أطفال في عمر الزهور، يدفعون أرواحهم خدمة لأجندات حوثية إيرانية، لا يستوعب عقلهم الصغير تفاصيلها، ويدركهم الموت قبل فهم التفاصيل.

هذا هو حال بعض أطفال اليمن، الذين يغرّر بهم الحوثي، فيشحن أذهانهم في ما تسمى "المراكز الصيفية"، ليصرخوا بحناجرهم الضعيفة "الموت لأمريكا"، في حماس يدفعهم إلى أتون معارك لا يعودون منها غير جثث أو أشلاء.



في جبهات مأرب التي تتصدر ساحة المعارك، هذه الأيام، استعرضت المليشيات الحوثية مئات السيارات والمركبات العسكرية، مكسْوّة بصور ضحايا حرب السبع سنوات ممن غُرر بهم من أطفال اليمن.

استعراض مغزاه دفع لهيب الحماس لارتكاب الجريمة المستمرة، لدفع أطفال جدد إلى محرقة الجنون الحوثي، التي يصبّ عليها السفير الإيراني أو "حاكم صنعاء" كما يسميه اليمنيون زيت التأجيج.

ويبدو في الاستعراض الجديد تحدٍّ محسوب -ربما- لقرار الأمم المتحدة الجمعة الماضي، إدراج مليشيات الحوثي ضمن اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال.

وفي تعليق على استعراض الحوثي قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة بالحكومة اليمنية الشرعية، معمر الإرياني، إن مليشيات الحوثي "لا تبدي أي اكتراث بفاتورة خسائرها البشرية الفادحة، التي تدفعها مع كل تصعيد في مأرب، طالما هي قادرة على حشد المزيد من أبناء القبائل وتجنيد الأطفال".

ولفت الإرياني إلى دور إيران وأذرعها في تأجيج الصراع، قائلا: "المدعو حسن إيرلو وخبراء إيران وحزب الله وقياداتها يديرون المعارك من غرف عمليات في العاصمة المختطفة صنعاء".

الوزير اليمني الذي نشر صورا لاستعراض الحوثي في مأرب، دعا أبناء القبائل المغرر بهم إلى "عدم الوقوع ضحية الأوهام التي تروجها مليشيات الحوثي، بتحقيق انتصارات في مأرب".

مستطردا في دعوته "نناشد كل أب وأم بمناطق سيطرة المليشيات الحفاظ على أبنائهم وعدم إلقائهم قرابين لتنفيذ الأحلام التوسعية الفارسية".

وأدرجت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، مليشيات الحوثي الإرهابية على اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال.

وقالت الأمم المتحدة، في تقريرها السنوي عن محنة الأطفال ضحايا النزاعات المسلحة، إن "جماعة الحوثي قتلت وشوهت 250 طفلا يمنيا".

وأكدت المتحدّثة باسم مفوّضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، ليز ثروسل، أن "المفوضية تحققت من مقتل الطفلة ليان، وطفل يبلغ من العمر 13عاماً، بصاروخ حوثي على محطة وقود في مأرب في الخامس من الشهر الجاري".

وأشارت في إحاطة إعلامية بشأن اليمن قدمتها، الجمعة الماضي، إلى مخاطر استمرار تأثير هجوم مليشيات الحوثي على المدنيين واستهداف الأعيان المدنية في محافظة مأرب.

يأتي ذلك بالتزامن مع تعبئة واسعة للأطفال تتنتهجها المليشيات الحوثية، في مناطق سيطرتها بالمحافظات الشمالية، داخل مخيمات مخصصة لهذا للغرض، تطلق عليها "مراكز صيفية".

وأكدت مصادر محلية في صنعاء في وقت سابق لـ"العين الإخبارية"، أن "المليشيات تقوم بتصنيف وتقسيم الأطفال المشاركين في المخيمات، تمهيدا لتوزيعهم على جبهات القتال".

وهو ما يعرضهم لخطر القتل، خاصة أنهم يتلقون تدريبات على القتال لا تتناسب مع سنهم، ويتلقون تعبئة فكرية طائفية ومذهبية، تحثهم على سفك الدماء، وفق المصادر المحلية.

وفي فبراير/شباط الماضي، وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات (65971) انتهاكاً بحق الأطفال اليمنيين خلال السنوات الأربع الماضية، وذلك في تقرير أطلقته حول انتهاكات الطفولة.

وأكدت الشبكة أن الأطفال يعيشون وضعاً نفسياً صعباً نتيجة أعمال العنف المفرط، ونتيجة لأعمال القتل والجرائم المشهودة، حيث لا يمر يوم دون أن يكون هناك قتل أو دمار، وكل ذلك أمام الأطفال.