أحيت سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين الذكرى الـ67 للنكبة في مقرها بالعاصمة البحرينية بالمنامة، بحضور ممثل عن وزارة الخارجية البحرينية والسفراء العرب وعدد من السفراء الاجانب وابناء الجالية الفلسطينية في البحرين وعدد من الشخصيات البحرينية والفلسطينية وممثلي وسائل الإعلام.
وقال ممثل وزارة الخارجية البحرينية، الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون والدول الغربية بالوزارة، السفير الدكتور ظافر العمران في كلمته: "يشرفني ان اكون معكم في هذا المساء لمشاركتكم في احياء ذكرى نكبة فلسطين، ورغم انها ذكرى حزينة ومؤلمة ولكنها مناسبة متجددة للتضامن والتعاطف مع الشعب الفلسطيني الشقيق"، مؤكداً "إن القضية الفلسطينية ورغم معاناة شعبها الأبي منذ أن حلت به النكبة عام 1948 ما زالت قضية محورية في المجتمع الدولي يؤكدها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في جميع المحافل، على انه من الضروري العمل الجاد من اجل الوصول الى حل عادل ودائم وشامل، وذلك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وأضاف : "نحن اليوم هنا للتعبير عن الشعور والإيمان بأهمية التضامن والتأكيد على الثوابت بحق العودة لفلسطينيي الشتات والتمسك بقيم الوحدة والتضامن، ولقد غير الخامس عشر ما مايو 1948 من معالم المنطقة وان هذه الكرى لتجديد الإلتزام بضرورة حماية حقوق الشعب الفلسطيني والدفاع عنها وتحقيق حلم الفلسطينيين بالعودة الى الارض الفلسطينية" مشدداً أن إحياء الذكرى 67 للنكبة الفلسطينية يأتي في الظروف المضطربة والبالغة الحساسية التي تعيشها المنطقة العربية، وأن القضية الفلسطينية تبقى القضية المركزية التي يجمع عليها العرب جميعاً، ونحن جميعاً نحيي صمود الشعب الفلسطيني امام الهجمات التي يتعرض اليها من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين والممارسات العدوانية التي يندى لها جبين الانسانية".
ونوه السفير العمران ان النكبة رغم مرارتها الا انها رسخت قيم التعاطف والمحبة مع الشعب الفلسطيني على مر السنين واكدت معاني الصمود الممزوج بحنين العودة للفلسطينيين، وإن القضية الفلسطينية تبقى متوهجة في وجدان البحرينيين وبتنامي التعاطف والتمسك بنصرة الشعب الفلسطيني العزيز.
وأكد السفير العمران قائلاً :"ونحن جميعا ننتظر اليوم الذي يأتي لنحتفل فيه مع الشعب الفلسطيني بانتصار قضيته العادلة وعودة جميع فلسطينيي الشتات الي ديارهم مرفوعي الراس".
واختتم السفير العمران كلمته بالإشادة "بالجهود المبذولة من قبل سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين على سعيها الدائم وجهدها الدؤوب لإيصال صوت فلسطين، صوت الحق والعدالة، الى العالم اجمع، وذلك من خلال حسن توجيهات سعادة السفير طه محمد عبدالقادر سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين".
من جانبه أكد سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين طه عبدالقادر في كلمته انه في الذكرى الـ67 للنكبة الفلسطينية التي تمر علينا هذه الايام هذه الذكرى الأليمة في الوجدان الفلسطيني والعربي والإسلامي بل وفي الوجدان العالمي والإنساني. وشعبنا الفلسطيني تحت قيادة الرئيس محمود عباس "أبو مازن" اشد اصراراً يثبت للعالم أجمع بأنه ماضٍ في طريقه نحو والحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف مسرى الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، وحاضنة كنيسة القيامة شقيقة المهد في بيت لحم حيث مولد السيد المسيح عليه السلام.
