أكد نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الشيخ د.خالد بن خليفة بن دعيج آل خليفة أن "عاصفة الحزم" التي قامت بها دول مجلس التعاون باليمن مؤخراً وضعت أسسا جديدة للأمن القومي الخليجي والعربي.
وأشار في محاضرة بعنوان "مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمن القومي العربي..الأدوار والتحديات"، نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بأبوظبي، إلي المدلولات التاريخية المرتبطة بالأحداث السياسية والعسكرية بالمنطقة العربية، والتي أكدت وجود عجز في بنية الأمن القومي العربي.
ونوه إلي علاقة دول مجلس التعاون الخليجي بجامعة الدول العربية في نطاق مشروع الأمن القومي العربي التي تبلورت في 3 مراحل، المرحلة الأولى بدأت عام 1971 بعد انضمام معظم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لعضوية جامعة الدول العربية في ذلك العام واتسمت بطابع العلاقات التعاونية والتكافلية انطلاقا من مبدأ استثمار الثروة النفطية الخليجية بصفتها ثروة عربية قومية فجرى تقديم الإعانات والمساعدات الخليجية إلى الدول العربية دون محاولة للتأثير أو نشر النفوذ الخليجي على الدول المتلقية للمساعدات.
وقال أن المرحلة الثانية انطلقت بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990 وامتازت بالبعد الدبلوماسي والسياسي في طرح الحلول والمبادرات الأمنية ومنها على سبيل المثال العمل على حل الصراع في لبنان وغيره من الملفات.
وأشار إلى أن المرحلة الثالثة بدأت مع أحداث ما سمي بـ "الربيع العربي" في نهاية عام 2010 وبداية عام 2011 والتي نجم عنها فوضي وتدخلات خارجية أدت إلى زعزعة الأمن والاستقرار في بعض الدول مثل سوريا وليبيا علاوة على عدم الاستقرار في العراق وغيره من الدول، وأدى ذلك إلى فتح الباب أمام بعض القوى الإقليمية الطامعة في النفوذ والتوسع مثل إيران للتدخل في كل من العراق وسوريا ومؤخرا اليمن، وهو ما يعني تهديد الأمن القومي الخليجي والأمن القومي العربي إجمالا.
وأضاف أن دول الخليج العربية باتت مطوقة بسلسلة من الأزمات فمن الشمال سوريا والعراق، ومن الجنوب اليمن، ومن الشرق إيران التي تدير تلك الأزمات، ومن الغرب بعض دول شرق القارة الإفريقية التي استمالتها إيران لتحقق مصالحها.
وأكد أن "عاصفة الحزم" جسدت إدراكا خليجيا عربيا بالأخطار المحيطة بالأمن القومي الخليجي والعربي خاصة عندما وصل الحوثيون لصنعاء مهددين النظام والاستقرار في اليمن.
ولفت إلى أن الإرادة الخليجية بالاعتماد على النفس فاجأت الكثير من الدول والقوى الدولية التي لم تتوقع رد الفعل الممثل في "عاصفة الحزم" وما سبقه من تنسيق مع بعض الدول العربية، واصفا ذلك بأنه "سياسة المبادرة إلى الهجوم من أجل الدفاع".
وخلص الشيخ د.خالد بن خليفة بن دعيج آل خليفة إلى أن تحقيق الأمن القومي العربي يتطلب تحصين الجبهة الداخلية وبناء قوة عسكرية مشتركة وإيجاد استراتيجية خليجية عربية موحدة لتحقيق الأمن القومي العربي وضرورة إعادة النظر في نمط التحالفات الاستراتيجية الدولية الحالية لدول الخليج والدول العربية.
وأعرب عن تقديره للدور الحيوي والرائد الذي يؤديه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في نشر المعرفة بمختلف القضايا الاستراتيجية والسياسية والأمنية والاقتصادية المؤثرة في محيطنا خليجيا وإقليميا ودوليا.