رغم كل ما يحدث في العالم من تداعيات جائحة كورونا (كوفيد19)، إلا أننا نرى البحرين في مسار آخر للتنمية والتطوير، وطوعت الأزمة بشكل أو بآخر لصالحها في مجالات أخرى، وحولت المحنة إلى منحة.

وبصراحة، لا أكاد أجلس مع شخص إلا ولديه بعض التخوف من المستقبل، وربما هو خوف طبيعي، ولكن ليس في البحرين.

هنا، نسل حكام كرام، أثبتوا قوتهم في مختلف المحافل، والتاريخ يشهد لهم، والماضي القريب أيضاً، والحاضر، وخطط المستقبل، فقط علينا التفاؤل والعمل نحو القادم.

جلالة الملك المفدى قدم نموذجاً مميزاً للدولة المدنية الحديثة، ومشروعاً إصلاحياً سبق احتجاجات العالم العربي بعقد من الزمان، ووضع البحرين وكل فرد من شعبها في الداخل أو الخارج أولوية نصب عينيه.

وسمو ولي العهد رئيس الوزراء سبق دول المنطقة برؤية 2030، وسبقهم أيضاً بالقطاعات الاقتصادية الخمس التي تركز عليها المملكة مستقبلاً، والأمر ذاته بالبنية التحتية والموارد الطبيعية، والكوادر البشرية.

وأقولها بكل أمانة، لا يمكن لشخص يرى إنجاز البحرين، ومخططاتها المستقبلية إلا ويتفاءل بالمستقبل، وهذا دون أدنى شك.

وما يميز البحرين أيضاً، أنها تعمل بصمت، دون حديث طويل، أو لقاءات مطولة، أو بروباغندا إعلامية، سواء سياسياً أو اقتصادياً أو أمنياً، واجتماعياً، وغيرها من مختلف المجالات، وهذا دأبها منذ الأزل.

فالأهم لدى قيادتها ليس تعريف الناس بالإنجاز، ومدى الراحة التي يعيشها الأشخاص على أرض البحرين، وإنما هدفهم الأسمى دائماً هو التنفيذ، وأن يشعر الناس به، ويتعايشون معه.

ولذا، فإن الخير آتٍ لا محالة، والمستقبل أكثر إشراقاً من الماضي المشرق أساساً، وتصحيح أوضاع بعض القطاعات هي عملية تجري حالياً بسلاسة، وستنتهي قريباً بمنجز كبير.

والتفاؤل أيضاً يجب أن يدب بروح كل مواطن أو مقيم، أو مستثمر أو موظف، فالخطوات ثابتة لتكون البحرين مركزاً لا تستطيع دول المنطقة والعالم التخلي عنه.

والأهم أيضاً، هو سياسة النفس الطويل التي تمتلكها قيادة البحرين، والحزم والحكمة والمرونة والذكاء والشفافية للتعامل مع كافة التحديات التي تمر بها دول العالم، ولنا في أزمات المنطقة منذ أجيال وحتى الآن أمثلة عديدة.

وباختصار، فإنه لا يمكن لأي شخص يعيش هنا إلا أن يستمتع بالنعم الموجودة، والتفاؤل بالمستقبل، والثقة بالله أولاً والقيادة الرشيدة وفريق البحرين ثانياً، ولا يحمل سوى هم تطوير ذاته وعمله ومشروعه.

* آخر لمحة:

صحيح أن البحرين تحب العمل بصمت ودون ضجة، ولكن هذا الأمر لا يعني السماح للبعض بالانتقاص منها، أو التغني بكل أمر تافه تقوم به الدول الأخرى، وتصويره وكأنما البحرين متخلفة عن ركب هذه الدولة!