نشرت صحيفة «ذا صن» صوراً في الصفحة الأولى مع نهاية عطلة الأسبوع لوزير الصحة البريطاني الشاب «مات هانكوك - العمر 42» وهو يضم ويقبل في مكتبه مساعدته التي تكبره بعام واحد «جينا كولا دانجيلو» مما أثار ضجة إعلامية كبيرة وصلت لكل العالم وكسرت رتابة أخبار وباء كورونا وتفوقت في صداها على أخبار أخرى مهمة. وكان «هانكوك»، المتزوج والذي لديه ثلاثة أبناء قد عين «جينا» المتزوجة أيضاً والتي لديها ثلاثة أبناء كذلك، كمساعدة ومستشارة له في الوزارة ومن غير أجر قبل ستة شهور. «هانكوك» وتحت الضغط الإعلامي الكبير قدم استقالته مساء السبت وخرج من الوزارة. الغرب المتحرر والذي يدعي أنه يقبل كل شيء يحدث بين المرأة والرجل خارج إطار الزواج من باب الحرية الشخصية، حاول أن يشجب هذا الفعل ليس لأنه خيانة زوجية صريحة بل لأن «هانكوك» و«جينا»، خالفا إرشادات التباعد الاجتماعي التي فرضت بسبب الوباء! حتى أن زعيمة المعارضة طالبت «هانكوك» بالاستقالة الفورية قبل يوم السبت لأنه قام بفعل يخالف ما حث الناس عليه كوزير للصحة طوال الشهور الماضية.

وهكذا يتم التلاعب في القيم والمبادىء والأعراف الدينية وحتى المجتمعية التي وجدت منذ بدء الخليقة ويتم تصنيف الفعل القبيح بين اثنين لا تربطهما علاقة زوجية على أنه مخالف لتعليمات مؤقتة وليس على أنه فعل منبوذ ومرفوض أخلاقياً. والمشكلة أن هناك من يحاول أن يتبنى هذا التلاعب وهذا الفكر ويفرضه علينا.

لا يملك الغرب لا الجرأة ولا الشجاعة لكي يسمي الأشياء بأسمائها بعد أن ابتعد عن مسطرة القيم والأخلاق لذلك نجده يتفنن في اختلاق مسميات وأعذار جديدة ليعاقب أو يحاسب ولو أن الكل يعرف أن مسألة التباعد الاجتماعي ليس هي سبب الضجة ولا هي السبب الذي دفع الوزير لتقديم استقالته. لذلك، من الضروري أن نكون حذرين جداً من الإفراط في اقتباس مقاييس ومعايير الغرب في قضايا الحريات الشخصية وعدم الانجراف وراء تجاربهم الحديثة في تغير مجتمعاتهم لأنها تبقى تجارب ناقصة وآثارها سيئة. ولنكون على ثقة بأننا لدينا قيماً وأعرافاً وديناً يحددون ما هو مقبول وما هو مرفوض مجتمعياً وأن تمسكنا بها ليس تشدداً أو تخلفاً بل ضرورياً للمحافظة على المجتمع. والأهم أن نسمي الأشياء بأسمائها دون حرج أو تردد كما رأينا في حادثة «هانكوك» و«جينا».