حقق قطاع الضيافة والسياحة نجاحات ملحوظة لدى دول المنطقة والعالم، وبات من الواضح أن قطاع الضيافة بكافة مكوناته وتداخلاته بالقطاعات الاقتصادية الاخرى محل اهتمام وتركيز حكومي وخاص على مستوى الدعم والاستثمار والقوانين والتشريعات الضامنة والراعية لقطاع الضيافة، والتي كان لها اثر مباشر في تحقيق نجاحات كثيرة على مستوى تنويع مصادر الدخل وتنشيط القطاعات الرئيسية وفي مقدمتها القطاع العقاري والتجاري وقطاع الخدمات، بالإضافة إلى قدرة القطاع على تسويق دول المنطقة عالميا من الناحية السياحية، الامر الذي جلب معه الاستثمارات والمستثمرين على كافة القطاعات، ورفع من أعداد السياح وجلب معه النشاط والنمو، وبالتالي يمكننا القول أن قطاع الضيافة بات من القطاعات المستهدفة استثماريا وبتركيز ملحوظ. ويتوقع أن يشهد المزيد من التوسع والاستثمار خلال السنوات القادمة اعتمادا على مؤشرات النجاح الكبيرة التي يحققها عام بعد عام.
هذا وسيكون لتراجع أسعار النفط أثر كبير على تنشيط القطاع خلال العام الحالي، الامر الذي فرض على القائمين الاستعداد جيدا لاقتناص الفرص والاستحواذ على حصص سوقية متزايدة من خلال طرح المزيد من العروض والباقات الاستثنائية.
واشار التقرير العقاري الأسبوعي لشركة المزايا القابضة إلى أن مستوى المنافسة بين المدن الرئيسية في الشرق الاوسط في تصاعد كبير تبعا لمستوى الرفاهية المقدمة ومستويات الاسعار المتداولة وتنافسيتها والعروض المصاحبة والخدمات والخيارات المتاحة التي تتوفر للسياح لدى كل دولة، هذا واصبح عامل الاستقرار السياسي والامني من أهم العوامل التي تحدد الوجهات التي سيفضلها السياح وسيكون لذلك تأثير مباشر على نجاح القطاع السياحي في أي دولة أو فشله، وبالتالي بات من المجدي الاستعداد جيدا للموسم القادم لدى كافة الدول دون استثناء، هذا ويستحوذ السائح الخليجي على نصيب الاسد من التركيز والاستعداد المسبق للموسم القادم لدى كافة المدن السياحة في المنطقة والعالم لتشمل مجالات سياحة الاعمال وسياحة التعليم وسياحة العطلات والسياحة العلاجية، والبرامج السياحية العائلية، والجدير ذكره هنا أن هناك تركيز كبير على السائح الخليجي لدى دول العالم وبشكل خاص خلال فترة الصيف، حيث تشهد العديد من العواصم العربية والاجنبية نمواً على اعداد السياح الخليجيين والذين يصنفون ضمن الفئات الاكثر إنفاقا من بين السياح من مختلف دول العالم، يذكر أن دول المنطقة وفي مقدمتها دولة الامارات العربية المتحدة قد أظهرت قدرة كبيرة واستعداد منقطع النظير لاستقبال السياح من كافة دول العالم وباتت من أكثر دول الشرق الاوسط جذبا لسياحة النخب بفضل الخدمات المميزة المقدمة والامن والاستقرار وتنافسية الاسعار مقارنة بالوجهات السياحية الاخرى في الشرق الاوسط.
ويقول تقرير المزايا أن قطاع الضيافة مساهم رئيسي في الناتج المحلي الاماراتي لتصل قيمة المساهمة السنوية المباشرة وغير المباشرة إلى ما يزيد عن126 مليار درهم، لتحتل في المركز الثاني على مستوى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وبنسبة نمو وصلت إلى 8.4%، والمرتبة 23 على المستوى العالمي عن العام 2014 في مساهمة قطاع السفر والسياحة بالناتج المحلي الاجمالي، وتجاوزت المساهمة المباشرة للقطاع 61 مليار درهم في نهاية العام 2014، ومن المتوقع أن يرتفع الاستثمار بالقطاع السياحي لدى الامارات بنسبة 13.5% خلال العام الحالي وعند قيمة إجمالية ستصل إلى 26 مليار درهم مقارنة بـ 23 مليار درهم خلال العام 2014، يذكر أن قطاع السياحة والسفر مساهم رئيسي في توفير فرص العمل مستحوذا على ما نسبته 9.2% من إجمالي الوظائف بالدولة، فيما يتوقع أن يرتفع العائد السنوي من السياحة إلى80 مليار درهم بحلول العام 2024، ومع بقاء مؤشرات التفاؤل على حالها خلال السنوات القادمة فإن قطاع الضيافة مرشح للاستحواذ على حصة متزايدة من الناتج المحلي ستصل إلى 12%، الامر الذي يعني أن القطاع سينافس قطاعات رئيسية مثل قطاع الخدمات المالية والصناعات التحويلية وبالتالي احتلال الدولة لمراكز متقدمة على خارطة السياحة العالمية.
