العربية: ليس جديداً ظهور فيلم سوري قصير، ذلك أن المأساة السورية كما تجلت بزيادة القتل والموت ودخول أطراف كثيرة فيما يحدث على الأرض السورية، فإن المأساة أيضاً أخرجت من الشباب السوري الإبداع الذي تحول من تجارب تفتقد المهنية والإمكانات، إلى أخرى مؤثرة ومختزلة، تختصر معاناة سنوات وصراع داخلي بدقيقة وثانيتين..
"بعد 30 ثانية أنا لح موت" هكذا تقول الفتاة الواقفة أمام النافذة التي تطل على القصف والجحيم الذي يخلفه طيران ورجال الأسد..
"بعد 30 ثانية أنا لح موت" هكذا وبكل بساطة ستموت تلك الطفلة كما مات الكثير من الأطفال، عمرها بدأ قبل 30 ثانية وانتهى بمجرد أن انتهت تلك الـ30 ثانية.
الفيلم السوري الذي تجسد الطفلة بطولته وتتقاسمها مع الموت، لا يتجاوز الدقيقة والثانيتين فقط، يرمي الرسالة السورية في وجه العالم.
الرسالة الأهم التي يوجهها الفيلم "لا تشارك بقتلي.. هو رح يمشي"، وإن كان كلام الطفلة الأول يبدأ حياة وينهيها، فإن جملتها التالية موجهة لكل من رفع السلاح بوجه السوريين، وكل من قتلهم، وكل من أنزل من طائرته برميلاً متفجراً، وإلى كل شبيح وعسكري ورجل أمن، إلى كل من اعتقد أنه بوقوفه مع الأسد سيربح حياته، ولتأتي رسالة الفيلم واضحة مختصرة معبرة "لا تقتلني، أنا وأنت مواطنان سوريان، الأسد زائل والشعب باقي"..
ربما تصل الرسالة، وعلى الأغلب أنها لن تصل، ولكنها تبقى للتاريخ. الفيلم إخراج أحمد وردة، وفريق العمل هو ناجي الجرف، ماهر علي، ضحى محمد، حمزة حوراني، محمد طه.