وليد صبري




* دعوات بالتحقيق في جرائم قتل وإخفاء قسري وتعذيب


* مخاوف من تزايد القمع وانتهاكات حقوق الإنسان في عهد الرئيس الجديد

* الاقتصاد والعقوبات والمفاوضات النووية و"كورونا" أبرز تحديات رئيسي

حذر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من "تبعات فوز رئيس السلطة القضائية السابق في إيران إبراهيم رئيسي، بانتخابات الرئاسة، متهمة إياه بأنه "أحد الضالعين والمتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات لحقوق الإنسان، لاسيما ما يتعلق بمسؤوليته عن مقتل آلاف المعارضين المنتمين إلى منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة".

في سياق متصل، ندّدت منظمة العفو الدولية بانتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤكدةً أنه يجب أن يخضع لتحقيق في قضايا "جرائم ضد الإنسانية" و"قمع عنيف" لحقوق الإنسان. ووصفت المنظمة رئيسي بأنه "المحافظ المتشدد".

واعتبرت أن "واقع أن إبراهيم رئيسي وصل إلى الرئاسة بدلاً من إخضاعه للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية وجرائم قتل وإخفاء قسري وتعذيب، هو تذكير قاتم بأن الإفلات من العقاب يسود في إيران".

واتّهمت المنظمة الحقوقية، ومقرها لندن، رئيسي بأنه كان عضواً في "لجنة الموت" التي نفّذت عمليات إخفاء قسري وإعدامات خارج نطاق القضاء بشكل سري بحق آلاف المعارضين المعتقلين، حين كان يشغل منصب معاون المدعي العام للمحكمة الثورية في طهران عام 1988.

وأكدت منظمة العفو الدولية أن "السلطات الإيرانية لا تزال حتى اليوم متكتمة حول مصير الضحايا والمكان الذي توجد فيه الجثث، وهو ما يرقى (أيضاً) إلى جرائم ضد الإنسانية".

واتّهمت المنظمة رئيسي بأنه "ترأس حملة قمع وحشية ضد حقوق الإنسان"، حين كان رئيساً للسلطة القضائية في السنتين الأخيرتين، مضيفة أن حملة القمع طالت "مئات المعارضين السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان وأفراد أقليات مضطهدة اعتُقلوا بشكل تعسفي".

وتابعت أن رئيسي "مسؤول أيضاً عن توقيف آلاف المتظاهرين ومئات عمليات الإخفاء القسري (...) بعد الاحتجاجات التي اندلعت في نوفمبر 2019" وتمّ قمعها بشكل عنيف.

ودعت منظمة العفو الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى اتخاذ "تدابير ملموسة للرد على الإفلات المنهجي من العقاب في إيران".

وفي وقت سابق، السبت، فاز المرشح المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية في إيران من الدورة الأولى، بحصوله على 62 % من أصوات المقترعين، وفق نتائج أولية رسمية أعلنت السبت. وأفاد رئيس لجنة الانتخابات جمال عرف خلال مؤتمر صحافي، أن رئيسي "60 عاما" حصل على "أكثر من 17.8 مليون" صوت من أصل 28.6 مليون من أصوات المقترعين، علماً بأن أكثر من 59.3 مليون إيراني كانوا مدعوين للمشاركة في الاقتراع، في حين كشفت تقارير معارضة أن نسبة المشاركة في الانتخابات لم تتجاوز 10%، في حين ذكرت السلطات الإيرانية أن نسبة المشاركة بلغت 48.8%.

وهنأ المرشح الرئاسي، عبد الناصر همتي، رئيسي، بفوزه في الانتخابات، وقال في رسالة "آمل أن تجلب حكومتكم بقيادة الزعيم الأعلى علي خامنئي الراحة والازدهار لأمتنا".

بدوره، هنأ المرشح للرئاسية الإيرانية، محسن رضائي، منافسه إبراهيم رئيسي على "انتصاره" بالانتخابات، بحسب وسائل إعلام إيرانية.

ويواجه رئيسي تحديات جمة سواء بالداخل أو الخارج، أبرزها الملف الاقتصادي المنهار، وانهيار العملة الإيرانية، والعقوبات المفروضة على البلاد، والمفاوضات النووية، لاسيما وأنه هو شخصيا على قوائم العقوبات الأمريكية والأوروبية، فضلاً عن تفشي فيروس كورونا (كوفيد19).

وإبراهيم رئيسي المولود في مشهد في نوفمبر 1960، يبلغ من العمر 60 عاماً، أكاديمي ومحافظ متشدد، ويعد ابن نظام "ولاية الفقيه"، ومن المقربين من المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي، وكذلك الحرس الثوري الإيراني، بينما يعتبره البعض تلميذا نجيباً لخامنئي، ومرشحاً لخلافته كمرشد أعلى في حال وفاة الأخير، خاصة وأنه عضو في مجلس الخبراء منذ عام 2006، وهذا المجلس تعود إليه صلاحية تسمية المرشد. وقد تولى منصب سادن العتبة الرضوية المقدسة في 2016، قبل أن يعينه خامنئي رئيساً للسلطة القضائية في 2019.

ومعروف عن رئيسي دفاعه عن نظام "ولاية الفقيه" بالوسائل والطرق المتشددة، ولذلك فهو على قوائم العقوبات الأمريكية والأوروبية، وذلك بسبب اتهامات تلاحقه بانتهاكات حقوق الإنسان، وارتكاب أعمال وحشية ضد المعارضة الإيرانية لاسيما منظمة "مجاهدي خلق"، كما أنه قاضي "لجان الموت" المتورط في مجزرة الإعدامات عام 1988، حيث تم إعدام ما يقرب من 30 ألف معارض بحسب المعارضة الإيرانية.

وكان رئيسي من المؤيدين لحملة القمع التي طالت أنصار الثورة الخضراء في 2009 احتجاجاً على انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً للبلاد والتزوير الذي طال العملية الانتخابية.

ومن أبرز أقواله، "من يتحدث إلينا عن "التعاطف الإسلامي والسماح"، نجيبه: سنواصل مواجهة مثيري الشغب حتى النهاية وسنقتلع جذور الفتنة".