استعان متحف إيطالي ببكتيريا آكلة للحم لتنظيف تماثيل لمايكل أنغلو، تسربت إليها سوائل جسدية من جثة محنطة بشكل غير صحيح، حسب شبكة "سي بي إس نيوز".

وقالت الشبكة الأميركية، إن مؤرخي فن ومرممين إيطاليين لاحظوا في عام 2019، أن التماثيل الرخامية في متحف كنيسة "ميديشي"، التي كُلف مايكل أنغلو ببنائها الكامل، بدأت تظهر أكثر اتساخاً من المعتاد. وبدأ تسجيل تلوث التماثيل في وقت مبكر من عام 1595، لكن أدوات إزالته لم تكن موجودة آنذاك.

وأشارت الشبكة الأميركية إلى أنه منذ ما يقرب من 500 عام، سقط حاكم فلورنسا الدوق أليساندرو دي ميديشي ضحية مكيدة ولقى حتفه بسكين قاتل محترف استأجره ابن عمه، طعنه حتى الموت، لينتهي به المطاف جثة في قبر والده.



وفي نوفمبر 2019، اكتشف المجلس الوطني للبحوث في إيطاليا السبب وراء الأوساخ، وهو سوائل جسدية تتسرب من جثة أليساندرو دي ميديشي المحنطة بشكل غير صحيح، إلى جانب مركبات أخرى تراكمت بمرور الوقت من الغراء والجص. وتسربت سوائل أليساندرو إلى منحوتة "الغسق والفجر" التي كانت تزين قبر والده.

1000 نوع بكتيريا

وبدأت آنا روزا سبروكاتي، عالمة الأحياء في الوكالة الوطنية الإيطالية للتقنيات الجديدة، دراسة أكثر من 1000 نوع من البكتيريا لاختبارها ضد البقع، فحققت نجاحات وإخفاقات، فبعض البكتيريا لا تأكل فقط البقايا البشرية، ولكن رخام التماثيل الحساس أيضاً.

لكن متحف الكنيسة كان يعتقد أن البكتيريا ستكون أكثر فعالية من استخدام المواد الكيميائية، أو المواد الكاشطة القوية.

واختار فريق سبروكاتي المؤلف من نساء فقط، أكثر ثماني أنواع بكتيريا واعدة واختبرنها على جزء من التماثيل خلف مذبح الكنيسة. وبعد ذلك وضعوا البكتيريا التي نجحت على قبر جوليانو دي لورينزو، وتحديداً منحوتة منحوتة "الغسق والفجر"، ونجحت البكتيريا في تنظيف شعر وأعين التماثيل من البقايا المتراكمة.

بعد توقف قصير بسبب جائحة كورونا، أطلق الفريق أفضل نوع من البكتيريا آكلة اللحم، وهو Serratia ficaria SH7، عن طريق هلام ميكروبي على المقبرة التي أصبحت ملطخة.

وفي وقت سيابق، قالت مونيكا بيتي، المديرة السابقة لمتحف كنيسة "ميديشي"، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن "بكتيريا SH7 أكلت (جثة) أليساندرو".