واضاف: تمر علينا هذه الذكرى الأليمة والمجتمع الدولي والمعنيين وخاصة الولايات المتحدة الامريكية لا يزال عاجزين عن معاقبة ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم المغتصب لأرضنا على جرائمه ومجازره المتواصلة بحق شعبنا الأعزل منذ النكبة وحتى يومنا هذا، وهذا الاحتلال الذي يغتصب الارض والشجر والبحر وينكل بالبشر قتلاً وتهجيراً وحرقاً واعتقالاً وحصاراً لقرانا ومدننا ومحافظاتنا ومستشفياتنا ورياض اطفالنا ودور عبادتنا، ومصادرة للأراضي وهدماً للمنازل فوق رؤوس ساكنيها، ولم يسلم من هذا الإحتلال الصهيوني الهمجي أياً من مقومات حياتنا وذلك دون أي رادع أو رقيب من هذا المجتمع الدولي الصامت الغير منصف. ولكن شعبنا في الوطن وفي مخيمات الشتات القابض على الجمر وعلى جراحه النازفة لن يهدأ او يستكين حتى نيل الحرية والاستقلال ومعاقبة الاحتلال على جرائمه والوصول الى حقوقه التي أقرتها الشرائع الدولية ولن يهدأ له بال حتى تحرير كافة الاسرى من السجون الاسرائيلية وعودة اللاجئين الذين هجروا من بلداتهم وقراهم ومدنهم الى ارض الاباء والاجداد واثقين بأننا سنقيم دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف رغم كل الصعاب ورغم كل الظروف والتحديات الاقليمية والدولية مستمرين بنضالنا وكفاحنا بكل اشكاله.
وتوجه السفير عبدالقادر بالتحية الاجلال والاكبار لشهداء شعبنا الفلسطيني الاكرم منا جميعاً والذين قضوا على درب الحرية والاستقلال وهم آلاف مؤلفة على دربكم سائرون والعهد هو العهد والقسم هو القسم ان نستمر بالنضال حتى تحقيق اهدافنا المشروعة، ولأسرانا البواسل القابعين في سجون الاحتلال والذين يزيدون عن ستة آلاف مناضل يقبعون في زنازين الاحتلال ان القيادة الفلسطينية وعلى راسهم الرئيس ابو مازن وكل شعبنا الفلسطيني ان لا حل ولا سلام الا بنيل هؤلاء الاسرى حريتهم وعودتهم الى اهلهم وذويهم. ولشعبنا الفلسطيني اللاجئ في المخيمات وفي كل بلاد الشتات الذين لا زالوا يحتفظون بمفاتيح بيوتهم ثقوا بحتمية العودة مهما بلغ هذا الاحتلال من عنجهية فحق العودة لا يزول بالتقادم وهو حق مقدس. والى قطاع غزة المحاصر الصابر والى اهلنا في غزة هاشم غزة المحاصرة وشعبنا الصابر نقول لهم إن العودة الى حضن الشرعية قريب بإذن الله والحصار الى زوال ولا دولة فلسطينية في غزة ولن تكون بدون غزة.
وتطرق السفير عبدالقادر الى الخطوات السياسية والدبلوماسية التي تقوم بها القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، في كافة المحافل الدولية والاقليمية والعربية وعلى خطى الزعيم الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار" متمسكين بالثوابت الوطنية التي استشهد من اجلها الشهيد ياسر عرفات ومن اجل كشف المخططات والجرائم الصهيونية بحق شعبنا الاعزل والمتمسكة بالثوابت الفلسطينية وصولاً لانتزاع حقوقنا المشروعة ومحاكمة الاحتلال على جرائمه والاصرار على اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وشعبنا الفلسطيني والقيادة الفلسطينية ستواصل التصدي لسياسات الاحتلال الاجرامية والتي لم تتوقف منذ النكبة حتى يومنا هذا.
وتطرق الى أن المقاومة الشعبية ستستمر بتصاعد وسيواجه شعبنا الفلسطيني الاحتلال في كل المدن القرى والبلدات والمخيمات والشتات كل الشتات سيكون ظهيراً ومسانداً لأهلنا في الوطن ولن تخضع القيادة والشعب الفلسطيني لأي املاءات او ابتزاز وستبقى القدس فلسطينية عربية ولن نقبل باقل من دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها الابدية القدس.
واشاد السفير الفلسطيني بالدور الذي تقوم فيه مملكة البحرين الشقيقة حكومة وشعباً وعلى راسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وصاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، دعماً للقيادة وللمطالب الفلسطينية كافة المحافل ودورها في احتضان شعبنا على ارضها بكل محبة ورعاية، ولا زلنا نذكر توجيهات جلالة الملك الدائمة للكل البحريني وتذكيره للعالمين العربي والإسلامي بأنه يجب أن لا تنسينا اوضاعنا الداخلية بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للامتين العربية والإسلامية.
