم والاستقرار في المنطقة المغاربية".

ونوه إلى أن "هدفنا الجمع بين شركاء وحلفاء لمجابهة تحديات أمنية، سواء كانت المساعدة الإنسانية أو الإغاثة في حالات الكوارث أو مواجهة الصراعات"، مضيفا أن "الدورة الحالية حققت تقدماً احترافياً سينعكس على مناورات الأسد الإفريقي لسنة 2022"، مشيرا إلى أن "التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية "لا حدود له" ويحمل فرصا هائلة في المستقبل".

وقال الجنرال أندرو روهلينغ إن "المنظمات المتطرفة العنيفة في منطقة الساحل لها تأثير على الاستقرار في كل منطقة الساحل وأفريقيا، وهي تشكل تهديدا للجميع ليس فقط في إفريقيا ولكن في جميع أنحاء أوروبا. وهكذا فإن تمارين مثل الأسد الأفريقي تساعد في الحفاظ على استعدادنا وقدرتنا على التعامل مع مثل هذا التهديد، وبالتالي فإن الشراكة التي رأيتها اليوم – أكرّر، مع أكثر من 15 دولة مراقبة وثمانية مشاركين – تظهر التضامن تجاه مكافحة التطرف وعدم الاستقرار. في جميع أنحاء المنطقة".

وبشأن مشاركة مصر في التمرين مستقبلاً، أوضح الجنرال أندرو روهلينغ أن "مصر مشمولة في هذا التمرين، لديهم مراقبون موجودون هنا الآن ونتطلع إلى الكيفية التي ترغب مصر من خلالها في المشاركة في مناورات "الأسد الأفريقي 22"، لذلك أنا متحمس لوجود مصر هنا، وآمل أن يكون ما رأوه يقع ضمن اهتمامهم ليكونوا مشاركين أكبر في المستقبل. لذلك أنا متحمس لوجودهم".