توظيف شبكات التواصل الاجتماعي في التعليم

هدفت رسالة ماجستير لباحثة في مجال التربية والتعليم أ.رجاء خالد حسين، معلمة في إدارة التعليم الثانوي، إلى تسليط الضوء على تأثير شبكات التواصل الاجتماعي في التحصيل الاكاديمي لطلاب المرحلة الثانوية بمملكة البحرين، وذلك من خلال التعرف على أنماط استخدام الطلبة، والكشف عن الدوافع و الإشباعات المتحقّقة من خلال استخدامهم لشبكات التواصل الاجتماعيّ، وتكوّنت عيّنة الدراسة من 456 طالباً وطالبة.

وفقد أظهرت نتائج الدراسة إنّ أكثر شبكات التواصل الاجتماعيّ التي تستخدمها العيّنة بشكل يوميّ هي شبكة الإنستغرام، ثمّ شبكة السناب شات، ثمّ شبكة تويتر بشكل يوميّ، فيما حصلت شبكة الفيسبوك على أقلّ نسبة.

إنّ أكثر أسباب استخدام العيّنة لشبكات التواصل الاجتماعيّ هي أنّها تساعدهم في الحصول على أكبر قدر من المعرفة والمعلومات المفيدة لرفع التحصيل الأكاديميّ، تلاها قضاء وقت الفراغ والهروب من الملل، والتسلية والترفيه، ثمّ للبحث عن المعلومات وآخر الأخبار.

إنّ أكثر من نصف عيّنة الدراسة بقليل أكّدوا أنّ شبكات التواصل الاجتماعيّ ساعدتهم كثيراً في البحث، وصقلت مهارات التحصيل الدراسيّ والمهارات الشخصيّة لديهم. كما أنّ أكثر من نصف عيّنة الدراسة أكّدوا أنّه يمكن توظيف شبكات التواصل الاجتماعيّ كأداة تعليميّة، ونسبة أقلّ بكثير أكّدوا أنّ شبكات التواصل الاجتماعيّ سبّبت لهم الانطوائيّة والتهرّب من الدراسة.

إنّ أكثر الإشباعات المتحقّقة من استخدام طلبة المرحلة الثانويّة لشبكات التواصل الاجتماعيّ هي أنّ استخدام شبكات التواصل الاجتماعيّ يمكّن الطلبة من التواصل مع زملائهم ومناقشة الدروس معهم. وأنّ استخدام شبكات التواصل الاجتماعيّ يوفّر فرص الاطّلاع على الخبرات التعليميّة المتنوّعة. ويلاحظ أنّ الإشباعات لهذا الصنف من العيّنة هي إيجابيّة.

وقد خرجت الباحثة بمقترح لمحتوى كتاب مقرر يقوم على مبدأ تربية الطالب على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بالشكل الأمثل، ويقوم على امتلاك الطالب للمهارات التعليمية اللازمة، وأدوات التحليل البسيطة المناسبة لعمره وإمكاناته ولاستخدامه الشخصي.

وبناء على ذلك أوصت الأطروحة:



  • تفعيل ممارسات وأساليب التعليم باستخدام شبكات التواصل الاجتماعيّ في المرحلة الثانويّة لما تمتاز به هذه الشبكات من تفاعليّة، وجاذبيّة، وقدرة على شدّ الانتباه، والمشاركة الجماعيّة في العمليّة التعليميّة.


  • تشجيع المعلّم للطالب حتى يكون قادرا على توليد المعرفة، وإنتاجها، وحتى يكون صانعاً للمحتوى التعليميّ الذي يخدم المقرّر الدراسي، بما يوفّر الفائدة العلميّة لأقرانه.


  • استثمار مميّزات شبكات التواصل الاجتماعيّ وخصائصها ، كالإنستغرام على سبيل المثال، لإنتاج مجلّة علميّة إلكترونيّة جاذبة، وماتعة، وتفاعليّة، تخصّ كلّ مقرّر على حدة. كأن يكون هناك حساب خاصّ على شبكة الإنستغرام لمقرّر الأحياء لطلبة المسار العلمي، لعرض الصور والفيديوهات والرسوم البيانيّة المتعلّقة بالمقرّر. ويكون بمثابة المرجع للطلبة.


  • إعداد برامج تدريبيّة للمعلّمين لتدريبهم على كيفيّة التوظيف الأمثل لشبكات التواصل الاجتماعيّ في العمليّة التعليميّة، ولخدمة أهداف المقرّر الدراسيّ، ولعقد الحلقات النقاشيّة مع المعلّمين لطرح الأفكار التي يمكن استثمارها واستخدامها للوصول إلى أساليب التدريس البنّاءة.


  • عمل مسابقات وجوائز تحفيزيّة وبرامج تكريم للمعلّمين الذين يوظّفون التكنولوجيا الحديثة كشبكات التواصل الاجتماعيّ في العمليّة التعليميّة.


  • عمل دليل للطالب عن استخدام شبكات التواصل الاجتماعيّ، بحيث يوضّح للطالب كيفيّة الاستخدام الأمثل لها.