واشاد السفير عبدالقادر بمواقف الدول الشقيقة والصديقة وشعوبها الملتزمة بدعم القيادة الفلسطينية والتي تقدم الدعم السياسي والمادي ولم تتوان يوماً او تقصر في هذا الدعم تجاه شعبنا الفلسطيني.
وأنهى السفير عبدالقادر كلمته بالتأكيد أن الاستيطان والجدار إلى زوال وحق العودة حتمي ولا سلام بدون الافراج عن كافة الاسرى في سجون الاحتلال ومن حق شعبنا الفلسطيني أن يلجأ لكل الخيارات وهي كثيرة للوصول الى حقه بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة والقدس عاصمة ابدية لفلسطين والاغوار جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني برفض الدولة المؤقتة والدولة في غزة ولا يقبل بأقل من دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967.
بدوره قال سفير المملكة المغربية لدى مملكة البحرين احمد رشيد خطابي، في كلمته التي القاها نيابة عن السفراء العرب:" كلما حلت ذكرى النكبة الاليمة إلا واهتز وجداننا الجماعي حسرة جراء ما تعرض ابناء الشعب الفلسطيني من ممارسات شنيعة خلفت آلاف الضحايا وعرضتهم للتشريد والتهجير، فهل نحن في حاجة للتذكير بعد كل ما ذكر بمزيد من الحقائق التراجيدية عن النكبة؟، وهل نحن في حاجة للتذكير بان هذه الارض المبارك – ونحن نحيي ليلة الإسراء والمعراج- التي كانت طول قرون فضاء للتسامح والوئام والتعايش اضحت مع الاسف الشديد بسبب ظروف الاحتلال الإسرائيلي بؤرة للمواجهات والكراهية والاستيطان والحرمان من الحقوق المتعارف عليها بما في ذلك حق العودة".
واضاف السفير خطابي متسائلاً هل نحن في حاجة للتذكير لسياسة الامر الواقع التي تتبعها السلطات الإسرائيلية منذ 1948 في خرق لأحكام القانون الدولي وانتهاك لقرارات الشرعية الدولية؟". مستدركاً أنه ومهما كانت طبيعة هذه الاعمال التوسعية وأهدافها في تغيير كل شيء فالثابت انها عجزت ان تغير اهم شيء، الهوية الفلسطينية التي ظلت عصية على كل المحاولات البائسة لطمسها، وفية لجذورها وعمقها التاريخي الاصيل واسهامها المشرق في الحضارة البشرية فإرادة الشعب الفلسطيني لم تنكسر ابدا بفضل ايمانه وصموده جيلا بعد جيل منذ قرابة سبعة عقود، مشدداً أن الشعب الفلسطيني في حاجة ملحة في سياق هذه المرحلة الحاسمة من كفاحه للتمسك بثوابته ومصالحه العليا خاصة ان الاوضاع الاستثنائية والاهتزازات الخطيرة بالمنطقة كلن لها انعكاس على مركزية هذه القضية العادلة، مؤكداً في هذا الاطار أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس ما فتيء يقدم كل اشكال الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني ويبذل قصارى الجهود باتصال مع القيادة الفلسطينية وتعاون مع القوى الدولية للتواصل الى حل نهائي يفضي لقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس التي يعمل جلالته بكل عزم واصرار للمحافظة على طابعها الخاص وصيانه معالمها الروحية والثقافية.
وتخللت الفعالية كلمة للباحثة والمؤرخة نائلة الوعري اكدت خلالها ان ذكرى النكبة تمر علينا هذا العام وحال الامة لا تحسد عليه من التمزق والاقتتال والابتعاد عن فلسطين وعن جوهر القضية الاساسية التي كانت هي الهم الاول لكل العرب والمسلمين وحتى نجعل قضية فلسطين مرة اخرى بالصدارة سياسيا وشعبيا وعلى مستوى حراك شعبي علينا اعادة تعريف المشكلة الفلسطينية والتصدي لكل المشروعات التي تستهدف تصفية الحقوق المشروعة لشعب فلسطين وطالبت بالبدء الفوري بمقاضاة العدو الصهيوني الذي يحتل ارض فلسطين عن كافة جرائمها ورفعها الى محكمة العدل الدولية للبدء بمرحلة المقاضاة والعقاب.
وتخللها كلمة للشيخ ابراهيم مطر تطرق خلالها للأهمية الدينية لفلسطين وللمسجد الاقصى الارض المقدسة للإسراء والمعراج داعياً الشعوب العربية والإسلامية لشد الرحال الى القدس.