أ ف ب


يثير وباء كورونا قلقاً في بلدان متفرقة من العالم، مع انتشار النسخة المتحورة "دلتا" شديدة العدوى، إذ قررت أستراليا الجمعة فرض حجر في بعض أحياء سيدني، فيما أعادت إسرائيل فرض ارتداء الكمامة في الأماكن العامة، أما إفريقيا فلا تزال تشهد الموجة الثالثة من الإصابات، وتعاني من تأخر التلقيح.

وقالت مديرة منطقة إفريقيا في منظمة الصحة العالمية ماتشيديسو مويتي إن "الموجة الثالثة تتسارع، وتتمدّد بسرعة أكبر وتضرب بشكل أقوى"، معتبرةً أن "هذه الموجة، قد تكون الأسوأ".

وفي جنوب إفريقيا، الدولة التي تسجل أعلى عدد حالات في القارة مع 35% من الإصابات، تظاهر بضعة آلاف من مواطنيها في بريتوريا، بدعوة من حزب "المقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية" المعارض، للمطالبة بتسريع التطعيم في حين تتعرض البلاد للموجة الثالثة.


قيود دلتا

وفي أستراليا التي تمكنت حتى الآن من احتواء انتشار كورونا، أمرت السلطات الجمعة بفرض حجر على 4 أحياء وسط سيدني، في محاولة لكبح انتشار المتحوّرة "دلتا".

وثبُتت هذا الأسبوع إصابة 65 شخصاً بفيروس كورونا، وكلّ هذه الحالات مرتبطة بسائقٍ كان يعمل على نقل أطقم شركات خطوط جوية من مطار سيدني، إلى فنادق مخصصة للحجر الصحي.

وتشهد عدة دول تزايداً في الإصابات الجديدة، المرتبطة بالمتحورة "دلتا"، إذ أعلنت إسرائيل الجمعة، قيوداً جديدة في مواجهة ارتفاع أعداد الإصابات، وهي التي كانت تدعي، بأنها أول دولة خرجت من الأزمة الصحية، بفضل حملة التلقيح واسعة النطاق، لكنها أعادت فرض الكمامة في الأماكن العامة المغلقة والمؤسسات.

وأعلنت موسكو الجمعة، عن العودة إلى العمل الإلزامي عن بعد، على أن يشمل 30% من موظفي الشركات، كما سجلت أوزبكستان ذروة في الإصابات اليومية الجديدة منذ بداية العام، وفرضت قيوداً في عاصمتها، إذ يثير انتشار المتحورة دلتا، في البلاد مخاوف من تفشي الوباء بين سكانه البالغ عددهم 34 مليون نسمة.

وقررت البرتغال الخميس، وقف الرفع التدريجي للقيود الصحية، فيما أسفرت في إسبانيا رحلة طلابية إلى أرخبيل البليار، عن عدة مئات من الإصابات، وإلى وضع عدة آلاف من الشباب في الحجر الصحي في 7 مناطق من البلاد.

أما إيطاليا، فقالت إنها سترفع الاثنين، حجر التجول في فال أوستي، وهي آخر منطقة كان ما زال مفروضاً فيها، وفي اليوم نفسه لن يعود وضع "قناع الوجه إلزامياً في الخارج بشكل عام".

وإذا كان الوباء شهد تراجعاً نسبياً مع هبوط عدد الإصابات الجديدة في العالم إلى أدنى مستوى منذ فبراير، بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن المتحورة "دلتا" يمكن أن تتسبب بارتفاع واسع النطاق للإصابات اعتباراً من هذا الصيف، إذا لم يتم التصدي لها بشكل مبكر، كما حذر اختصاصيو الصحة والسلطات الصحية، داعين السكان إلى الإسراع في أخذ اللقاح.

مزيد من الحرية

وقالت المفوضة الأوروبية للصحة ستيلا كيرياكيدس، ووزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران، الجمعة، مع بدء العمل بشهادة الصحة الأوروبية، إن التطعيم هو مرادف لـ "المزيد من الحرية" وخصوصاً للسفر.

وحثت غرفة التجارة الأميركية الجمعة، الحكومة الأميركية على أن ترفع "بأسرع ما يمكن" القيود المفروضة على المسافرين الأوروبيين إلى الولايات المتحدة، معتبرة أن استئناف الرحلات الجوية عبر الأطلسي "أمر بالغ الأهمية" للاقتصاد الأميركي.

وقررت دول الاتحاد الأوروبي إعادة فتح حدودها للأميركيين، بشرط "حصولهم على اللقاح أو تقديم اختبار نتيجته سلبية لتحفيز السياحة التي دمرتها الجائحة".

ضحايا كورونا في العالم

وتسبب فيروس كورونا بوفاة 3 ملايين 903 آلاف شخص في العالم، منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في ديسمبر 2019، حسب تعداد أجرته وكالة "فرانس برس" الجمعة، استناداً إلى مصادر رسميّة.

وتعتبر الولايات المتحدة هي أكثر الدول تضرراً لناحية الوفيات (603,178) والإصابات (33,590,549)، وفق أرقام جامعة جونز هوبكنز، تليها البرازيل، بتسجيلها 509,141 وفاة، ثم الهند مع 393,310 وفيات.

من جانبها، سجلت الهند التي شهدت تراجعاً في الإصابات اليومية منذ عدة أسابيع 51,667 إصابة جديدة بكوفيد-19 في الـ24 ساعة الماضية، بحسب أرقام وزارة الصحة، وكان يتم إحصاء أكثر من 400 ألف إصابة يومية في مايو، في أوج الموجة الثانية من الوباء.

وأدت القيود على التنقل والأنشطة، إلى تراجع كبير في عدد الإصابات اليومية، لكن تخفيفها تدريجياً يثير قلقاً، إذ تخشى السلطات موجة ثالثة.