رغم ازدحام مواعيد النجمة العالمية ناتالي بورتمان وشهرتها الطاغية، فقد استطاعت أن تخصص الوقت لإنجاز عملها السينمائي الأول كمخرجة، وهو بعنوان "قصة الحب والظلام"، الذي اقتبسته عن رواية تحمل نفس الاسم للروائي الإسرائيلي اموس اوز، والتي يروي من خلالها حكاية أمه التي ماتت في الـ 38 من عمرها، بعيد فترة قصيرة من تأسيس "إسرائيل".
ويتحدث الفيلم عن تنقل البطلة بين عدد من دول أوروبا من بينها بولندا وفرنسا وصولا إلى إسرائيل، حيث ارتبطت بكاتب شاب أنجبت منه طفلها الوحيد اموس.
الأحداث في الغالب تأتي في ظل مرحلتين، الأولى ما قبل تأسيس "إسرائيل" ووجود دولة فلسطين تحت الانتداب البريطاني، والعلاقات الجيدة التي كانت تربط بين العرب واليهود، من خلال جملة من المشاهد، لعل أبرزها الدعوة التي تلقاها والد اموس إلى بيت أحد الأثرياء العرب، ولقاء الطفل اموس بالفتاة العربية عائشة.
ولكن، يبقى المحرك الأساسي للحدث تلك التفاصيل اليومية للأم.
ومن يعرف الرواية التي كتبها اموس اوز وترجمت لأكثر من 20 لغة – ليس من بينها العربية – يعلم جيدا أن ما شحن به الفيلم من جوانب سياسية هي بعيدة كل البعد عن البناء الروائي الأصلي.
وهنا يأتي دور ناتالي بورتمان التي شحنت الفيلم بعدد من المشاهد ذات بعد سياسي، تحديدا مشهد التصويت في الأمم المتحدة ضد الطلب الفلسطيني بتأسيس دولة فلسطين، والتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية.
كما يعرض الفيلم عددا من مشاهد الاغتيالات والتفجيرات التي تأتي بعيدة عن السياق الدرامي، إذ إن النص الأصلي ظل يرصد حكاية الأم لكن ليس من منظور سياسي. وهذا ما يفسره دعم الفيلم إنتاجيا من قبل العديد من المؤسسات والهيئات الإسرائيلية، لذلك يمكن القول إن فيلم "قصة الحب والظلام" لنتالي بورتمان قدم تجربة صريحة عن خيانة النص الروائي وإقحام السياسة.
وقد قامت ناتالي بورتمان بالإضافة للإخراج بتقديم شخصية الأم في الفيلم، إذ تعتبر النجمة الإسرائيلية الأكثر شهرة، والوحيدة الحائزة جائزة أوسكار.