نواصل حديثنا في الجزء الثاني من المقال عن «صفقة القرن العالمية الجديدة».. رسالة مفتوحة إلى أمتي العربية.

لم أستطع أن أقاوم الرغبة في طرح رأيي في البرنامج العالمي الجاري عرضه هذه الأيام على مسارح بريطانيا والتي ألخصه من وجهة نظري كما يأتي:

5.​ الأبحاث الاستباقية: وقد خصصت القمة حوالي ثلاثين ملياراً للأبحاث الاستباقية للأوبئة لإنتاج المضادات لها خلال مئة يوم. ومن المعروف لدى أهل العلم أن اختراعات الأدوية تحتاج إلى سنوات مختبرياً، ثم تجربتها على الحيوان ثم الإنسان. أم أن هذا المخصص هو للسلالات؟ وهل التطعيم الحالي هو ناجح تجاه السلالات؟ أم أن المخصص هو لمواجهة الآثار السلبية للقاح. وكيف وإلى من سوف يجري تخصيص المخصصات.

6. ​نحتاج إلى أحد عشر مليار مطعوم وليس ملياراً واحداً: إلا أن هنالك أيضاً في هذا المجال تساؤلات عديدة. لماذا السكوت حتى الآن لنعلن ما هو كان معروفاً كحقيقة لدى ذوي العلم الذين أدرس مواقفهم؟ ولماذا لم يعلن بايدن أننا إذا أردنا تطعيم كل البشرية نحتاج إلى أحد عشر مليار مطعوم وليس ملياراً واحداً ستتعهد به هذه القمة؟ وقد أبهرني الرئيس بايدن وهو يكرر كلمة نصف مليار وهو رقم يمثل نسبة قليلة من سكان العالم فقط؟ ولماذا لم يتناول الرئيس بايدن كم ستدر هذه الجرعات من أموال على المصانع الأمريكية وغيرها؟ ولم يذكر الرئيس بايدن من سيسدد قيمة الجرعات. وفي حين نحن ننتظر نتائج القمة سنزدادُ حيرةً لأننا لن نفهم الترتيبات المالية لهذه العملية المعقدة وإذا ما كان مقصوداً أن تبقى مبهمة؟

7. ​أين الصين وروسيا والهند ودول أخرى من هذا الموضوع: إنها لصدفة جميلة أن تتوافق النواحي الإنسانية مع المصالح الخاصة. وهكذا هو أيضاً حال الدول «الديمقراطية»، التي هي صدفةً الدول الغربية، والتي من أحد أسمائها أعلاه بأنها الديمقراطيات السبعة الأكبر في العالم. وقد نسي أهل القمة أن أقدم وأكبر «ديمقراطية في العالم هي الهند، والتي يقارب عدد سكانها مجموع مواطني السبعة الكبار». ونسي أهل القمة أيضا الاقتصاد الصيني والروسي، وتلك قصة أخرى، غير الغربيين! هكذا تقوم الدول بشرح الحقائق كما تريدها.

8. ​أمريكا قد عادت: سنرى المزيد من القيادة الأمريكية البايدنية تنفيذا لشعاره «أمريكا قد عادت» لقيادة العالم بدلاً من شعار ترامب «أمريكا أولاً». أقول هذا لأنني أرى أن هذه القمة هي لشد صفوف التحالف الغربي بقيادة أمريكا في مواجهة الصين وروسيا وتحديداً مشروع الحزام والطريق.

وهي مهمة صعبة بسبب الخلافات البينية الأوروبية الأمريكية. وهذه قصة هامة نحتاج أن نعود إليها لأن قيادة العالم هي شأن كل العالم.

9. مشروع التطعيم الإنساني يؤدي إلى ازدهار الاقتصاد الغربي: إن السبعة الكبار بقيادة أمريكا وبريطانيا، أكرر وبريطانيا، قد رسموا خطةَ الخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعانونها، وذلك من خلال صفقة التطعيم التي يملكون مصانعها، وذلك على حساب المزيد من التدهور في اقتصاد العالم أجمع. إن الخطة فيها رابح وخاسر وإن كانت مغلفة بغلاف الروح الإنسانية المزعومة، وفي التوقيت الذي يحقق أهدافها، وليس على العالم إلا أن يقبل أن يكون المنفذ لهذه الخطة، وأن يدرك أبعادها وأن يعمل على مواجهة نتائجها اقتصادياً، وأقول اقتصادياً فقط، ومن خلال القدرات الذاتية ليس فقط لأن لا حول ولا قوة لنا إلا في ذلك، بل لأن ذلك هو الأجدى والأصح.

وإلى اللقاء عام 2022 كما وعدنا الرئيس بايدن.

وكل صفقة قرن وأنتم بخير، أيها العالم غير الغربي، العزيز على السبعة كبار الغرب.