نعلم جيداً أن مملكة البحرين في إدارة ملفاتها تستند على العمل على الأولويات ومن ثم الالتفات إلى الملفات التي تليها، فالدولة اليوم مجمل تركيزها على محاربة فيروس كورونا (كوفيد19) والحد من تداعياته، وهذا الأمر جعل الصعاليك الإخونجية يتمادون في رسائلهم وخطواتهم التصعيدية بشأن اتفاق السلام والقضية الفلسطينية والعمل على تهيئة الشارع المحلي في التشكيك بقرارات الدولة السيادية.

وبالتالي فإن الصعاليك الإخونجية استغلوا أزمة كورونا للتخطيط لما هو أعمق وهو إيجاد قاعدة جماهيرية لينطلقوا بمشروعهم الذي يحلمون فيه بعد فشل أذناب إيران، ليس لشيء ولكن مؤسس المجموعة الماسونية حسن البنا الذي يلقى الدعم والمعاونة من قبل الإدارة الأمريكية، وبالتحديد من قبل الحزب الديمقراطي، هو الملهم الذي أعطاهم القوة والشجاعة في مواجهة الدولة وانتهاك سيادتها كمخاطبة مؤسسات الفنادق لتفرض عليهم آرائهم التي لا تعبر عن رأي الشارع البحريني المحب للسلام والتعايش.

بكل بساطة وبدون لف ودوران، فإن مرشدهم الإرهابي كبير الصعاليك يوسف القرضاوي الذي مقره دويلة قطر هو من يصدر الأوامر، والمتتبع لما يكتبون وما يغردون وما يقومون فيه من عمل منسق يدل على أنهم تلقوا التعليمات موحدة، ووصلت لهم رسالة مفادها بأنهم لم يمسوا من قبل الدولة لأنهم يحظون برعاية ودعم أمريكي.

أما النقطة الأهم، بهذه الأعمال التي قام بها الصعاليك الإخونجية حيث وضعوا أنفسهم في تحدٍ صارخ مع الدولة وقراراتها، وأن شجاعتهم بالقيام بتلك الأعمال جاءت رسالة واضحة بأنهم كيان إخونجي بالبحرين يدار من قبل المرشد التي تحتضنه قطر وتموله، إذاً فإن الدولة أمام خيارين إما أن تواجه هؤلاء الصعاليك الأخونجية الذين استغلوا انشغال الدولة في أزمة كورونا والصدام معهم وحل غطائهم من الجمعيات أو تجاهلهم بأنهم لا يشكلون خطراً حقيقياً على أمن واستقرار الدولة.

وهذا خياران لا ثالث لهما في مواجهة الصعاليك، وفي مدارس السياسة تظهر نظرية ترتيب الأولويات في التعامل مع هذه الأحداث، حتى تعطي لكل شيء حقه، فالإخونج الصعاليك سيأتي دورهم في سلم الأولويات ولكن بالطريقة التي يفكرون بها وبالأسلوب نفسه، وأنصحهم بتدارك أنفسهم قبل أن يأتوا ليقبلوا البلاط اعتذاراً وكلمتهم المشهورة هؤلاء «اعيالكم».