وتشير البيانات المتداولة إلى أن دولة الامارات تستحوذ على ما نسبته 41% من إجمالي الاستثمارات السياحية في الشرق الأوسط، الامر الذي يعكس مستوى التركيز الاستثماري وحجم الخطط الجاري تنفيذها من قبل القطاع العام والخاص للاستحواذ على حصص متزايدة من سوق السفر العالمي، حيث يتوقع أن يكون قطاع الضيافة على استعداد لاستقبال ما يزيد عن 39 مليون سائح بحلول العام 2024، الامر الذي يتطلب مزيدا من الانفاق الاستثماري على المنتجات السياحية وصولا إلى حدود 100 مليار درهم، وفي السياق فإن قطاع الضيافة لدى إمارة أبو ظبي يشهد قفزات نوعية على مستوى القدرات الاستيعابية ومشاريع البنية التحتية ذات العلاقة والقدرة على المنافسة على المستوى المحلي والعالمي، وتسعى إمارة أبو ظبي جاهدة إلى رفع حصتها من السياحة العالمية والتي من المتوقع أن تصل إلى 192 مليار دولار بحلول العام 2020، يأتي ذلك في الوقت الذي تقوم به الجهات المختصة بفتح أسواق جديدة وإدخال مفاهيم تسويقية مبتكرة لاستقطاب زوار جدد في كافة الاوقات.
إلى ذلك فقد استحقت إمارة الشارقة لقب عاصمة السياحة العربية للعام 2015، من قبل منظمة السياحة العربية، ومن شأن هذا اللقب أن يعزز مكانة الامارة السياحية على المستوى الداخلي والخارجي كوجهة للسياحة العائلية، يأتي ذلك في الوقت الذي نجحت الامارة في استقطاب ما يزيد عن مليوني نزيل خلال العام 2014، والجدير ذكره أن إمارات الدولة المختلفة تشهد مزيد من النجاحات على قطاع الضيافة، حيث تستحوذ كل إمارة على مزايا تجعلها تختلف عن الامارات الاخرى، وأعلنت دائرة التنمية السياحية بإمارة عجمان أن العوائد الكلية للقطاع وصلت إلى 90 مليون درهم خلال الربع الاول من العام الحالي مقارنة بـ 77 مليون درهم خلال نفس الفترة من العام 2014، في حين تجاوز متوسط معدل الاشغال 70% خلال الربع الاول من العام الحالي مقارنة بمعدل 56% خلال نفس الفترة من العام الماضي، هذا وتشهد امارة رأس الخيمة نموا تاريخيا لقطاع الضيافة مدفوعا بالنمو الكبير على عدد ليالي النزلاء الفندقية، الامر الذي ساهم في تجاوز العائدات السياحية حاجز المليار درهم خلال العام 2014، وهي المرة الاولى في تاريخ الامارة محققة نسبة ارتفاع وصلت إلى 72% مقارنة مع العام 2013، وتتميز الامارة بحزمة من المقومات الطبيعية بدء من الشاطئ ومجموعة كبيرة من الفنادق العالمية بالإضافة إلى المناظر الخلابة التي تضيفها الجبال الشاهقة والمواقع الاثرية.
وأكد تقرير المزايا أن لتراجع أسعار النفط ومن ثم تراجع أسعار تذاكر الطيران حول العالم، سيكون أحد أهم عوامل تنشيط السياحة الخارجية لدى دول المنطقة، وتشير مؤشرات قطاع الضيافة إلى أن تراجع النفط سيعمل على تخفيض أسعار تذاكر طيران الشرق الاوسط بنسبة تصل إلى 20%، وذلك نتيجة لانخفاض الكلف التشغيلية لدى شركات الطيران في المنطقة، فيما يتوقع أن يستمر الانخفاض حتى نهاية العام الحالي، وذلك إذا ما استمر التراجع على أسعار النفط، الامر الذي من شأنه أن يرفع معدلات الطلب على السفر وعروض العطلات خلال الصيف القادم، في المقابل فإن انخفاض أسعار النفط وارتفاع الطلب على أسعار الطيران المنخفض وعروض العطلات قد انعكست بشكل إيجابي ومباشر على أرباح شركات الطيران حول العالم، دفعتها لتحقيق أرباح قياسية، فيما سيحمل النمو المسجل على الناتج المحلي الاجمالي في جميع أنحاء العالم أقوى دافع لتخفيض الاسعار خلال العام 2015، هذا وسيقع على عاتق شركات الطيران مواكبة السوق التنافسية وفقا للتطورات التي تسجلها أسواق السفر الناتجة بشكل أساسي عن تراجع أسعار النفط إذا ما أرادت تعظيم الاستفادة وتحقيق مكاسب مرتفعة خلال مواسم العطلات والحفاظ على حصصها السوقية.
وتوقع تقرير المزايا أن يشهد الصيف القادم ارتفاعا على حرارة المنافسة لدى قطاع الضيافة على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي، مدفوعا بارتفاع مستويات الدخل لدى مواطني دول المنطقة وارتفاع وتيرة عروض العطلات وانخفاض أسعار تذاكر الطيران حول العالم، هذا وأظهرت نتائج معرض سوق السفر العربي الذي اختتم فعالياته مؤخرا التركيز على وجهات سياحية غير تقليدية والتي تحمل في طياتها تجارب جديدة وتغييرا جوهريا على أنماط السفر سواء كانت سياحة ثقافية أم تراثية أو طبية، بالإضافة إلى سياحة الشواطئ والمنتجعات، واعتبر المزايا أن التركيز الاستثماري الكبير الذي يشهده القطاع العقاري ومشاريع البنية التحتية بالإضافة إلى العدد الكبير من المشاريع العقارية الفاخرة التي تم إنجازها خلال السنوات الماضية، ستساهم في رفع قدرة دول المنطقة من المنافسة للاستحواذ على حصص متصاعدة من سوق السفر العالمي.